ملتقي اهل اللغه (صفحة 4195)

(ياما) التكثيرية العامية، هل لها استخدام في الفصحى؟

ـ[ابن الطويل الجيزي]ــــــــ[16 - 03 - 2009, 03:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(ياما) التكثيرية الموجودة في بعض العاميات العربية، هل لها استخدام في الفصحى؟؟؟

إذ صادفت في قراءتي أبياتاً للرقيق القيرواني ـ من أهل المئة الرابعة ـ منها في وصف الخيل:

وحوٌّ كريماتٌ أبوهن أخدرٌ.:. كما عنّ أسراب من العين رُتّعُ

شباب كنوّار الربيع مضاحكاً.:. لشمس الضحى والروض ريان ممرع

وياما اشرأبت في الأعنة غرّةٌ.:. كما تشرئب العفر ساعة تفزع

(أنموذج الزمان لابن رشيق ـ تحقيق العروسي المطوي وبشير البكوش ـ دار الغرب الإسلامي 1411 ـ 1991، صـ55)

فهل وُفقتُ إلى فهم الكلمة؟؟ وإذا كان فهمي لها صحيحاً، فما تاريخ استخدامها عند القدماء؟؟

ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 09:18 ص]ـ

قرأتُ -سابقًا- كذلك- في " نصرة الثَّائر " -لصلاح الدِّين الصَّفَدي (ت764) - بيتًا نقله عَن أحدِهِم في مدحِ " حِرْز الأماني " للشَّاطبي (ت590)؛ وهو قوله:

جَلاَ الرُّعَيْنِيُّ عَلَيْنَا ضُحًى ** عَرُوسَهُ البِكْرَ وَيَا مَا جَلاَ

ولكنَّني لَمْ أفهمها علَى أنَّها تكثيريَّة؛ وإنَّما فهمتُها مَسوقةً للتَّعجُّب؛ كأنَّه قال: يا لَحُسْنِ ما جَلاَ. ولستُ أدري: أصوابٌ ما فهمتُ أم لا.

ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 03:40 م]ـ

نعم مع عائشة الحق، ومنه قول الشاعر:

يا ما أميلح غزلانا شدنَّ لنا ... من هؤليائكن الضالُ والسمرُ

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 11:11 م]ـ

استخدام أداة النداء يا للتنبيه أو بحذف المنادى ...

جاء في "الموجز في قواعد اللغة العربية":

""حذف المنادى وبقاء الأداة كقوله: {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} بتقدير (يا هؤلاء ليت قومي ..) فقد ذهب إليه بعضهم، والصواب أن نعد (يا) في ذلك حرف تنبيه للمخاطب لا حرف نداء، ونخلص بذلك من التكلف في تقدير منادى محذوف"".

وجاء في "اللسان":

""قال الجوهري وأما قوله "ألا يا اسجدوا لله" بالتخفيف فالمعنى "ألا يا هؤلاء اسجدوا" فحذف المنادى اكتفاء بحرف النداء كما حذف حرف النداء اكتفاء بالمنادى في قوله تعالى "يوسف أعرض عن هذا" إذ كان المراد معلوما. وقال بعضهم إن يا في هذا الموضع إنما هو للتنبيه كأنه قال ألا اسجدوا فلما أدخل عليه يا للتنبيه سقطت الألف التي في اسجدوا لأنها المصنف من تقدير المنادى ألا يا (خليلي) اسقياني ويا (قوم) ليتني ورب (أو لمجرد التنبيه لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها) وهو إشارة إلى ما ذكره الجوهري من القول الثاني في الآية (أو ان وليها دعاء أوامر فللنداء) كقول ذي الرمة "ألا أيا اسلمي يا دار مي على البلى" (وإلا فللتنبيه) "".

لذلك لا أعتقد أن هناك علاقة دلالية ما بين "ياما" العامية وعبارة "يا ما" الواردة في هذه الشواهد الشعرية التي صدف أن جاءت فيها ما بعد أداة النداء "يا" التي استخدمت للتنبيه أو "حذف مناداها".

قال بشر بن أبي حازم:

فلا يا ما قصرت الطرف عنهم بقانية وقد تلع النهار

وقال الشماخ:

ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال --- وقبل منايا غاديات وأوجال

ويروى ألا يا اصبحاني ويروى وآجال وسنجال موضع ذكر في موضعه

ويكون التقدير: "ألا اسقياني" أو "ألا يا خليلي اسقياني".

ويبدو لي أيضا أن كلمة "ياما" العامية مختصرة من عبارة "يا طالما" التي تفيد وقوع الفعل بكثرة.

«طالما الدَّمعُ رَوَى»، أي: كثيرًا ما تكرَّر إرواءُ الدَّمعِ.

والله أعلم، ودمتم،

منذر أبو هواش

ـ[عائشة]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 08:53 ص]ـ

يا ما أميلح غزلانا شدنَّ لنا ... من هؤليائكن الضالُ والسمرُ

صوابُ البَيْتِ:

يا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلانًا شَدَنَّ لَنا * مِن هؤليَّائِكُنَّ الضَّالِ والسَّمُرِ

- بجَرِّ (الضَّال) و (السَّمُر) -.

وهو من أبياتٍ مكسورةِ الرَّويِّ، ومنها قولُه:

باللهِ يا ظَبَيَاتِ القاعِ قُلْنَ لنا * ليلايَ منكُنَّ أم لَيْلَى مِنَ البَشَرِ

وقد اختُلِفَ في قائلِها - وليسَ هذا موضع بيانِهِ -.

ولكنِّي أحببتُ الإشارةَ إلَى أنَّ التَّركيبَ الَّذي وَرَدَ في هذا البيتِ لا يُشْبِهِ ما نسمعُهُ في بعضِ العامِّيَّات؛ فـ (مَا) - في البيتِ - تعجُّبيَّةٌ، و (مَا) التَّعجُّبيَّة يتلوها فِعْلُ تعجُّبٍ عَلَى وزنِ (أفْعَل)، ولعلَّ (يا) - في البيتِ المذكورِ - جاءَتْ للتَّنبيهِ، أو أنَّ المُنادَى محذوفٌ.

أمَّا البيتان اللَّذانِ سَبَقَ ذِكْرُهُما؛ فقد جاءَتْ فيهما (مَا) مَتلُوَّة بفعلٍ ماضٍ، ليسَ بفعلِ تعجُّبٍ: (يا ما اشرأَبَّتْ)، (يا ما جَلا)، وهذا التَّركيبُ يُشْبِهُ ما نسمعُه في بعضِ اللَّهَجاتِ العاميَّة - اليومَ -؛ كقولهم: (يا ما قرأت، يا ما كتبت ... إلخ).

فالسُّؤالُ: هل مثلُ هذا التَّركيبِ صحيحٌ؟ وما نوع (مَا)؟

أمَّا هذا البيتُ:

فلا يا ما قصرت الطرف عنهم بقانية وقد تلع النهار

فصوابُهُ:

فَلأْيًا مَّا قَصَرْتُ الطَّرْفَ عَنْهُمْ * بقَانِيةٍ وقَد تَّلَعَ النَّهَارُ

فليسَ فيه شاهِدٌ - إذن -.

وهو من قولِ بشر بن أبي (خازمٍ) - الشَّاعِر الجاهليّ -، من قصيدةٍ مطلعُها:

أَلاَ بَانَ الخليطُ ولَمْ يُزاروا * وقلبُكَ في الظَّعائِنِ مُسْتعارُ

والله تعالَى أعلمُ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015