ملتقي اهل اللغه (صفحة 4249)

الفوائد المجموعة من " شرح المعلقات السبع " للزوزني

ـ[عائشة]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 08:08 م]ـ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمدُ لله، وبعدُ:

فهذه فوائدُ جمعتُها -قبل سَنَواتٍ- من كتاب " شرح المعلَّقات السَّبع " للزَّوزنيِّ (ت 486) -أسأل اللهَ أن ينفعَ بها-.

وتجدرُ الإشارةُ إلَى أنَّ ما سأضعُه -مِنْ هذه الفوائدِ- بين قوسين (...)؛ فهو منقولٌ بنصِّهِ عنِ المؤلِّف، وما لَمْ أضعْهُ بينهما؛ فهو منقولٌ بشيءٍ من التَّصرُّفِ، وهذا التَّصرُّفُ لا يَمَسُّ المضمونَ، وإنَّما عَمَدتُّ إليه -أحياناً-؛ لتُعرَضَ الفائدةُ مُجرَّدةً عن سياقِها الَّذي أتَتْ فيه، ومختصرةً -كذلك-.

وبالله التَّوفيقُ.

* * * * *

ـ مِنْ عادةِ العَرَبِ إجراءُ خِطابِ الاثنَين علَى الواحدِ والجَمْعِ؛ كقولِ الشَّاعر:

فَإن تَزْجُرانِي يابْنَ عَفَّانَ أنزَجِرْ * وإن تَرْعَيانِي أحْمِ عِرْضًا مُّمَنَّعا

ـ " البُكاءُ ": يُمَدُّ ويُقصَر. وأنشدوا:

بَكَتْ عَيْنِي وحُقَّ لِها بُكاها * ومَا يُغْنِي البُكاءُ ولا العَويلُ

ـ " البَيْنُ ": مِنَ الأضدادِ. يكونُ فُرقةً ووصلاً.

ـ (ويُجْمَعُ " الصَّاحِبُ " علَى الأصحابِ، والصَّحْبِ، والصِّحابِ، والصَّحابةِ، والصُّحبةِ، والصُّحْبان، ثُمَّ يُجْمَعُ الأصحابُ علَى الأصاحيبِ أيضًا، ثُمَّ يُخَفَّفُ؛ فيُقال: الأصاحِب).

ـ سُمِّيَتِ " الْمَطِيَّة " مَطِيَّةً؛ لأنَّه يُرْكَبُ مَطاها؛ أي: ظَهْرها. وقيل: مشتقَّة مِنَ المَطْو؛ وهو المَدُّ في السَّيْرِ.

.

.

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 09:36 م]ـ

متابعون لهذا الحديثِ الماتعِ - بارك الله فيك -.

شرحُ الزوزني من الكتبِ التي قرأتُها في مطلَعِ الصِّبا. وكانَ أكثرُ ما يمُرُّ عليَّ من الفوائدِ غريبًا، ثقيلاً، لحداثةِ علمي بالعربيَّةِ؛ فكأنَّما كنتُ أُجرَّع بقراءتِهِ صابًا، وعلقمًا.

* تعليقٌ على ما تفضلتِ بهِ:

1 - من إجراءِ خطاب الاثنين على الجمعِ في النثرِ قوله تعالى: ((ألقيا في جهنمَ كلَّ كفَّار عنيدٍ))، ثمَّ ما رويَ عن الحجاج بن يوسف أنه قالَ: (يا حرَسيُّ، اضربا عنقَه).

2 - بعضهم يفرِّق بين (البكاء)، و (البُكى) بأنَّ (البكاء) يكونُ بصوتٍ. ولذلك جاءَ على بناء (فُعال)، كـ (صُراخ)، و (ثُغاء)، و (وعُواء). (والبُكى) يكونُ بغيرِ صوتٍ.

ولكِ الشكرُ.

ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 10:17 ص]ـ

الأُستاذ / أبا قُصَيّ

جزاكَ اللهُ خيرًا علَى التَّشجيعِ الطيِّب، والتَّعليقِ الثَّمينِ. وأرجو أن يَّحظَى القُرَّاءُ -دومًا- بمثلِ هذه التَّعليقاتِ القيِّمة، والإضافاتِ النَّافعة.

ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 10:19 ص]ـ

ـ (و" رُبَّ " موضوعٌ في كلامِ العَرَب للتَّقليل، و" كَمْ " موضوعٌ للتَّكثير، ثُمَّ رُبَّما حُمِلَتْ " رُبَّ " علَى " كَمْ " في المعنى؛ فيُرادُ بها التَّكثير، وربَّما حُمِلَتْ " كَمْ " علَى " رُبَّ " في المعنَى؛ فيُرادُ بها التَّقليل).

ـ قَدْ يُبْنَى المُعْرَبُ إذا أُضيفَ إلَى مَبْنِيٍّ؛ كقولِ النَّابِغة:

* علَى حِينَ عاتَبْتُ المشيبَ علَى الصِّبَا *

ـ (وياءُ الإضافةِ يجوزُ قلبُها ألفًا في النِّداء؛ نحو: " يا غُلاما " في " يا غُلامي ").

ـ كيفَ يُنادَى العَجَبُ في قولِهم: " يا عَجَبًا " وليسَ مِمَّا يعقِل؟ قيلَ في جوابِه: المنادَى محذوف، وقيل: بل يُنادَى العَجَبُ اتِّساعًا ومجازًا.

ـ (يُقال: " ظَلَّ زيدٌ قائمًا ": إذا أتَى عليه النَّهارُ وهو قائم، و" باتَ زيدٌ نائمًا ": إذا أتَى عليه اللَّيلُ وهو نائم، و" طَفِقَ زيدٌ يقرأ القرآنَ ": إذا أخَذَ فيه ليلاً ونهارًا).

.

.

ـ[طالب طب]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 04:03 م]ـ

بارك الله فيكم أختنا الكريمة ~

ـ[عائشة]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 01:00 م]ـ

وفيكَ باركَ اللهُ

* * * * *

ـ من أساليبِ العَرَب: الدُّعاء للرَّجُلِ في معرضِ الدُّعاء علَيْهِ، والعَرَبُ تفعلُ ذلك؛ صرفًا لعينِ الكمالِ عَنِ المدعُوِّ عَلَيه. ومِنْهُ قولُهُم: قاتَلَهُ اللَّهُ ما أفصحَهُ! ومنهُ قولُ جميل:

رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالأذَى * وفي الغُرِّ مِنْ أنيابِها بالقَوادِحِ

ـ (" المُرْضِع " الَّتي لها وَلَد رضيع، إذا بُنيَتْ علَى الفِعلِ؛ أُنِّثَتْ؛ فقيلَ: أرْضَعَتْ فهي مُرضِعة، وإذا حَمَلوها علَى أنَّها بمعنَى " ذات إرضاع " أو " ذات رضيع "؛ لَمْ تَلْحَقْها تاءُ التَّأنيثِ، ومثلها: " حائض "، و" طالق "، و" حامل "، لا فَصْلَ بينَ هذه الأسماءِ فيما ذَكَرْنا، وإذا حُمِلَتْ علَى أنَّها مِنَ المنسوباتِ؛ لَمْ تَلْحَقْها علامةُ التَّأنيثِ، وإذا حُمِلَتْ علَى الفِعلِ؛ لَحِقَتْها علامةُ التَّأنيثِ. ومعنَى المنسوب في هذا البابِ: أن يكونَ الاسمُ بمعنَى " ذي كذا "، أو " ذات كذا "، والاسمُ إذا كانَ مِن هذا القبيلِ؛ عرَّتْهُ العرَبُ من علامةِ التَّأنيثِ؛ كما قالوا: امرأةٌ لابِنٌ وتامِرٌ؛ أي: ذات لَبَنٍ، وذات تَمْرٍ، ورجُلٌ لابِنٌ وتامِرٌ؛ أي: ذو لَبَنٍ، وذو تَمْرٍ ...

والمُعوَّلُ في هذا البابِ علَى السَّماعِ؛ إذْ هُوَ غيرُ منقادٍ للقِياسِ).

.

.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015