ـ[عائشة]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:29 ص]ـ
وَأَتْعَبُ مَن نَّادَاكَ مَن لاَّ تُجِيبُهُ * وَأَغْيَظُ مَنْ عَادَاكَ مَن لاَّ تُشَاكِلُ
ـــــ // الشَّرح // ــــ
" يقول: أتعبُ مُنادٍ لكَ: مَن ناداكَ فَلَمْ تُجِبْهُ؛ لأنَّكَ لا تشفيه بالجواب؛ فيجهد في النِّداء، كما أنَّ أغيظَ الأعداء لكَ: مَن عاداكَ وهو دونكَ؛ لأنَّكَ تترفَّع عن مُعارضته؛ فلا تشتفي منه ".
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 191)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 02:35 م]ـ
إذَا الْجُودُ لَمْ يُرْزَقْ خَلاصًا مِّنَ الأَذَى * فَلا الْحَمْدُ مَكْسُوبًا وَّلا الْمَالُ بَاقِيَا (1)
وَلِلنَّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلُّ عَلَى الفَتَى * أَكَانَ سَخَاءً مَا أَتَى أَمْ تَسَاخِيَا (2)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) أي: إنَّما يُرادُ بالجود ما يترتَّب عليه مِنَ الحمد، فإذا كُدِّرَ بالمنِّ؛ بَطَلَ الحمد، ولم يَبْقَ المال؛ فيُفقَدان كلاهما.
(2) أي: أنَّ أخلاق النَّفس تدلُّ على صاحبها؛ فيُعرَفُ جوده: أطبعٌ هو أم تكلُّف.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 296)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 10:02 ص]ـ
إنَّمَا الجِلْدُ مَلْبَسٌ وابْيِضَاضُ النْـ * ـنَفْسِ خَيْرٌ مِّنَ ابْيِضَاضِ القَبَاءِ
ـــــ // الشَّرح // ــــ
" الثَّوْب. يقول: الجِلد للإنسان بمنزلة اللِّباس، فلا عِبْرةَ ببياضه، وإنَّما العِبْرةُ ببياضِ النَّفس ونقائها مِنَ العيوب ".
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 304)].
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 08:24 ص]ـ
الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ * هُوَ أوَّلٌ وهيَ الْمَحَلُّ الثَّاني
فَإذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِنَفْسٍ حُرَّةٍ * بَلَغَتْ مِنَ العَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ
وَلَرُبَّمَا طَعَنَ الفَتَى أَقْرَانَهُ * بِالرَّأْيِ قَبْلَ تَطاعُنِ الأَقْرَانِ
لَوْلا العُقُولُ لَكَانَ أَدْنَى ضَيْغَمٍ * أَدْنَى إِلى شَرَفٍ مِّنَ الإِنسَانِ
ولَمَا تَفَاضَلَتِ النُّفُوسُ ودَبَّرَتْ * أيدِي الكُمَاةِ عَوَالِيَ المُرَّانِ
ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 08 - 2008, 08:35 م]ـ
الحُزْنُ يُقْلِقُ والتَّجَمُّلُ يَرْدَعُ * والدَّمْعُ بَيْنَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ (1)
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَيْنِ مُسَهَّدٍ * هذا يَجِيءُ بِهَا وهَذا يَرْجِعُ (2)
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلٍ أَوْ غَافِلٍ * عَمَّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقَّعُ (3)
وَلِمَن يُّغَالِطُ في الحَقَائِقِ نَفْسَهُ * وَيَسُومُهَا طَلَبَ الْمُحَالِ فَتَطْمَعُ (4)
أيْنَ الَّذي الهَرَمَانِ مِن بُنْيَانِهِ * مَا قَوْمُهُ؟ مَا يَوْمُهُ؟ مَا المَصْرَعُ؟ (5)
تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَنْ أصْحَابِهَا * حِينًا وَّيُدْرِكُهَا الفَنَاءُ فَتَتْبَعُ (6)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) التَّجمُّل بمعنى: التَّصبُّر. يقول: الحُزن يُقلق صاحبه، والتَّصبُّر يردعه عن الجزع، والدَّمع بين هاتين الحالَتَين يعصي صاحبَه تارةً، ويُطيعه أُخرى؛ أي: يعصيه عند التَّصبُّر فيحتبس، ويُطيعه عند الحُزن فينسكب.
(2) الحُزن والتَّجمُّل يتنازعان دموع صاحبهما؛ فالحزن يجيء بها؛ أي: يجريها، والتَّجمُّل يردُّها.
(3) إنَّما تصفو الحياة لجاهل لا يتعقَّل أحوالَها ومصايرها، أو غافلٍ ذهل بحاضرها عمَّا مضَى فيها مِنَ العِبَر، وما يتوقَّع من مثل ذلك في نفسه.
(4) أي: وتصفو الحياة لِمَن يُّغالِطُ نفسَه في حقيقة الموت، ويُمَنِّيها السَّلامةَ والبقاء؛ فتطمع في المُحال، ولا تُبالي بما ترَى مِنَ العِبَر.
(5) يقول: أين باني هذين الهَرَمَين؟ ومِنْ أيِّ قومٍ هو؟ ومتى كان يوم موته؟ وكيف كانت منيَّتُه؟ يعني: أنَّ الدَّهر قد أهلكه، وأفنى مَن جاء بعده مِنَ القرون؛ حتَّى هَلَكَتْ أخبارُه جُملة، ولَمْ يبقَ ما يَدلُّ عليه إلاَّ هذا الأثر العجيب.
(6) يقول: الآثار تبقَى بعد أصحابها حينًا مِّنَ الدَّهر، ثُمَّ تفنَى، وتتبَعُ أصحابَها في الفَناء.
[العَرْف الطَّيِّب (2/ 373، 374)].
.
.
.
ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 12:19 م]ـ
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاَّ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ * مَا دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البَدَنُ
فَمَا يُدِيمُ سُرورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ * وَلا يَرُدُّ عَلَيْكَ الفَائِتَ الحَزَنُ
¥