ـ[أبو عدي]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 09:07 م]ـ
أذكر أني عندما درست في المرحلة الثانوية، كان المشرف على الإذاعة شيخا جليلا شنقيطيا شديد سواد البشرة، مفتول العضلات، مهابا له شخصية قوية، وكان الطلاب - أقوياء في الاستحضار - ولنا برنامج مساجلة في الإذاعة، وكان دائما ما يحذرنا من أن نهجو بعضا، أو نقدح في فئة معينة، أو نسب الدهر، وينبهنا على ذلك كثيرا، وعندما وقفتُ في المساجلة النهائية، وكانت بيني وبين أحد أصدقائي الشناقطة - وهو أحد أعجب من رأيتُ في قوة الحفظ والاستحضار، وكان حينها في الصف الأول الثانوي، ويحفظ الألفية في النحو، وفي القراءات، ولامية الأفعال، والجوهر المكنون، والمعلقات، وكثيرا من أخبار الأدباء وطرائفهم، ومتونا كثيرة لا أعلمها، وكان مع ذلك آية في التواضع، وحسن الخلق - فأعطي اللاقط ليبدأ، فقال بيتا كان آخره اللام، وكنا واقفين بجوار غرفة الإذاعة، وكان البيت الذي سأقوله أول بيت لي في تلك المساجلة، فقلت:
لا تشتري العبد ....
وكان شيخنا الشنقيطي خارجا من غرفة الإذاعة، يمشي وقد أعطاني ظهره، فلم أشعر به وقد سمع البيت، إلا وهو ملتفت إلي كاسرع ما يلتفت المرء إلى المرء، وكان ضخما، وسدد عينه في عينيَّ، فسقط قلبي من صدري - لما زرع الله له في قلبي من المهابة والإجلال والتعظيم -، فأكملت على السجية:
لا تشتري العبد إلا والهوى معه - إن العبيد لأكرام محاميدُ
فضحك حتى بدت نواجذه، ولم تكن تلك (فلاحة) مني بقدر ما هو توفيق من المولى، ثم كان عامل الخوف من اغضابه دافعا لي لقول هذا.
ويكثر في المعروف في طلب العلا - لتُحمد يوما عند ليلى شمائله
وصدق - والله - أبو قصي:
يا لهفَ نفسي على عهدِ الصِّبا؛ فلقد ... ولَّى، وأعقبَ في قلبي له ذِكَرا
ولَّى، وللدَّهرِ في حالاتِه غِيَرٌ ... مستوفِزاتٌ، ومَن ذا يأمَنُ الغِيَرا
ـ[أم عبد السميع]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 08:55 ص]ـ
البسملة1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ قال يهودى لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم الا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم،
فقال على كرم الله وجهه: ولمَ أنتم لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم ألهة