الله سبحانه وتعالى امرنا بالإحسان للولدين قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً) [سورة البقرة: 82]. ولم يقل لله بالوالدين براً، فعلينا أن نفهم القرآن، ولهذا هذا البرنامج يعطينا أسلوباً دقيقاً للتعامل مع كتاب الله لو رب العالمين قال فقط بروا الوالدين أي إذا جاعا أن تطعمها طعاماً وإذا عريا أن تعطيهما ثياباً .... لا ..... قال (بالوالدين إحساناً) وفي آية أخرىو قال (حسنا) أي حسناً وإحساناً أي حسناً بالقول وإحساناً بالفعل لذلك بكل السلوكيات الأخلاقية عليك أن تتعامل مع أمك وأتيك وليس فقط بالبر قال صلى الله عليه وسلم:< o:p></o:p>
عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن لي مالاً وولداً. وإن أبي يريد أن يجتاح مالي. فقال: (أنت ومالك لأبيك) [سنن ابن ماجة: 2291].< o:p></o:p>
وإذاً إحسان وليس بر والبر لا يقتضي هذا وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان تحتي امرأة وكنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " طلقها " قال الترمذي حديث حسن صحيح. [البخاري: 5973]. < o:p></o:p>
قال تعالى: (ولا تقل لهما أفٍ) هذا إحسان، < o:p></o:p>
عن عبد الله بن عمرو قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال:ألك والدان؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد) [سنن الترمذي: 1722] حسن صحيح.< o:p></o:p>
وجاء رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! ما حق الوالدين علي ولدهما؟ قال (هما جنتك ونارك ..) [سنن ابن ماجة: 3662].< o:p></o:p>
وإذا غضب عليك أحد أبويك لا يقبل منك عمل ولهذا إن هذه الآمة المباركة التي كرمها الله سبحانه وتعالى بالإسلام وشاعت فيها الأسرة الرائعة بحيث ما من أمة في الدنيا لها من الأسرية المترابطة مثل هذه الأمة لأن بدت فيها في هذا العصر عصر المادة عصر الإنترنت والعولمة ظواهر بسيطة ولكن يجب القضاء عليها فوراً وهو شيوع دار المسنين عند بعض الدول العربية حيث نسمع مثلاً أن أحد الأبناء يذهب بأبيه ويلقيه في دار العجزة على هذا الابن أن يعلم أنه لن يقبل منه عمل ولن تقبل منه توبة وسوف لن ييسر الله نطق الشاهدتين عند الموت، وقد يكون الأبناء قادرون ولكن زوجة الابن تتضايق من أبيه فيذهب الابن ويلقي بأبيه في مأوى العجزة، إن هذه ظواهر وحالات قليلة في مجتمع مليار مسلم ولكن خطيرة وهذه الأمة لا ينبغي أن تصل لهذا الدرك أبداً، لأن هذه أخطر ما يمكن أن توسم به هذه الأمة بأخلاقياتها، قد نكون ضعفاء قد نكون فقراء قد نكون ..... قد نكون ... ولكن لا أحد يتهمنا بسوء الأخلاق، هذه أمة مترابطة عرضها كامل وشرفها كامل وترابطها الأسري كامل فالثوب الأبيض تؤثر فيه قطرة حبر، وهذه بقعة حبر في ثوب الأمة إذا شاع بين الناس أن يذهبوا بآبائهم وأمهاتهم إلى دور العجزة عليه أو المسنين وهذه قد تكون نادرة ولم تصبح ظاهرة حتى الآن ولكنها موجعة فلكل من له أب أو أم وألقى بهما في دار العجزة عليه أن يذهب غليهما وإلا هلك، لأن الله لا يبارك له في رزقه، ولا في عمره، ولا في ذريته سوف يفعل أبناؤه كما فعل بأبيه. < o:p></o:p>
قال صلى الله عليه وسلم: (بروا آباؤكم تبركم أبناؤكم) [الجامع الصغير للسيوطي: 3138]. < o:p></o:p>
ولذلك قال الله عز وجل أحسنوا ولم يقل بروا فإنه مطلوب في كل شيء حتى في القتل قال صلى الله عليه وسلم " وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ". < o:p></o:p>
وعن رب العالمين ربط زيادة الرزق وزيادة العمر بالبر بالوالدين والأرحام. قال صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يوسع له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه " [متفق عليه]. لهذا يأبى كرم الله ويأبى حياء الله سبحانه وتعالى أن يعذب عبداً وأبوه وأمه راضيان عنه وتأبى غيرة الله أن ينعم صالحاً أو صحابياً أو ولياً وأمه أو أبوه غضبان عليه.< o:p></o:p>
الإنعام: قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [سورة إبراهيم: 34].< o:p></o:p>
أي أنكم قد تقصرون في شكر نعمي ولكن بما أنتم من أهل القبلة فأغفر لكم بعض التقصير ولهذا من قال عندما يصبح أو يمسي اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك الحمد ولك الشكر حتى ترضى فقد أدى شكر يومه، ومن قال حين يمسي فقد أدى شكر ليله. < o:p></o:p>
التفضل: قال تعالى: (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا) [سورة الإسراء: 55]. وقال تعالى: (ولقد كرمنا بين آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) [سورة الإسراء: 70]. < o:p></o:p>
قطاً ما من مخلوق إلا وقد فضل عليه ابن آدم ولهذا جعله الله المخلوق الوحيد المختار وسخر كل ما في هذا الكون له من أجل هذا فإن صالحي البشر أفضل من صالحي الملائكة لأنهم ليسوا مجبرين. < o:p></o:p>
المنة: هي النعمة التي لا يستطيعها غير المنان سبحانه وتعالى والمنة هي النعمة التي لا يسأل المنعم عن ثوابها قال تعالى: (قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) فالمن هي النعمة العظمى التي لا يستطيع أحدٌ غير معطيها أن يعطيها وامن بالمعنى الآخر هي التذكير بها على الممنون عليه، وهذه لا تليق إلا بالله وهي من البشر مفسدة وعيب. < o:p></o:p>
الرحمة: هي إعطاء النعمة لمن لا يستحقها وأن يرفع العقوبة عن من يستحقها ولذلك هذه الرحمة تالية لن الله سبحانه وتعالى يحب فلاناً فيعطيه نعمة لا يستحقها لم يقدم أسبابها ولم يباشر لها عملاً جاءته هكذا أو كان يستحقها عقاباً معيناً فعفا عنه رحمة به.< o:p></o:p>
¥