ملتقي اهل اللغه (صفحة 4378)

قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذباً) [سنن الترمذي:2038وقال حديث حسن صحيح]. < o:p></o:p>

ولقد أنشغل الصحابة بالأمور العظام قال تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم وكان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [سورة الحشر: 9].< o:p></o:p>

الإحسان: هو السلوك الاجتماعي المندوب الشاق الذي يكون غير ملزم إنما مندوب. < o:p></o:p>

قال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناة تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) [سورة التوبة: 100]. فالمندب أفضل من الفرض من حيث الأجر فالذي يرفع الدرجات هو المندوب وليس الفرض والفرض ينقذك من النار فالصوم في رمضان ينقذك من النار أما أن تحسن الصوم فهذا يرفع الدرجات والصلاة هكذا فالركوع وقراءة الفاتحة والسجود تنقذك من النار لكن خشوعها واطمئنانها ترفع درجاتك فالنوافل إذاً أرجى من الفروض ولذلك قال الله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.) [سورة النحل: 90].< o:p></o:p>

والإحسان هو أفضل من العدل مع أن العدل واجب، فالإحسان هو زيادة على العدل، فأنت تعفوا عمن ظلمك هذا ليس عدلاً بل هو إحسان فالعدل أن آخذ حقي منه لكن الأجر ورفع الدرجات بالعفو عنه، لذلك الله سبحانه قال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [سورة العنكبوت: 69]. < o:p></o:p>

فمثلاً أنت شيخ أو أمير ثم يعتدي عليك أحد بكلام أو سفاهة أو ما شاكله ذلك من مآمرة أو تخريب، ثم تعفوا وأنت قادر على أخذ حقك أن لا يمكن أن تفعل ذلك إلا لله فالإحسان أن تعفوا عمن ظلمك وأن تعفوا وأن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك. الناس تأبى هذا وهي مجبولة على الانتقام وحب التعالي، أن تتواضع وتعفوا لله تعالى فالله معك: قال تعالى (من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيماناً) [كنز العمال: 5822] فالإحسان يقابل البر في السلوك ولكنه مندوب وليس فرضاً.لذلك قال تعالى) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون ..) فالصحابة بادروا كل واحد عنده مال غالى عليه أنفقه، أما الحجر المبرور لمشقتة الحج من الصعب جداً أن تؤديه كما أراد الله، ففي كل عام لو قمنا بإحصاء كم من الناس أدنى مناسك الحج كما قال < o:p></o:p>

تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) [سورة البقرة: 197] تجدهم قلة. < o:p></o:p>

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إني جبان وإني ضعيف! فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج) [مجمع الزوائد:5257]. ولهذا كم من الحجاج يكون حجه مبروراً ... < o:p></o:p>

وسيدنا يوسف لما كان في السجن قال له أصحابه (ودخل معه السجن فتيان قال أحداهما إني أراني أصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) [سورة يوسف: 36] فقد كان يداوي المريض ويعطي المحتاج وقد أوقف نفسه لتخفيف ويلات المسجونين المادية والمعنوية وهو ليس ملزماً بهذا وبمشقة هذا العمل. < o:p></o:p>

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015