قوله تعالى: {وَمِنَ الناس مَن يجادل في الله ...} من الجدال وهو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة {الآلوسي} < o:p></o:p>
قال أبو حيان في قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة 182} ودلت الآية على جواز الصلح بين المتنازعين إذا خاف من يريد الصلح إفضاء تلك المنازعة إلى أمر محذور في الشرع {البحر} < o:p></o:p>
قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء} قال الزجاج: معناه: اختلفتم. وقال كل فريق: القول قولي. {زاد المسير} < o:p></o:p>
قوله: {وَّإِنْ تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ} أي: إن تركوا مثل هذا الإيمان فقد التزموا المناقضة والعاقل لا يلتزم المناقضة البتة فحيث التزموها علمنا أنه ليس غرضهم طلب الدين والانقياد للحق وإنما غرضهم المنازعة وإظهار العداوة {الفخر} < o:p></o:p>
قوله تعالى: {وَلاَ تنازعوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] نهى عن المنازعة. {الفخر} < o:p></o:p>
المسألة الرابعة عشرة: قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ} قال الزجاج: اختلفتم وقال كل فريق: القول قولي. {الرازي} < o:p></o:p>
{وَلاَ تنازعوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وفيه مسائل:< o:p></o:p>
المسألة الأولى: بين تعالى أن النزاع يوجب أمرين: أحدهما: أنه يوجب حصول الفشل والضعف. والثاني: قوله: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وفيه قولان: الأول: المراد بالريح الدولة، شبهت الدولة وقت نفاذها وتمشية أمرها بالريح وهبوبها .... وبيان أن المنازعة محرمة. قوله: {وَلاَ تنازعوا} {الفخر} < o:p></o:p>
قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) قال الفخر:" وأعلى مراتب الخلائق الحكماء المحققون، وأوسطهم عامة الخلق وهم أرباب السلامة، وفيهم الكثرة والغلبة، وأدنى المراتب الذين جبلوا على طبيعة المنازعة والمخاصمة"< o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
قال تعالى: {بَلْ هُمُ اليوم مُسْتَسْلِمُونَ} يقال استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع، ومعناه في الأصل طلب السلامة بترك المنازعة، والمقصود أنهم صاروا منقادين لا حيلة لهم في دفع تلك المضار لا العابد ولا المعبود. {الرازي} < o:p></o:p>
قال ابن عادل في اللباب: " فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) قال ابن الخطيب: معناه إن تركوا مثل هذا الإيمان فقد التزموا المناقضة، والعاقل لا يلتزم المناقضة البتة، فحيث التزموها علمنا أنه ليس غرضهم طَلَب الدين، والانقياد للحق، وإنما غرضهم المنازعة، وإظهار العداوة.< o:p></o:p>
قوله تعالى:" يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا ... (27) < o:p></o:p>
والنَّزْعُ: الجَذْبُ للشَّيءِ بقوَّة عن مقرِّه، ومنه: {تَنزِعُ الناس كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} [القمر: 20].< o:p></o:p>
ومنه نَزْع القوس وتستعمل في الأعراض، ومنه نَزْعُ العداوةِ والمحَبَّةِ من القَلْبِ، ونُزع فلان كذا سُلبَه، ومنه {والنازعات غَرْقاً} [النازعات: 1] لأنَّها تَقْلَعُ أرواح الكَفَرَة بِشِدَّةِ، ومنه المُنَازَعَةُ وهي المخاصمة. {ابن عادل في اللباب} < o:p></o:p>
ودونكم أقوال أصحاب اللسان عن المنازعة مشفوعة بمصادرها.< o:p></o:p>
قال السيوطي: والمُشارزة والمُشارَسة: المنازعة {المزهر} < o:p></o:p>
وقال الخليل:" التنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ـ أيضاـ كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. {العين} < o:p></o:p>
وقال الجرجاني:" الصلح في اللغة: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة {التعريفات} < o:p></o:p>
¥