ملتقي اهل اللغه (صفحة 4323)

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 03:43 م]ـ

مما يؤيد القول على أن مقيتا بمعنى شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا.

سياق الآية الكريمة

قال تعالى في (النساء) (o 85 o)(مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)

كما ورد في لسان العرب (ق وت) (وفي أَسماء الله تعالى المُقِيتُ هو الحَفِيظ وقيل المُقْتَدِرٌ وقيل هو الذي يُعْطِي أَقْواتَ الخلائق وهو مِن أَقاتَه يُقِيتُه إِذا أَعطاه قُوتَه وأَقاته أَيضاً إِذا حَفِظَه وفي التنزيل العزيز وكان اللهُ على كلِّ شيء مُقِيتاً الفراء المُقِيتُ المُقْتَدِرُ والمُقَدِّرُ كالذي يُعْطِي كلَّ شيءٍ قوتَه وقال الزجاجُ المُقِيتُ القَديرُ وقيل الحفيظ قال وهو بالحفيظ أَشبه لأَنه مُشْتَقُّ من القُوتِ يقال قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بما يَقُوته والقُوتُ اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه ولا فَضْلَ فيه على قَدْرِ الحِفْظِ فمعنى المُقِيتِ الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحاجة من الحِفْظِ وقال الفراس المُقِيتُ المُقْتَدِرُ كالذي يُعْطِي كلَّ رَجُلٍ قُوتَه ويقال المُقِيتُ الحافِظُ للشيء)

كما ورد في تهذيب اللغة باب (ت أق) (وقال أبو عبيدة: المقيت عند العرب: الموقوف على شيء. وأنشد هذا البيت: وقال آخر:

ثم بعدَ الممات ينشرني من ... هو على النشر يا بُنيَّ مُقيتُ

أي مقتدر.)

وورد في المحكم والمحيط الأعظم باب (ق ت و)

(وأقات الشيء، وأقات عليه: أطاقه، انشد ابن الأعرابي:

وبما استفيد ثم اقيت ال ... مال إني امرؤ مقيت مفيد)

وفي المحيط باب (ق وت)

(والمُقِيْتُ: المَوْقُوْفُ على الشَّيْءِ المقْتَدِرُ. وقيل: هو الحافِظُ.)

وفي كتاب العين وهو أقربها لعصور العربية الأولى في تقليبات (ق ت م)

(والمُقيتُ: الحافظ للشيء.) وهو أقربها عندي للصواب

والله أعلم

ـ[عائشة]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 03:57 م]ـ

الحمد للَّه.

قلتُ في ردِّي السَّابق: (أمَّا عن قولِ ابنِ عطيَّة: (وهذا يُضعفُهُ أن يكونَ بناءُ فاعلٍ بمعنى بناء مفعول)؛ فإن كان يقصِدُ أنَّ اسمَ الفاعِل لا يأتي بمعنى اسم المفعول؛ فهو غيرُ مُسلَّمٍ به؛ لأنَّه قد يأتي اسمُ الفاعل ويُرادُ به اسم المفعول؛ نحو قوله تعالَى: {فَهُوَ في عِيشةٍ رَّاضِية}؛ أي: مرضِيَّة، وهو مِنَ المجازِ العقليّ؛ كما يذكر البلاغيُّون، وله شواهدُ أخرَى) انتهى

وقادني التَّفكيرُ فيما زَعَمْتُ إلى هذين التَّساؤلَين:

لماذا قالَ ابنُ عطيَّة -رحمه الله-: (وَهذا يُضعفه أن يكونَ بناءُ فاعل بمعنى بناء مفعول)؟ وما توجيهُه لقوله تعالَى: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}؟

فَرَجَعْتُ إلى تفسير ابن عطيَّة للآية الكريمة؛ فوجدتُّه يقول عند تفسيرها من سورة الحاقَّة:

({راضِية} معناه: ذات رضًى؛ فهو بمعنى مَرْضِيَّة، وليست بناء اسم فاعل) انتهى

فابنُ عطيَّة -رحمه الله- يرَى أنَّ " راضية " ليسَتْ بناء اسم فاعل؛ ولذا جازَ أن تكونَ بمعنى بناء اسم المفعول " مرضيَّة "، في حين أنَّه رأى أنَّ " مُقيت " بناء اسم فاعل؛ ولذا لم يرتضِ أنْ يكون بمعنى بناء اسم المفعول " مَوْقوت "، والله أعلم.

قال العلاَّمة ابنُ عثيمين -رحمه الله- في تفسير سورة القارعة:

({راضِية} قيل: إنَّها اسم فاعل بمعنى اسم المفعول؛ أي: مرضيَّة. وقيل: إنَّها اسم فاعل من باب النِّسبة؛ أي: ذات رضى، وكلا المعنيين واحد) انتهى.

والله تعالَى أعلم.

ـ[عائشة]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 02:34 م]ـ

يَبْقَى التَّنبيه علَى أنَّ " مُقِيت " اسم فاعل من " أقاتَ "، و" موقوت " اسم مفعول من " وَقَتَ "، وفي التَّنزيل: ((إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ علَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَّوْقُوتًا)).

وما زِلْنا بحاجةٍ إلى مَن يحلُّ الإشكالَ القائم في كلامِ ابن عطيَّة وأبي حيَّان -رحمهما الله-:

هل كانَ ما وصَلَهُما عن الطبريِّ مُصحَّفًا حتَّى قالا: " موقوت " بدلاً من " موقوف "؟ أمْ أنَّ النَّصَّ الَّذي وَصَلَ إلينا عنهما هو الَّذي أصابه التَّصحيف؟

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 06:22 م]ـ

جزى الله خيرًا كل من أفاد ...

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 01:11 ص]ـ

جزى الله خيرًا كل من أفاد ...

وجزاك على طرح السؤال.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 01:13 ص]ـ

الفاضلة الكريمة الأستاذة عائشة:

جزاك الله خيرا، ولي عودة إن شاء الله، للمدارسة فيما ذكرته أعلاه، والسلام عليكم ورحمة الله.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 09:41 م]ـ

الأخت الكريمة: اطلعت على ردك في ملتقى أهل التفسير، وجزاك الله خيرا، فقد أزلت الإشكال في جزئين، ويبقى إشكال التصحيف، شاكرا ممتنا من يجليه لنا، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015