ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 10:38 م]ـ
أيها الأخوة الأفاضل:
لم نعدم أن نجد في تراثنا ما يشير إلى الصوت المزدوج المركب في الكشكشة والكسكسة:
فهذا إمام اللغة ابن دريد في الجمهرة يقول: وإذا اضطر هذا الذي هذه لغته، قال: جيدش وغلامش، بين الجيم والشين، لم يتهيأ له أن يفرده.
وتكلم كلاماً جيداً يحوي درراً حول الحروف التي بين بين (المزدوجة) في مقدمة معجمه الجمهرة، فليراجع.
ويقول البلوي في ألف باء:
ومن العرب من يلفظ بهذه الكاف بين الجيم والشين ... لما لم يتهيأ له أن يفرد الجيم ولا الشين.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابا حازم
أود أن أشير إلى أن أستاذنا أبا قصي نصّ على الكسكسة فقط ولم يشر إلى الكشكشة فهو ربما يتفق معنا فيها.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:54 م]ـ
باركَ الله فيكم.
سؤالٌ:
وقد تردَّدَ الرأيُ في الكسكسةِ بينَ شيئينِ، كيفَ لنا أن نعرفَ القولَ الصحيحَ؟ أليسَ بالنظرِ في كلامِ العلماءِ المتقدِّمينَ؟ وإذا كانَ سيبويهِ رحمه الله إمامَهم، فلعلّنا نحضرُ نصوصَه في ذلكَ إلى هنا، لنعلمَ أيُّ الوجهينِ الصوابُ؟
أبو قصي
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 02:31 م]ـ
السلام عليكم
هذا نص سيبويه رحمه الله
((هذا باب الكاف التي هي علامة المضمر) اعلم أنها في التأنيث مكسورة وفي المذكر مفتوحة وذلك قولك رأيتك للمرأة ورأيتك للرجل
والتاء التي هي علامة الإضمار كذلك تقول ذهبت للمؤنث وذهبت للمذكر
فأما ناسٌ كثير من تميم وناسٌ من أسد فإنهم يجعلون مكان الكاف للمؤنث الشين وذلك أنهم أرادوا البيان في الوقف لأنها ساكنة في الوقف فأرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث وأرادوا التحقيق والتوكيد في الفصل لأنهم إذا فصلوا بين المذكر والمؤنث بحرف كان أقوى من أن يفصلوا بحركة فأرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث بهذا الحرف كما فصلوا بين المذكر والمؤنث بالنون حين قالوا ذهبوا وذهبن وأنتم وأنتن وجعلوا مكانها أقرب ما يشبهها من الحروف إليها لأنها مهموسة كما أن الكاف مهموسة ولم يجعلوا مكانها مهموساً من الحلق لأنها ليست من حروف الحلق وذلك قولك إنش ذاهبة ومالش ذاهبة تريد إنك ومالك
واعلم أن ناساً من العرب يلحقون الكاف السين ليبينوا كسرة التأنيث وإنما ألحقوا السين لأنها قد تكون من حروف الزيادة في استفعل وذلك أعطيتكس وأكرمكس فإذا وصلوا لم يجيئوا بها لأن الكسرة تبين وقومٌ يلحقون الشين ليبينوا بها الكسرة في الوقف كما أبدلوها مكانها للبيان وذلك قولهم أعطيتكش وأكرمكش فإذا وصلوا تركوها وإنما يلحقون السين والشين في التأنيث لأنهم جعلوا تركهما بيان التذكير
واعلم أن ناساً من العرب يلحقون الكاف التي هي علامة الإضمار إذا وقعت بعدها هاء الإضمار ألفاً في التذكير وياءً في التأنيث لأنه أشد توكيداً في الفصل بين المذكر والمؤنث كما فعلوا ذلك حيث أبدلوا مكانها الشين في التأنيث وأرادوا في الوقف بيان الهاء إذا أضمرت المذكر لأن الهاء خفية فإذا ألحق الألف بين أن الهاء قد لحقت وإنما فعلوا هذا بها مع الهاء لأنها مهموسة كما أن الهاء مهموسة وهي علامة إضمار كما أن الهاء علامة إضمار فلما كانت الهاء يلحقها حرف مد ألحقوا الكاف معها حرف مد وجعلوهما إذا التقيا سواء وذلك قولك أعطيكيها وأعطيكيه للمؤنث وتقول في التذكير أعطيكاه وأعطيكاها
وحدثني الخليل أن ناساً يقولون ضربتيه فيلحقون الياء وهذه قليلة وأجود اللغتين وأكثرهما أن لا تلحق حرف المد في الكاف وإنما لزم ذلك الهاء في التذكير كما لحقت الألف الهاء في التأنيث والكاف والتاء لم يفعل بهما ذلك وإنما فعلوا ذلك بالهاء لخفتها لأنها نحو الألف)
كتاب سيبويه رحمه الله رحمة واسعة ج:4 ص:200
قُضي الأمر
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 09:56 م]ـ
أخي الأستاذَ محمدًا،
وما فهمتَ من كلامِ سيبويهِ؟
أبو قصي
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 01:37 ص]ـ
أستاذنا أبا قصي
ليس بعد سيبويه مقال
أدركت خطئي في الكسكسة ولعله كذلك في الكشكشة وأن هذه الأصوات الدخيلة على الساميات ربما تسربت من الفصائل الأخرى إلى المتأخرين.
بارك الله فيك أستاذنا أبا قصي
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 01:22 م]ـ
شكرَ الله لكَ.
هذا ما أردتُّ أن أصِلَ إليهِ. ونصُّ سيبويهِ واضحٌ جدًّا في بيانِ صفةِ الكسكسةِ؛ ولكنَّ العجيبَ أنَّ بعضَ المحدَثينَ، وهو الدكتورُ رمضان عبد التوَّابِ لم يرتضِ هذا الوجهَ، وزعمَ أنَّه حرفٌ مزدَوَجٌ (تس)، وأوَّلَ كلامَ سيبويهِ وغيرِهِ بـ " أنهم لم يستطيعوا كتابتَها بالضبطِ " [فصول في فقه العربية 148]. وهذا بيِّنُ البُطلانِ؛ فإن سيبويهِ رحمه الله وصفَ منَ الأصواتِ ما هو أدقُّ من ذلكَ، وأعسرُ مطلبًا وصفًا غيرَ مقصِّرٍ، ولا مُخِلٍّ، ولا ساذَجٍ. وهو لم يقل ذلكَ إلا بسماعٍ عن العربِ ومشافهةٍ لهم؛ فكيفَ يُصرَفُ كلامُهُ إلى ما لا دليلَ عليهِ، ولا بُرهانَ يُسنِدُهُ؛ بل إلَى ما يناقضُه نصُّه؟!
أبو قصي
¥