مِمَّا أَضَرَّ بِأَهْلِ العِشْقِ أنَّهُمُ * هَوُوا وَمَا عَرَفُوا الدُّنْيَا وَمَا فَطِنُوا
تَفْنَى عُيُونُهُمُ دَمْعًا وَّأَنفُسُهُمْ * فِي إِثْرِ كُلِّ قَبيحٍ وَّجْهُهُ حَسَنُ
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 08 - 2008, 08:07 ص]ـ
إذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ * وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِن تَوَهُّمِ (1)
وَعَادَى مُحِبِّيهِ بِقَوْلِ عُدَاتِهِ * وَأَصْبَحَ في لَيْلٍ مِّنَ الشَّكِّ مُظْلِمِ (2)
أُصَادِقُ نَفْسَ الْمَرْءِ مِن قَبْلِ جِسْمِهِ * وَأَعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتَّكَلُّمِ (3)
وَأَحْلُمُ عَنْ خِلِّي وَأَعْلَمُ أنَّه * مَتَى أَجْزِهِ حِلْمًا عَلَى الجَهْلِ يَنْدَمِ (4)
وإن بَذَلَ الإِنْسَانُ لِي جُودَ عَابِسٍ * جَزَيْتُ بِجُودِ التَّارِكِ الْمُتَبَسِّمِ (5)
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
وَمَا كُلُّ هَاوٍ لِّلْجَميلِ بِفَاعِلٍ * وَلا كُلُّ فَعَّالٍ لَّهُ بِمُتَمِّمِ (6)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) مَن كان فِعْلُهُ سيِّئًا؛ ساء ظنُّه بالنَّاس؛ لسوء ما انطوَى عليه، وإذا توهَّم في أحدٍ ريبةً؛ أسرع إلى تصديق ما توهَّمه؛ لِما يَجِدُ مِن مثل ذلك في نفسه.
(2) أي: لسوء ظنِّه، وإسراعه إلى تصديق ما يتوهَّمه؛ يُصدِّق ما يسمعه مِنَ التُّهَمِ في حقِّ مَن يُّصادِقُه، ولو كان ذلك القولُ مِنْ عدوِّه؛ فيُعادي الَّذين يُحبُّونه بوشاية أعدائه، ويشكُّ في كلِّ أحدٍ؛ فلا يتبيَّن له الصَّديق من غيره.
(3) يُريد بنفس المرء: أخلاقه، وخصاله، وما هو فيه من كَرَم وضدِّه. يقول: إنَّه ينظر إلى نَفْسِ مَن يُّصادقه قبل أن ينظرَ إلى جسمه، ويثبت هذه المعاني مِن فعله وكلامه قبل أن يّثبت معرفة جسمه من حلاه وملامحه.
(4) يقول: أصفحُ عن خليلي، علمًا بأنَّني متى جزيتُه على جَهْلِهِ بالحِلْم؛ يندم على جهله، ويعتذر إليَّ منه.
(5) أي: إذا جاد عليَّ أحدٌ بعطيَّة وهو عابس؛ جُدتُّ عليه بترك تلك العطيَّة وأنا مُبتسِم، غير مبتئس بتركها.
(6) أي: ليس كُلُّ مَن أحبَّ الصّنعَ الجميلَ يفعلُه، ولا كلُّ مَن فعله يُتمِّمه.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 324، 325)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[15 - 08 - 2008, 03:05 م]ـ
إذَا كُنتَ فِي شَكٍّ مِّنَ السَّيْفِ فَابْلُهُ * فَإمَّا تُنَفِّيهِ وَإمَّا تُعِدُّهُ
وَمَا الصَّارِمُ الْهِنْدِيُّ إلاَّ كَغَيْرِهِ * إذَا لَمْ يُفَارِقْهُ النِّجَادُ وَغِمْدُهُ (1)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) الصَّارِم: السَّيف القاطع. والنِّجاد: حمالة السَّيف ... يقول: السَّيف القاطِع الهنديّ لا يظهر فضله على غيره مِنَ السُّيوف؛ حتَّى يُسَلَّ ويُضرَب به؛ وبذلك يُعلَم مضاؤه وجوهره.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 320)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 01:11 م]ـ
لَوْلا المشقَّةُ سادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ * الجُودُ يُفْقِرُ والإقْدَامُ قَتَّالُ (1)
وإنَّما يَبْلُغُ الإنْسَانُ طَاقَتَهُ * مَا كُلُّ مَاشِيةٍ بِالرَّحْلِ شِمْلالُ (2)
إنَّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بِهِ * مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ إحْسَانٌ وإِجْمَالُ (3)
ذِكْرُ الفَتَى عُمْرُهُ الثَّاني وحاجَتُهُ * مَا قَاتَهُ وفُضُولُ العَيْشِ أشْغَالُ (4)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) يقول: لولا أنَّ في بلوغ السِّيادة مشقَّة؛ لصار النَّاس كلُّهم سادةً. ثمَّ بيَّن تلك المشقَّة؛ فقال: الجود يُفضي إلى الفقر، والإقدام يُفضي إلى القتل، ولا سيادة بدون هذين.
(2) يعتذر لِمَن لَّمْ يَسُدْ من النَّاس؛ يقول: إنَّما يبلغ الإنسان مقدار طاقته وإمكانه، فليس كلُّ أحد أهلاً للاضطلاع بالمشقَّة، وتحمُّل أعباء السِّيادة؛ كما أنَّ ليس كُلُّ ناقةٍ مَشَتْ بالرَّحْل تكون شِملالاً [وهي النَّاقة الخفيفة].
(3) أي: لكثرة مَن يتعامل بالقبيح؛ صار تركُ القبيح يُعدُّ إحسانًا؛ لأنَّ الإحسان لا يُطمَع فيه.
(4) أي: إذا بَقِيَ ذِكْرُ الإنسانِ بعد موته؛ فذلك بمنزلة حياة ثانية له. وحاجة الإنسان في حياته قدر القوت، وما فضل عنه؛ فهو شغل له، لا حاجة إليه، ولا منفعة فيه.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 372، 373)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:53 م]ـ
وَكُلُّ امْرِئٍ يُّولِي الجَمِيلَ مُحَبَّبٌ * وَكُلُّ مَكَانٍ يُّنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
ـ[عائشة]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 10:47 ص]ـ
وَلَوَ انَّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ * لَعَدَدْنَا أَضَلَّنَا الشُّجْعَانَا (1)
وَإذَا لَمْ يَكُن مِّنَ الْمَوْتِ بُدٌّ * فَمِنَ العَجْزِ أَن تَكُونَ جَبَانَا (2)
كُلُّ مَا لَمْ يَكُن مِّنَ الصَّعْبِ في الأَنـ * ـفُسِ سَهْلٌ فِيها إذَا هُوَ كَانَا (3)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) أي: لو كانَتِ الحياةُ باقيةً؛ لكان الشُّجاعُ الَّذي يتعرَّضُ للقتل أجهلَ النَّاس؛ يعني: أنَّ الحياة لا تبقى، ولو جَبُن الإنسانُ، وحرص على أسباب البقاء.
(2) يُؤكِّد ما ذَكَره في البيت السَّابق؛ يقول: إذا كان الموتُ لا بدَّ منه، ولا يسلم منه شجاعٌ ولا جبان؛ فالجبانة من عَجْز الهمَّة.
(3) إنَّما يصعب الأمر على النَّفس قبل وقوعه، فإذا وَقَع؛ هانَ.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 347)].
.
.
¥