ملتقي اهل اللغه (صفحة 4244)

من بين من ذكروا ما أشرت له هنا بخصوص الخطبة وكيف كانت تؤدى في مساجد بغداد في بداية القرن العشرين الماضي، الشيخ جلال الدين الحنفي وهو شخصية جد معروفة وقد عمرت لما فوق الثمانين ولا أعرف حاله الآن ..

ـ[أم. ليلى]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 11:23 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لفت انتباهي هذا السؤال: هل كان العرب ينطقون في كلامهم بأحكام التجويد

وكذلك الأجوبة التي كتبت من طرف الإخوة الأفاضل وأردت أن أدلي بدلوي بما أعرف في هذا الباب

علم التجويد الذي نعرف يخصص في كياته بابا للمخارج والصفات، وفي الحقيقة هذا الباب ليس من باب التجويد ولكن من باب اللغة، والمفروض أن كل من يتكلم اللغة العربية يتعلم مخارج الحروف والصفات كما كانت تنطقها العرب بسليقتها، ولكن علماء التجويد أدرجوه في باب التجويد لأهميته ولأنه إن استغنى عنه عامة الناس وزهدوا فيه فهذا لا يسع قارئ القرآن لأنه يجب أن يقرأه كما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم بلغة فصيحة بليغة.

وفعلا كان هناك اختلاف بين القبائل في نطق بعض الحروف مثل الهمزة التي كان هناك من القبائل من يسهلها لبعد مخرجها وصعوبتها، كما أن هناك بعض القبائل كانت تميل بعض الحروف أو ترقق بعض الراءات، وهذا من الأسباب التي أدت إلى اختلاف القراءات بحيث أن عددها المتواتر عشر قراءات، لكن تبقى فصاحة اللغة والنطق الصحيح للحروف يشترك فيه كل القبائل أنذاك.

كما أن علم الوقف والابتداء هو من علوم التفسير لكن لأهميته أدرج كذلك في علم التجويد.

وتبقى هناك أحكام خاصة بالقرآن كما اشار الإخوة من صفات غير لازمة للحرف من غنة وتفخيم وترقيق وتقليل وإمالة وكلها تزيد القراءة رونقا وجمالا ...

لكن أنا الذي لم أفهم كيف أن هناك من يجد أن القراءة التي يقرأ بها كتاب الله متواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رب العزة سهر عليها علماء جهابدة حتى وصلت إلينا غضة طرية كيف أنه يجدها تقعيرا للفم ومبالغة في نطق الحرف؟

إعطاء الحرف صفته وإخراجه من مخرجه يزيده جمالا ورونقا لكن في زمان دخلت علينا فيه العجمة واستساغت الآذان اللهجات المحلية صار المرء ينكر الصحيح ويكتفي بالمعتل وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ـ[فوسفوري]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 05:02 م]ـ

قال الإمام البديري في آخر شرحه لمنظومة الْبَيْقونِيَّة: «وأما قراءة الحديث مُجَوَّدَةً كتجويد القرآن فهي مندوبة. وذلك لأن التجويد من محاسن الكلام، ومن لغة العرب، ومن فصاحة المتكلم، وهذه المعاني مجموعة فيه صلى الله عليه وسلم، فمن تكلم بحديثه صلى الله عليه وسلم فعليه بمراعاة ما نطق به صلى الله عليه وسلم» انتهى.

ولا يخفى أن التجويد من مقتضيات اللغة العربية، لأنه من صفاتها الذاتية، لأن العرب لم تنطق بكلامها إِلاَّ مُجَوَّدَة، فمن نطق بها غير مجودة فكأنه لم ينطق بها، فما هو في الحقيقة من محاسن الكلام، بل من الذاتيات له، فهو إِذَنْ من طبيعة اللغة، ولذلك مَنْ تَرَكَه فقد وقع في اللحن الجليّ، لأن العرب لا تعرف الكلام إلا مجوَّداً.

ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 10:03 م]ـ

قال الإمام البديري في آخر شرحه لمنظومة الْبَيْقونِيَّة: «وأما قراءة الحديث مُجَوَّدَةً كتجويد القرآن فهي مندوبة. وذلك لأن التجويد من محاسن الكلام، ومن لغة العرب، ومن فصاحة المتكلم، وهذه المعاني مجموعة فيه صلى الله عليه وسلم، فمن تكلم بحديثه صلى الله عليه وسلم فعليه بمراعاة ما نطق به صلى الله عليه وسلم» انتهى.

ولا يخفى أن التجويد من مقتضيات اللغة العربية، لأنه من صفاتها الذاتية، لأن العرب لم تنطق بكلامها إِلاَّ مُجَوَّدَة، فمن نطق بها غير مجودة فكأنه لم ينطق بها، فما هو في الحقيقة من محاسن الكلام، بل من الذاتيات له، فهو إِذَنْ من طبيعة اللغة، ولذلك مَنْ تَرَكَه فقد وقع في اللحن الجليّ، لأن العرب لا تعرف الكلام إلا مجوَّداً.

أحببتُ الإشارةَ إلَى أنَّ مَصْدَرَ هذا الكلامِ هُوَ: كتابُ «قواعد التَّحديثِ» للشَّيخ العلاَّمة / جمالِ الدِّين القاسميِّ - رحمه الله - (ت 1332).

باركَ اللهُ فيكم - جميعًا -.

ـ[مفرّح بن قتيبة]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 10:41 م]ـ

قال الإمام البديري في آخر شرحه لمنظومة الْبَيْقونِيَّة: «وأما قراءة الحديث مُجَوَّدَةً كتجويد القرآن فهي مندوبة. وذلك لأن التجويد من محاسن الكلام، ومن لغة العرب، ومن فصاحة المتكلم، وهذه المعاني مجموعة فيه صلى الله عليه وسلم، فمن تكلم بحديثه صلى الله عليه وسلم فعليه بمراعاة ما نطق به صلى الله عليه وسلم» انتهى.

أستغفر الله أولا وأخيرا، وبعد:

فإن أريد التجويد بمعناه اللغوي المطلق، وهو التحسين فهذا ينضبط، خصوصا وأن من التحسين عدم الإخلال بالنطق بالكلمة ككلمة، فنطق سِيف البحر _ أي شاطئه_ بفتح السين يعد إخلالا بالفصاحة، وعدم الإخلال بضبط الكلمة في سياق الجملة، فضبط "ذهب محمدٌ" بنصب محمد إخلال بالإعراب.

أما إن أُريد التجويد بمعناه الاصطلاحي، فهذا مما يبعد، ويحتاج إلى دليل، فالندب أحد الأحكام الشرعية التكليفية الخمسة، وهو يحتاج إلى دليل شرعيّ لإثباته.

بل إنه أقرب للتكلف المنهي عنه " وما أنا من المتكلفين"، وأبعد عن روح الأميّة التي هي روح هذا الدين كما قرر ذلك الشاطبي في موافقاته، اعتمادا على جمع من الأدلة.

وقد جاءت النصوص بترتيل القرآن " ورتّل القرآن ترتيلا"، فلو كان كلامه صلى الله عليه وسلم مرتلا، لما أمر بتخصيص القرآن هنا. والله أعلم.

ولعلّ من أسباب شرع التجويد والترتيل والقراءة على مكث هو تدبّر ما جاء في القرآن من مواعظ وأحكام، وقل مثل ذلك في التغنّي بالقرآن " ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن"، " ما أذن الله لشي ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنّى بالقرآن"، وهذا _ أعني التدبر_ ليس مما يتوجّه في الكلام العادي. والله أعلم.

ما سبق اجتهاد شخصي أستغفر الله من مغبّته.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015