ـ[علي المعشي]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم يتعاطى القصيدة العمودية، ويكتب قصيدة التفعيلة ويتذوق الجيد من النمطين لسائر الشعراء، ولما قرأت موضوعكم هذا سررت بما فيه وبمن كتب فيه، إلا أن المنازعات توقفت لمدة طويلة إلى حد ما، فوددت استئناف الموضوع، ورأيت التطوع بعرض آخر ما كتبت نصين تفعيليين غير مدع أني أقدم نموذجا جيدا لقصيدة التفعيلة، ولكنني أغتنم حضور هذه الأقلام الناضجة لأفيد منها، فلتشرحوهما تشريحا ولتبرزوا ما لهما وما عليهما بكل شفافية وتجرد، هذا إن قبلتموهما، أو اخترتم أحدهما لاستئناف الموضوع، وإن رأيتم أن الموضوع لا يحتمل نقد نصوص، فلا مانع لدي من حذف المشاركة دون إشعار وسأكون راضيا مقدرا. إليكم النصين مع أزكى تحياتي:
(1)
فهرست الضياع
ذاكَ المساء ظننتُني
أضعُ الأساسَ لقصْر عالمِكِ
الجُنونيّ المثيرْ!
لم أدْرِ أنَّ براءتي
في عيْن لهْوِكِ لمْ تكنْ
إلا اسْتراحة سُلَّمٍ
في الدَّور ما قبل الأخيرْ!
...
كمْ بتُّ أختزلُ الخيالَ
كأنَّ أهْدابي غَطارفةٌ
تُنَهْنِهُ ناظِري
عمَّا سواكِ من الجَمالْ!
كم شِمتُ في غَدِكِ المُحالَ
يَرُوعُني ..
صَلَفُ الإجابة في الرُّعُودِ
يَلوعُني ..
منْ كلّ بارقةٍ سؤالْ!
أوَتكذبينَ ويصْدقُ الشكّ اللعينُ
وتسألينَ: أهكذا إدْلالهُنَّ
يُذلُّ أعناقَ الرجال؟
...
كلاَّ .. سلمْتِ رُقيَّتي
أنا مُشْتَرٍ
بكِ منكِ وجْهَ بَقيَّتي!
تمَّ الكتابُ .. الآنَ
يوشك أنْ يجفَّ دمُ اليَراع
فسطِّري يا أنْتِ
فهْرسْت الضياع
وغلِّفيه برقعةٍ
صفراءَ من جلْد القِناع
ونَمّقي في ظََهْر ميثاق الغَرام
بلونِ غُربتنا تَفاصيلَ الوداعْ!
ـــــــ
(2)
أتعْرفُنِي؟
ومُقعَدةٍ ..
بلا رُوحٍ ولا إحْساسْ
تُجَفْجِفُ بين أشيائي!
أظلُّ الدهرَ أحْملُها ولمْ تَرَني
كبعْضِ الناسْ!
وتهذي هذه الرعناءُ
أنَّ اسْمِي ... ومِيلادي ...
ملامِح ُصُورَتي ... سَكَني ... !!
تُرى .. أتكونُ تعرفني؟!
أتعرفُ أنَّني ظَمَأٌ
تلظّى بارْتواءِ الليلِ ..
من دمْعي وقيثاري؟
تُرى أفْضَى
إليها الأفْقُ
مشحوذًا بعاطفتي
صقيلا بانزياحاتي
حمائلهُ اشتهاءاتي
تماهتْ فيه أطواري؟
أمِ اطَّلعَتْ بأوْرِدَتي
على حِقَبٍ من التاريخ لم تسْجُدْ
على الأوراقِ
لم تُصْفَدْ بأسْفارِ؟
أتعلمُ كمْ ..
قدَحْتُ الفجْرَ من شَجَنٍ
نثثتُ العِطرَ في وَهَنٍِ
حقنتُ الصبرَ في حَزَنٍ
نضدْتُ على ..
ضفافِ السطْر آصالي وأسحاري؟
أتدْري أنني حلمٌ
بعَوْدِ الأمْسِ مغْتسلاً
بطُهْرِ الشمسِ محْتفلاً
بعُرْسِ الثَّلج والنَّارِ؟
أتعلمُ .. ؟
ثم هل عرفَتْ .. ؟ أم اطّلعَتْ .. ؟
كذا .. يصْطَكُّ الاسْتفهَامُ
لكنْ لا جوابَ لهُ ..
سوى مِسْحَاةِ حَفَّارِ!!
ـــــــ
ـ[بحر الدموع]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 02:42 م]ـ
مشاركة طيبة أخي
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 12:58 ص]ـ
أذكر أنَّ الأديبَ اليمني: أحمد الشامي أشار إلى الخلاف في أمر شعر التفعيلة، فقال ما معناه: (هو -على أية حال- كلام جميل). فما رأيكم؟
ـ[أبو العباس]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 06:10 ص]ـ
أخي ناصر
إنما هو كمثل غيره جميله جميل وقبيحه قبيح.
وإنما الخلاف في هل يقال:
شعر جميل.
أم:
كلام جميل.
؟
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 06:50 ص]ـ
أخي أبا محمد النجدي على رسلك.
لا يعني احترامي لرأي الأستاذ عصام الموافقة التامة على كل حرف كتبه، إنما أشدت ببيانه وإنصافه.
والموضوع مرتبط بالمعركة بين الأصالة والحداثة، وبين الشعر العربي الفصيح وبين الشعر العامي وما يسمونه بالنبطي.
لذا فليس الأمر يُحسم بكلمة أو كلمتين، بل أراه سيفتح باب جدل عقيم، وما أحب المراء وإضاعة الأوقات فيه.
لكني أنصح بقراءة كتاب «الشعر المتفلت بين النثر والتفعيلة وخطره» للدكتور عدنان علي رضا النحوي.
والذي قرر فيه أن "الشعر المتفلت بالتفعيلة أشدُّ خطرا على اللغة العربية من المتفلت بالنثر، وكلاهما خطر شديد، ومؤامرة على اللغة العربية" (ص: 13)
وأن الغارة على الإسلام استهدفت اللغة العربية نثرا وشعرا، وجاء دعاة الحداثة ليروجوا حججهم الداحضة وطريقتهم المأخوذة عن الغرب، ودلَّلَ على ذلك في أكثر من مؤلَّف له.
والبحث يحوي الكثير من الحجج في دحض المغالطات والادعاءات الباطلة للحداثيين ودعاة التجديد والشعر المتفلت والعديد من الفوائد الأخرى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 12:14 م]ـ
لكني أنصح بقراءة كتاب «الشعر المتفلت بين النثر والتفعيلة وخطره» للدكتور عدنان علي رضا النحوي.
حياكم الله
أرجو أن ترشدنا إليه على الشبكة إن وجد، وإلا فأخبرنا ببيانات النشر.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 06:01 م]ـ
نتمنى أن نسمع رأي أبا قصي وفقه الله
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 07:37 م]ـ
حياكم الله
أرجو أن ترشدنا إليه على الشبكة إن وجد، وإلا فأخبرنا ببيانات النشر.
بارك الله فيكم.
لدي طبعة دار النحوي الأولى سنة 1422 - 2001 الرياض.
وإذا لم تجده فأرسل لي عنوانك البريدي في مناجاة خاصة.
¥