فمن البر وسعة البر أستخدم الله سبحانه وتعالى هذه الكلمات على كل الأعمال التي ينبغي أن يكون أداؤها واسعاً لاحظ دقة الآيات الكريمة، طبعاً نحن كلنا يعرف أن الأعمال متنوعة منها أعمال فروض ومنها أعمال أركان وواجبات ومنها سنن وهناك أوليات، رب العالمين يحدثنا عن الأمم لا تأبه بصغائر الأعمال تؤديها كيفما أتفق لا تقف عندها طويلاً لأنها مشغولة بأداء المهام العظمى فإذا رأيت الأمة تنشغل بصغائر الأمور فأعلم أن هذا دليل على عجزها، عاجزة، بليدة متخلفة جبانة، شحيحة تنشغل بصغائر الأمور: < o:p></o:p>
قال الشاعر: < o:p></o:p>
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم< o:p></o:p>
العظيم يرى في مهام الأمور أنها سهلة ويقوم بها وكأنها سهلة ولكن الصغير ينشغل بالتفاهات والصغائر. < o:p></o:p>
لاحظ في القرآن لما حول الله القبلة وهو له المشارق والمغارب كيف ضج الناس من يهود ونصارى ومشركين قال تعالى: (سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء على صراط مستقيم) [سورة البقرة: 142]. فجعلوا منها نقاش ومشكلة كبيرة وكأن الدنيا قامت وهذا دليل التفاهة قال تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) [سورة البقرة: 177]. < o:p></o:p>
فنلاحظ في هذه الآية أنها جمعت العمل الصالح الشاق من ألفه إلى يائه، ابتداءً بالإيمان بالله وانتهاءً باليوم الآخر وما بينهما من إيمان بالرسل والغيب. < o:p></o:p>
قال تعالى: (وآتى المال على حبه ذو القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ..).هذه كلمة عظيمة إياك أن تعتبرها إنشاء، فمثلاً واحد عنده مال هو أغلى من عينيه والمال أغلا من النفس من النفس يوم يبذل نفسه في سبيل ماله ولا يبذل ماله في سبيل نفسه وكم من إنسان قتل في سبيل ماله قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد) [سنن النسائي: 1898]. < o:p></o:p>
وهنا (آتى المال على حبه) أي يحب المال حب عظيم وعلى ذلك يعطيه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ثم أقام الصلاة وآتا الزكاة، فقد يقول قائل هل تسقط الزكاة نقول: لا ... الزكاة هي الحد الأدنى المفروض عليك في الحالات. وإعطاء المساكين وابن السبيل واليتامى وذو القربى هذه فرض كفاية أما إيتاء الزكاة فهي فرض عين، فهي فرض كفاية على كل من يجد قريب فقير أو مسكين أو يجد منقطع أو ابن سبيل وهو في حاجة ماسة وفي غير أيام الزكاة فعليك أن تعطيه من حر مالك وهذا فرض كفاية إذا كان أبناء المجتمع لم يقوموا به فالكل آثم ولو قام به بعضهم سقط عن الباقين. < o:p></o:p>
وقال تعالى: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) < o:p></o:p>
العهود: هي كل علاقة بين اثنين طالب وأستاذ , جندي ضابط، بائع ومشتري. < o:p></o:p>
قال تعالى: (الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس .. < o:p></o:p>
وهذه كلها تصب في هذه الخانة وقلنا أن البر هو الأعمال الشاقة فأنت أصبت بأمراض جسدية لها ألم هائل فقلت الحمد لله أو أصبت بخسائر اقتصادية كبيرة أو فقر أو جوع وقال الحمد لله حين البأس في الحرب وهو صابر قال تعالى: (أولئك الذين صدقوا).< o:p></o:p>
ولو قرأنا تاريخ السير النبوية وتاريخ الأجيال الأولى المباركة، لا تراهم انشغلوا بما انشغلت به الآن، الناس في العالم الإسلامي منذ 15 سنة مشتغلون بما هو قاسم لها كيف يكون حجم اللحية كيف تسفط اللحية، ما سمعنا أن اثنين من الصحابة قالوا هذا. كم طول الثوب؟ ...... ناس تجعله فوق الكعب شبراً وناس شبرين وناس إصبعين .... ولقد أنشغل الناس بهذه الأمور التي هي أقل من تحويل القبلة وقال تعالى: (ليس البر أنو تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ....) < o:p></o:p>
¥