ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 07:28 ص]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرفِ الأنبياء والمُرسَلين، نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فهذه أبياتٌ في الحكمة؛ جَمَعْتُها من شِعْرِ أبي الطَّيِّب المُتنبِّي (ت354هـ).
وقد أتْبَعْتُ بعضًا مِّنْها بشرحٍ لَّها من كتاب " العَرْفِ الطيِّب " لناصيف اليازجيّ.
أسأل الله -تعالى- أن ينفعَ بها.
نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِن مَعْشَرٍ * جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا
أَيْنَ الأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الأُلَى * كَنَزُوا الكُنوزَ فَمَا بَقِينَ وَلا بَقُوا
مِن كُلِّ مَن ضَاقَ الفَضاءُ بِجَيْشِهِ * حَتَّى ثَوَى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
فَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفوسُ نَفَائِسٌ * والْمَسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأَحْمَقُ
والْمَرْءُ يَأْمُلُ والْحَيَاةُ شَهِيَّةٌ * وَالشَّيْبُ أَوْقَرُ والشَّبيبةُ أنزَقُ
ـ[عائشة]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 08:03 ص]ـ
إذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَّرُومِ * فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ (1)
فَطَعْمُ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقٍيرٍ * كَطَعْمِ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ (2)
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
يَرَى الْْجُبَنَاءُ أنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ * وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئيمِ (3)
وَكُلُّ شَجَاعةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي * وَلا مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ (4)
وَكَمْ مِّنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا * وَآفَتُهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ (5)
وَلَكِنْ تَأْخُذُ الآذَانُ مِنْهُ * عَلَى قَدَرِ القَرَائِحِ والعُلُومِ (6)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) غامَرْتَ: دَخَلْتَ في الغَمَرات، وهي: المهالك. وقوله: " في شَرَفٍ "؛ أي: في طَلَبِ شَرَفٍ؛ فحُذِفَ؛ للعِلْمِ بالمحذوف. ومَرُوم؛ أي: مطلوب. يقول: إذا خاطَرْتَ بنفسك في طلب الشَّرَف؛ فلا تقنَعْ باليسير منه.
(2) يُريد أنَّ الموت لا يصير حقيرًا بحقارة المطلب، ولا يعظم بعظمته، وإنَّما طعمه واحد في الحالَين، وإذا كانَ ذلك؛ فلا وَجْهَ للمخاطر، إلاَّ أن يقصد أسمى الأمور.
(3) أي: أنَّ الجبان يتقاعد عن اقتحام العظائم؛ عجزًا منه، وهو يظنُّ أنَّ ذلك عقلٌ، وإنَّما هي خديعة؛ يزيِّنُها له لؤم طَبْعه؛ بما فيه من ضعف النَّفس، وصِغَر الهمَّة.
(4) ... الشَّجاعة -كيفما كانَتْ-؛ تُغني صاحبَها، وتكفيه مؤونة الخسف والعار، ولكنَّ الشَّجاعة في الحكيم لا تُقاس بها الشَّجاعة في غيره؛ لأنَّها تكون حينئذٍ مقرونةً بالحزم؛ فتكون أبعد مِنَ الفشل ...
(5) الآفة: العاهة، والضَّمير للقول.
(6) القرائح: الطَّبائع. أي: كُلُّ سامعٍ يتناول من معاني الكلام على قدر سجيَّته وعلمه؛ فإنْ كانَ حاذِقًا؛ أحاطَ بفحواه، وعَلِمَ بصحَّته، وإنْ كانَ غَبِيًّا؛ خَفِيَ عليه المُراد منه؛ فأنكره، وعابه.
[العَرْف الطَّيِّب (1/ 434 - 436)].
.
.< o:p></o:p>
ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:15 ص]ـ
إنِّي لأَعْلَمُ -واللَّبيبُ خَبِيرُ- * أنَّ الحيَاةَ -وَإنْ حَرَصْت- غُرُورُ
وَرَأيْتُ كُلاًّ ما يُعَلِّلُ نَفْسَهُ * بِتَعِلَّةٍ وَإلَى الفَنَاءِ يَصِيرُ
.
.
ـ[مُسلم]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:35 م]ـ
بارك الله فيك وفي موضوعك .. ننتظر باقي الابيات ..
ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 08:44 ص]ـ
إلَى كَمْ ذَا التَّخَلُّفُ والتَّوَانِي * وَكَمْ هَذَا التَّمَادِي فِي التَّمَادِي (1)
وَشُغْلُ النَّفْسِ عَن طَلَبِ الْمَعَالِي * بِبَيْعِ الشِّعْرِ فِي سُوقِ الكَسَادِ (2)
وَمَا مَاضِي الشَّبَابِ بِمُسْتَرَدٍّ * وَلا يَوْمٌ يَمُرُّ بِمُسْتَعَادِ
مَتَى لَحَظَتْ بَيَاضَ الشَّيْبِ عَيْنِي * فَقَدْ وَجَدَتْهُ مِنْهَا فِي السَّوَادِ (3)
مَتَى مَا ازْدَدتُّ مِنْ بَعْدِ التَّناهِي * فَقَدْ وَقَعَ انتِقَاصِي فِي ازْدِيَادِي (4)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) التخلُّف: التأخُّر، والتَّواني: التقصير، والتَّمادي في الأمر: بلوغ مداه، وهو غايته؛ أي: وكم أتمادى في التَّقصير تماديًا متتابعًا؟
(2) ... أي: وإلى كم أشغل نفسي عن طلب المعالي بنظم الشِّعر في مدح مَن لا قيمة عنده للشِّعر؟
(3) أي: متى رأتْ بياض الشَّيب؛ كَرِهَتْهُ، كأنَّها رَأَتْهُ في سوادها؛ فَعَمِيَتْ به.
(4) أي: إذا بَلَغ الشَّباب نهايته؛ فزيادة العُمر بعد ذلك تُفضي إلى النُّقصان؛ بما ينشأ عنها من الضَّعف.
[العرف الطَّيِّب (1/ 209)].
ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 11:47 ص]ـ
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأتِي العَزَائِمُ * وَتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المكَارِمُ
وَتَعْظُمُ فِي عَيْنِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا * وَتَصْغُرُ فِي عَيْنِ العَظِيمِ العَظَائِمُ
</ o:p>
¥