ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 08:44 م]ـ
الأُستاذ/ الأديب الأثري
بارك اللهُ فيكَ، ووفَّقكَ.
لَوْ لجأْتَ إلى شَيءٍ من المُحسِّناتِ -كالازدواجِ، والسَّجْعِ، وغيرهما-؛ لكانَ ألطَفَ، وأبعدَ عَنْ أُسلوبِ الشَّرْحِ. ولْيَكُنْ هَمُّكَ أن تجعلَ نَثْرَكَ قِطْعةً أدبيَّةً خالِصةً.
شَكَرَ اللهُ لكَ.
ـ[عبد الرؤوف أبو شقرة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 11:07 ص]ـ
واها لهذا الحال، وآها لهذا الزمان، تستباح إبلي وتستهان كرامتي، ولا يحرك أبناء قومي ساكنا، ولو أن عدوهم أهل منعة لالتمسنا لهم الأعذار، ولكن عدوهم بنو القيطة من ذهل بن شيبان ..
ليت الزمان يدور بي فيجعلني من مازن، إذاً لنادى بحقي رضيعهم، ولثار لحالي وضيعهم، فهم معشر لا تطيق الأرض عند الهيعة خشونتهم، وتخشى السماء عند العز سموهم، فإن أبدى الموت ناجذيه تبسما طاروا إليه حربا وتمردا .. وإذا طرقت آذانهم صرخت الندب، أبت "فيم كان الندب؟ "، فتتمرد عقولهم على الحجة والبرهان، ,وتلجأ أكفهم إلى حد الصمصام، وتعانق أرواحهم لهيب النيران، يتطايرون إلى ساحات الوغى زرافات ووحدانا ..
أما قومي فلا يغرنك كثرة سوادهم، فهم مهلكة الأمم عند الخطابة، فإن دارت للحرب دائرة فهم عباد زهاد، كأن خشية الله إليهم انتهت، وبهم اختصت، يتورعون في قتل ذبابة، سلاحهم عند الضيم المغفرة، وضربهم عند الإساءة إحسان .. ليت لي عوضا عنهم قوما يتقاذفون إلى حضن المنايا فرسانا وركبانا ..
1 - أشكر الأخوة القائمين على هذا المشروع، وأسأل الله عز وجل أن يؤتي أكله وأن يجعله في ميزان حسناتهم.
2 - أرجو أن تكثروا من النقد، ولو لم يكن متيقنا، فبه تحك القريحة وتزداد البصيرة، وليت الأستاذ فيصل منصور أن لا يحرمنا من مروره وتعليقاته.
بارك الله فيكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 02:36 م]ـ
أنا لو كنتُ من بني عمِّي مازن، لما استبيحَ ماليْ، وأُخِذَتْ إبِلي، من قِبَلِ قومٍ من ذُهْلِ بن شيبانَ، إذْ - واللهِ - لو كانَ ذلِكَ، لقامَ بنو مازن -الأشِدَّاءُ عندَ الغضبِ الذابِّينَ عن الحقيقةِ-، بالانتصارِ لي والدَّفعِ عنِّي، إنَ أخذَ بالضعيفِ من غيرِهِم الضَّعفُ والخورُ، فإنَّهُم قومٌ إذا كَشَرتِ الشدائدُ عن أنيابِها، أسرعوا إليها كلٌّ يُسابقُ لنصرةِ أخيهِ، لا يسألهُ فيمَ دعاهُ ولأيِّ شيءٍ طلبَ نُصرتَهُ.
أمَّا قومي فدعهم عنكَ، فإنَّك وإن رأيتَ كثرتَهُم، وسوادَ جمعِهِم، فليسوا إلا إلى الدَّعةِ والسلامةِ، والبعدِ عن كلِّ شرٍّ، فما يُعتدى عليهِم في شيءٍ ويُنال منهُم إلا ويُسرِعونَ إلى العفوِ، ويسبقونَ إلى المغفِرةِ، ويُحسِنونَ إلى الجاني عليهِمِ، مدَّعينَ الخشيةَ والمسابقةَ إلى سبُلِها، وكأنَّ هؤلاءِ النَّاسَ من غيرِهِم ممَّن يذبُّ عنْ حريمِهِ، لا يخشونَ اللهَ - تعالى -، ولم يُخلقوا لذلِكَ!.
فلو أنَّ لي قوماً غيرَهم، ومعشراً على خِلافِ نهجهِم، قوماً يتواثبونَ لمن استنصرهم، تنثالُ غضبَتُهم للإغارةِ، فرساناً ورُكباناً.
____
1. كلُّ ملاحظةٍ وأنتم بخير:)، وكلّ بيانِ غَلَطٍ، مهما قسا عليَّ، أو سخر منِّي!، فإنَّه راجِعٌ إلى الإحسانِ إليَّ، ألا ترونَ أنّي إن عرفتُ ما وقعتُ فيهِ من غلطٍ، تجنَّبته في قابِلِ الأيَّامِ، حتَّى يكونَ كلامي فصيحَ اللفظِ جزلَ المعاني، مُلتَحِمَ التَّركيب.
2. أحسستُ أنَّ ما كتبتُهُ إنَّما هوَ توضيح وشرحٌ موجزٌ للأبياتِ!
قلت:
1 - (لو كانَ ذلِكَ، لقامَ بنو مازن -الأشِدَّاءُ عندَ الغضبِ الذابِّينَ عن الحقيقةِ)
(الذابِّينَ) جاء منصوبا على تقدير فعل: أمدح الذابين
ولو جاء مرفوعا على الإتباع التزاما بالأصل لجاز أيضا.
2 - (أمَّا قومي فدعهم عنكَ)
لا نزال نقرأ في كلام أسلافنا ما يؤدي ذلك المعنى بأن نقول: (أمَّا قومي فدعك عنهم).
وبالله التوفيق
ـ[أبو العباس]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 04:21 ص]ـ
2
وقال الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:
عَفَونَا عَن بَنِي ذُهْلٍ ..... وَقُلْنَا القَومُ إخْوَانُ
عَسَى الأَيَّامُ أن يَّرْجِعْنَ قَومًا كَالَّذِي كَانُوا
فلمَّا صَرَّحَ الشَّرُّ ..... فَأَمْسَى وهوَ عُرْيَانُ
ولَمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوَانِ دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا
مَشَيْنَا مِشْيَةَ اللَّيثِ ..... غَدَا واللَّيثُ غَضْبَانُ
بِضَرْبٍ فِيهِ تَفْجِيعٌ ..... وَتَخْضِيعٌ وإقْرَانُ
وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ..... غَذَا والزِّقُّ مَلْآنُ
وَبَعْضُ الحِلْمِ عِنْدَ الجَهْلِ لِلذِّلَّةِ إذْعَانُ
وفي الشَّرِّ نَجَاةٌ حِيْنَ لا يُنْجِيكَ إحْسَانُ
================
أشكر لكل من ردّ، وتعقّب، وانتقد، وشكر. وأُفردُ منهم للشكر: منصور مهران، وعائشة، وفيصل المنصور؛ لتعقبهم قولي، وتقويمهم عِوَجِي، وتنبيههم على زللي.
وإنما تُصقل الموهبة، ويستقيم سبيل البيان بالتحري لموضع الكلام عند القول، ومحاسبةِ النفس عند الزلل، ورياضتها على الدوام.
(أَمَا لو كُنتُ من مازِنٍ ما سُلبتْ، وعن حِمَاهُم ما ذِيدَتْ)
والمأمول منه مراجعة هذا القول؛ فإن الفعل (ذاد، يذود عن الشيء معناه:
دَفَعَ عنه وحماه وصانه وحفظه وطرد الباغي. ونحو ذلك.
.
بارك الله فيك.
في القاموس: (الذَّوْدُ: السَّوْقُ والطَّرْدُ والدَّفْعُ) فيكون المعنى (استلَبَهَا بنو اللقِيطَةِ؛ لمَّا هانَ عليهم أمرِي، وأمِنُوا من نُصْرةِقَومِي. أَمَا لو كُنتُ من مازِنٍ ما سُلبتْ، وعن حِمَاهُم [مازن] ما ذِيدَتْ [سيقت وطردت])
فإن صحّ هذا فلا خطأ في كلامي من جهة اللغة، غير أنّه ساقِط من جهة البلاغة، ودليل سقوطه استشكالُك له؛ لأنّ الكلام البليغ هو "ما لا يقف فيه السامع طالبًا فحواه، ذاهلاً عن معناه" (1).
،،، الإخوة: الأديب الأثري وعبد الرؤوف أبو شقرة
قاتلكم الله مِن أدباء فصحاء!، وإني لأحمد الله أن جعل مجلسنا مجلس تعلُّم لا مجلس مسابقة وإلاّ لكنتُ في حيْص بيص!
،،، تعمّدتُّ التعليق هنا تنفيذا للمادة رقم (7) من مواد الدستور العسكري أعلاه (ابتسامة)
---------
(1) هذه القاعدة ليست على إطلاقها.
¥