ـ[عبد الفتاح خضر]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 08:48 م]ـ
الملتقى الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد <? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
في جو من المودة والرحمة يتم النقاش العلمي المثمر حول " المنازعة " وأدعو الله قائلا:" اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله متلبساً علينا فنضل. < o:p></o:p>
بداية اغتنم ما تكرم به الفاضل أبو قصي حفظه الله في تذييله للحلقة الأخيرة عن النديم بهذا الاستفهام ". وهل تَرى أن نتجنبَ استعمالَ لفظٍ منالألفاظِ بمعناه القرآنيِّ بحجةِ أن العامّةَ لا يعرفونه بهذا المعنى؟ ومتى كانَمثلُ هذا يُرَدُّ إلى العامّةِ؟ وهل نُقدّمُ استعمالَ العامّةِ على استعمالِالقرآنِ؟ < o:p></o:p>
وأقول لا والله لن ـ ولن زمخشرية ـ كما يقول المفسرون، نحن معك لن نقدم استعمال العامة على استعمال القرآن المجيد، ومن هنا أضع أمام الملتقى المحترم استعمال القرآن الكريم للمادة وتفاعل علماء التفسير معها لغويا، وكلُّنا ـ في الحقيقة ـ عالة على هؤلاء العلماء، ننهل من علمهم، ونقتطف من أزاهيرهم، ولا أدعى اجتهاداً، بل الأمر موقوف على التنقيب والبحث والعرض، ودونكم ما تيسر عن المنازعة في ضوء القرآن الكريم:< o:p></o:p>
قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأسَاً}: أي يتعاطون، ويتناول بعضهم من بعض كأساً أي خمراً، {فالتنازع يطلق لقة على كل تعاط وتناول}، ـ يجب ملاحظة لقلة ـ فكل قوم يعطي بعضهم بعضاً شيئاً ويناوله إياه، فهم يتنازعونه كتنازع كؤوس الشراب والكلام، وهذا المعنى معروف في كلام العرب.< o:p></o:p>
ومنه في الشراب قول الأخطل:< o:p></o:p>
وشارب مبرح بالكأس نادمني ... لا بالحصور ولا فيها بسوار< o:p></o:p>
نازعته طيب الراح الشمور وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة السار< o:p></o:p>
فقوله: نازعته طيب الراح: أي ناولته كؤوس الخمر وناولينها، ومنه في الكلام قول امرئ القيس:< o:p></o:p>
ولما تنازعنا الحديث وأسمحت ... هصرت بغصن ذي شماريخ ميال. أ. هـ الشنقيطي في أضواء البيان.< o:p></o:p>
وقال الراغب في المفردات:" نزع الشيء: جذبه من مقره كنزع القوس عن كبده، ويستعمل ذلك في الأعراض، ومنه: نزع العداوة والمحبة من القلب. قال تعالى:} ونزعنا ما في صدورهم من غل {[الأعراف/43].< o:p></o:p>
وانتزعت آية من القرآن في كذا، ونزع فلان كذا، أي: سلب. قال تعالى:} تنزع الملك ممن تشاء {[آل عمران /26]، وقوله:} والنازعات غرقا {[النازعات/1] قيل: هي الملائكة التي تنزع الأرواح عن الأشباح، وقوله:} إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر {[القمر/19] وقوله:} تنزع الناس {[القمر/20] قيل: تقلع الناس من مقرهم لشدة هبوبها. وقيل: تنزع أرواحهم من أبدانهم، < o:p></o:p>
والتنازع والمنازعة: المجاذبة.< o:p></o:p>
ويعبر بهما عن المخاصمة والمجادلة.< o:p></o:p>
قال:} فإن تنازعتم في شيء فردوه {[النساء/59]،} فتنازعوا أمرهم بينهم {[طه/62] < o:p></o:p>
المنازعة: المجاذبة في الأعيان والمعاني< o:p></o:p>
قال أبو حيان في قوله تعالى: {... فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} {النساء59} أصل المنازعة الجذب باليد، ثم استعير للتنازع في الكلام {4/ 192} وعلى هذا يكون التنازع في باب الكلام على خلاف أصل اللغة.< o:p></o:p>
قال زيد بن أسلم: الشقاق المنازعة.< o:p></o:p>
قال الزجاج: في تفسير قوله تعالى" فلا ينازعنك في الأمر " أي: فلا يجادلنك.< o:p></o:p>
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: اتقوا الله بطاعته وأصلحوا الحال بينكم بترك المنازعة والمخالفة {البغوي} < o:p></o:p>
قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {هود32} أي: خاصمتنا ونازعتنا وسميت المنازعة جدالاً لأن المتجادلين كأنهما يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه {الآلوسي} < o:p></o:p>
¥