ملتقي اهل اللغه (صفحة 5668)

ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 09:52 ص]ـ

لا افْتِخَارٌ إِلاَّ لِمَن لا يُضامُ * مُدْرِكٍ أوْ مُحَارِبٍ لا يَنَامُ (1)

لَيْسَ عَزْمًا مَا مَرَّضَ الْمَرْءُ فِيهِ * لَيْسَ هَمًّا مَا عاقَ عَنْهُ الظَّلامُ (2)

وَاحْتِمَالُ الأَذَى وَرُؤيَةُ جَانِيـ * ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بِهِ الأَجْسَامُ (3)

ذَلَّ مَن يَغْبِطُ الذَّليلَ بِعَيشٍ * رُبَّ عَيْشٍ أَخَفُّ مِنْهُ الْحِمَامُ (4)

كُلُّ حِلْمٍ أَتَى بِغَيْرِ اقتِدَارٍ * حُجَّةٌ لاجِئٌ إلَيْهَا اللِّئامُ (5)

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ * مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلامُ (6)

ـــــ // الشَّرح // ــــ

(1) لا فخر إلاَّ لمن لا يُظلم؛ لامتناعه وقوَّته على دفع الظُّلم عن نفسه، وهو إمَّا مُدرك ما طَلَب، أو مُحارب لا ينام عن مطلوبه، حتَّى يناله.

(2) إنَّ ما قصَّر الإنسان فيه لا يُعدُّ عزمًا، وما عاقه الليل عن طلبه لا يُعَدُّ هِمَّة؛ لأنَّ حقَّ العازم أن لا يُقصِّر، وحقَّ ذي الهِمَّة أن لا يعوقه شيء.

(3) إنَّ الصَّبر على الإساءة والإقامة على رؤية المسيء؛ يُورثان دوام المشقَّة والكمد؛ فيكونان غذاء للأجسام؛ تهزل به كما تهزل بالأطعمة الخبيثة.

(4) لا يغبط الذَّليل على حياته إلاَّ من كان ذليلاً؛ لأنَّ الحياة إنَّما هي العِزُّ؛ فإذا فقده الإنسان؛ كان الموتُ أخفَّ محملاً عليه؛ لخلوِّه عمَّا في الذُّلِّ من غُصص المشقَّة والهوان.

(5) إنَّ الحِلْمَ الَّذي لا يصدر عن مقدرة؛ لا يُسمَّى حِلمًا، وإنَّما هو حجَّة يحتجُّ بها اللِّئام؛ سترًا لعجزهم.

(6) من كان هيِّنًا في نفسه؛ لا يستصعب ورود الهوان عليه؛ فهو كالميِّت الذي لا يتألَّم بالجراحة.

[العرف الطَّيِّب (1/ 326، 327)].

.

.< o:p></o:p>

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 01:20 ص]ـ

رعاك الله أختنا الفاضلة، إختيارات موفقة للأبيات، وقبلها لمن شغل الدنيا، وأقامها ولم يقعدها، نائما ملء جفونه، تنم عن ذوق، ودراية، فبورك فيك، وبانتظار مزيدك.

ـ[مُسلم]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 11:16 ص]ـ

وأيضا من قول المتنبي إن سمحتِ لى بالمشاركة:

إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتهُ .. وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمردا

وأيضا:

شرُ البلاد مكان لا صديق بهِ ... وشر ما يكسب الانسانُ ما يصمُ

ـ[عائشة]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 01:11 م]ـ

جزاكم الله خيرًا.

ـ[عائشة]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 01:13 م]ـ

نُعِدُّ الْمَشْرَفِيَّةَ وَالْعَوَالِي * وَتَقْتُلُنَا الْمَنُونُ بِلا قِتالِ (1)

وَنَرْتَبِطُ السَّوَابِقَ مُقْرَبَاتٍ * ومَا يُنجِينَ مِنْ خَبَبِ اللَّيالِي (2)

وَمَن لَّمْ يَعْشَقِ الدُّنيا قَدِيمًا؟! * ولَكِن لاَّ سَبيلَ إلَى الوِصالِ (3)

نَصيبُكَ فِي حَيَاتِكَ مِنْ حَبيبٍ * نصيبُكَ فِي مَنَامِكَ مِنْ خَيَالِ (4)

... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...

وَأفْجَعُ مَن فَقَدْنَا مَن وَّجَدْنَا * قُبَيْلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ الْمِثالِ (5)

يُدفِّنُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَّتَمْشِي * أَوَاخِرُنَا عَلَى هَامِ الأَوَالِي (6)

وَكَمْ عَيْنٍ مُّقَبَّلَةِ النَّواحي * كَحِيلٌ بِالجَنَادِلِ والرِّمالِ (7)

وَمُغْضٍ كَانَ لا يُغْضِي لِخَطْبٍ * وبالٍ كَانَ يَفْكُرُ فِي الهُزَالِ (8)

ـــــ // الشَّرح // ــــ

(1) نعدُّ السُّيوف والرِّماح لمنازلة الأعداء، ومدافعة الأقران، ولكنَّ المنيَّة تقتُل مَنْ تقتله منَّا بلا قتال، فلا تُغني عنَّا تلك الأسلحة شيئًا.

(2) نرتبط الخيل لننجوَ عليها إذا دَهَمنا حادثٌ، ولكنَّها لا تُنجينا مِن غارة الدَّهر؛ لأنَّه يُدْرِكنا حيثما كُنَّا.

(3) النَّاس مِن قديم الزَّمان مولَعون بحبِّ الدُّنيا والبقاء فيها، ولكنْ: لم يتمتَّعْ أحدٌ مِن وصالها إلى اليوم؛ لأنَّها لا تدوم على أحدٍ.

(4) الحياة كالمنام، ولذَّتها كالأحلام؛ فحظُّكَ مِن حبيبٍ تتمتَّع به في اليقظة كحظِّكَ مِن خيالٍ تتمتَّع به في النَّوم؛ لأنَّ كلتا الحالَتَين تنقضي كأنْ لَمْ تَكُنْ.

(5) أشَدُّ المفقودين إيلامًا للفاقد مَن كانَ في حياتِه مَفقودَ النَّظير؛ فإذا ماتَ؛ لَمْ يَجِدْ فاقدُهُ عِوضًا يتسلَّى به عنه.

(6) الحيُّ منَّا يدفنُ الميِّت، والمتأخِّر يمشي على رأس المتقدِّم؛ أي: يطأ تربته بعد دفنه، غير مُبالٍ بِمَن تحتها.

(7) كَم عينٍ كانَتْ تُقَبَّلُ إعزازًا وإكرامًا، فصارَتْ تحت الأرض مكحولةً بالحجارة والرِّمال.

(8) وكم مَنْ أغْضَى للموتِ عينَه، وكان لا يُغضيها لِخَطْبٍ ينزل به، وَمَن أصبحَ باليًا تحت التُّراب، وكانَ إذا رأى في جسمه هُزالاً يشتغلُ قلبه به، ويُفَكِّر في مُعالجَتِه.

[العَرْف الطَّيِّب (2/ 19، 24)].

.

.< o:p></o:p>

ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 12:26 م]ـ

قَدْ هَوَّنَ الصَّبرُ عِندِي كُلَّ نازِلَةٍ * وَلَيَّنَ العَزْمُ حَدَّ الْمَرْكَبِ الْخَشِنِ (1)

كَم مَّخْلَصٍ وَعُلًى فِي خَوْضِ مهْلكَةٍ * وَقَتْلَةٍ قُرِنَتْ بالذَّمِّ فِي الْجُبُنِ (2)

لا يُعْجِبَنَّ مَضِيمًا حُسْنُ بِزَّتِهِ * وَهَلْ تَرُوقُ دَفِينًا جَوْدَةُ الكَفَنِ؟! (3)

ـــــ // الشَّرح // ــــ

(1) النَّازلة: الحادثة من حوادث الدَّهر. ويريد بالمركب: ما يركبه مِنَ الأمور الشَّاقَّة.

(2) العُلى: جمع عُليا، وهي: اسم للمكان العالي، ثمَّ استُعمِلَتْ في معنى الرِّفعة والشَّرَف. والقَتْلة: المرَّة من القتل. يقول: إنَّ الإقدام على المهالك كثيرًا ما يكون سببًا في التَّخلُّص منها، مع كسب الرِّفعة والمجد؛ والجُبن عن الإقدام كثيرًا ما يكون سببًا لقتل الجبان، مع المذمَّة والعار.

(3) المضيم: المظلوم، والبزَّة: اللِّباس، وراقه الشَّيء: أعجبه، يريد بحُسن بزَّته: اليسر وسعة الرِّزق. يقول: لا ينبغي له أن يفرح بذلك على ما هو فيه مِنَ الذُّلِّ؛ فإنَّه كالميِّت الَّذي عليه أكفان حَسَنة.

[العَرْف الطَّيِّب (1/ 338)].

.

.< o:p></o:p>

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015