ـ[أبو العباس]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 07:42 ص]ـ
البسملة1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلف الناس حول التفعيلة أهي شعر أم ليست بشعر؟
والذي أراه أن التفعيلة فن شعري لطيف جميل، هو كالشعر العمودي من جهة اشتراكهما في النغم.
ليس نثرًا مشعورًا، أو شعرًا منثورًا، أو نثرًا مقطّعًا كما يسميه البعض. بل هو شعر له ما للشّعر وعليه ما عليه.
هل هو أسهل على الشاعر؟
هل فتح بابًا للجهلة ليقتحموا حصن الشعر المقدّس! وليسطروا تواقيعهم على كلّ ورقة - كما قال أحدهم -؟
هل الانحدار في تعاطيه، واستخدامه من قِبل أهل التمشعر يحكم على أصله بالفساد؟؟
هل له ضوابط محدّدة لا يخرج عنها؟
أسئلة أخرى كثيرة وحائرة ..
والموضوع يحتاج إلى إثراء وتجلية ..
أبو العباس
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 07:06 ص]ـ
التفعيلة شعر لذيذ وبدأت أتذوقه مؤخرًا بعد أن استسغته.
التفعيلة أعتقد أن الشاعر - غير المتمكن - سيتوه بين التفعيلات والمعاني , وسيظهر القلق على شعره , ولذلك المتمكن سيبرز وبسرعة.
أرى فيه الحرية الكبيرة للبوح أكثر من الشعر العمودي.
بالتأكيد للإخوة الكلاسيكيين هُنا رأي (ابتسامة)
أتمنى الإثراء من القراء والمتابعين ورؤيتهم لهذا الفن.
بالمناسبة ..
... أبا العباس من أفضل من قرأت له من شعراء التفعيلة؟
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 09:51 ص]ـ
عند العرب ليس بشعر .. بل هو نثر قبيح على أوزان غربية غريبة غير متجانسة مكسورة.
أما الأعاجم فهذا هو مسمى الشعر بعينه عندهم فليس لديهم عشر ما عندنا من علوم العروض والقوافي.
ولم يُعرف دخوله على العربية على ذاك النمط الغربي إلا عند الحداثيين منذ أقل من مائة عام.
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 03:32 ص]ـ
أبا حازم
أتمنى أن تُفرق جيدًا بين شعر التفعيلة الذي يجري على أوزان وبين ما يسمى بـ[قصيدة النثر]
فالتفعيلة شعر لا غبار عليه وإن أنكره بعض من يتزمت!
أما شعر النثر أو قصيدة النثر فهذا كما ذكرت يا أخي ليس بشعرٍ إطلاقًا وإن حاول أن يدسه بعض العجزة إلى الشعر.
وقصيدة النثر هي التي تكثف فيه الدلالة حتى يجري مجرى الشعر من ناحية الصورة والمعنى وإن كان فاسد النظم بل ليس بشعر.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 10:06 ص]ـ
أبا محمد .. قد عنيت كليهما فكلاهما كما قلت آنفا: عند العرب ليس بشعر .. بل هو نثر قبيح على أوزاة غريبة غربية.
والوزن الذي تعنيه هو أيضا على النمط الغربي، لذا هو ليس من أصل لغة العرب، ولم تعرفه العرب إلا في زماننا هذا .. زمان الحداثيين وزمان هدم الشعر الأصيل بالشعر العامي والمتفلت.
والله المستعان.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 04:46 م]ـ
الحمد لله
يمكننا أن نجمل نقاط الاتفاق أولا في أمرين، فنقول:
- ما يسمونه قصيدة النثر - وهو ما كان متفلتا من كل القيود وزنا وقافية - ليس شعرا، بل غايته أن يكون نثرا، له ما للنثر وعليه ما على النثر. وتسميته شعرا لا يخلو من تلبيس وغموض.
- الشعر الحداثي - إن صح التعبير - ليس شعرا عربيا، لأنه ما وضع إلا لهدم أركان الأدب العربي برمته، وإلحاق الأمة في ثقافتها وأدبها بقطعان التابعين والناعقين وراء الغرب. وضابط هذا الشعر - ونسميه شعرا لنوافق اصطلاح أهله - الإغراق في الرمزية، وتعقيد المعاني بالصور المستكرهة، والتشبيهات المفتعلة، مع الإحالة في الغالب على الأساطير الوثنية اليونانية والرومانية، وشيء من نتاج الحضارة الغربية المعاصرة. وإن شئت فقل: ضابطه أنه لا يُفهم ولا يستسيغه إلا مبرسم العقل، مضطرب الوجدان!
ثم هذا الشعر الحداثي - في الغالب - ليس موزونا ولا مقفى، لكن قد يكون بعضه على التفعيلة، ويندر مجيئه عموديا.
يبقى النقاش إذن متعلقا بشعر التفعيلة الذي خلا من هذه المعاني السيئة.
ووجه إخراجه من الشعر العربي أحد أمرين:
- أنه لا يلتزم بأوزان الشعر العربي.
- أنه مخالف للشعر العربي في ألفاظه ومعانيه.
وجواب الثاني، أن هذا الشعر أنواع مختلفة، وأصحابه متباينون في نحلهم الأدبية. فلا ينبغي أن يؤخذ بعضهم بجريرة الآخرين. فإذا وجدنا شعرا على التفعيلة، موافقا لأصول العربية نحوا وصرفا وبلاغة، وللمعاني الفاضلة التي ما فتئ فحول الشعراء ينظمون عليها، لم يمتنع أن نعده شعرا، ونجري عليه أصول نقد الشعر المعروفة.
وجواب الأول، أن الشعراء أحدثوا أوزانا وطرقا في الشعر لم يعرفها العرب المتقدمون، ولا قررها الخليل في عروضه، كالموشحات الأندلسية، وكوزن السلسلة، ونحو ذلك. فما الفرق؟
بقي علينا أن ننظر فيما ذكره أخونا أبو حازم – بارك الله فيه - من أن شعر التفعيلة مأخوذ من الأدب الغربي.
وعندي في الأمر وقفة تأمل.
لأن الذي أعرفه من الشعر الفرنسي التقليدي أنه يعتمد مبدأ حساب وحدة النطق (Syllabe)، وليس هذا من التفعيلة بسبيل. بل ما أظن التفعيلة تتأتي في لغة من لغات الغرب أصلا. فهل من بيان يروي الغليل؟
نعم إن كان المقصود أن معانيه ومضمونه مأخوذ من الغرب، فيمكن تقبل ذلك جزئيا، على ما قررتُه آنفا.
وملخص رأيي أن التفعيلة شعر، مخالف في أصول البنية للشعر العمودي، ولسنا نرده لذلك فحسب، بل نقول حسنه حسن، وقبيحه قبيح.
والله أعلم.
¥