ملتقي اهل اللغه (صفحة 3835)

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[07 - 05 - 2012, 05:24 ص]ـ

البسملة2

لأنني أخشى أنه هو زيد بن تركي الدبيري بعينه، فالتبس على بعض العلماء لما ذُكر مرة بكنيته وذُكر مرة باسمه فظنوه رجلا آخر، وهذا مما يقع لبعض العلماء.

وسأعود للكلام عن هذه المسألة.

ما دمنا قد تكلمنا في هذا فلا بأس أن نزيد عليه.

فممن وقع له الوهم في مثل هذا رجل من أعلم الناس بالشعر والشعراء ودواوين الشعراء، وهو عبد القادر بن عمر البغدادي رحمه الله، وجلَّ من لا يسهو.

وذلك في شرحه لشواهد شرح الرضي على الشافية عند شرحه لقول منظور بن مرثد الأسدي:

ببازل وجناء أو عيهلِّ

قال البغدادي رحمه الله:

"والبيت من أرجوزة طويلة لمنظور بن مرثد الأسدي، وقيل: لمنظور بن حبة الأسدي"

فظاهر في كلامه أنه ظن هذا غير هذا، وهذا وهم.

قال المحققون في الحاشية -وهم محمد محيي الدين عبد الحميد ومحمد نور الحسن ومحمد الزقزاف- معلقين على قول البغدادي:

"منظور بن حبة هو بعينه منظور بن مرثد، قال المجد: (ومنظور بن حبة راجز، وحبة أمه، وأبوه مرثد) اهـ "

قلت: وما نقله المحققون عن صاحب القاموس هو الصواب الذي لا شك فيه، قال الآمدي في (المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء):

"وأما ابن حبة بواحدة معجمة: فهو منظور بن حبة الأسدي، وحبة أمه، ويعرف بها، وهو منظور بن مرثد بن فروة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس، شاعر راجز محسن."

قلت: وفقعس من بني أسد، فهو منظور بن مرثد الأسدي، وهو أيضا منظور بن حبة الأسدي، وأهل اللغة يستشهدون برجزه كثيرا.

والله أعلم

ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 - 05 - 2012, 11:20 ص]ـ

سؤال الأستاذ الجليل صالح العَمري عن نوادر الفراء، يقول:

أ (نوادر الفراء) موجود أم مفقود؟

جواب ذلك: أن كثيرا من كتب الفراء مفقودة ومنها (النوادر) هذا.

ثم عن تخطئة الصاغاني رواية الفراء، أقول:

الصاغاني خطَّأ الرواية ولم يخطئ الفراء، إذ إنه تلقاها مكتوبة لا شفاهًا لبعد زمنه عن زمن الفراء، والكَتْبُ مظنة التصحيف والتحريف.

ولو أن أبا صدقة رجلٌ آخر غير زيد بن تركي لجاء التنبيه على خطأِ النسبة بصيغة واضحة كالتي اعتادها العلماء في أقوالهم ونقدهم كأن يقال مثلا: هذا الشعر لفلان وليس لعلان. ولكن تنبيه الصاغاني لا ينفي شخص أبي صدقة ولكن يذكر اسمه واسم أخيه معه، والصاغاني ثقة وعلماؤنا يوثق بعلمهم ما لم يقم دليل بين على وهمٍ أو تحريفٍ في كلامهم، وهنا لا يُرَى التحريف من الصاغاني بل من الكتاب الذي بين يديه فنبه عليه مشكورا.

فلعل الصاغاني اطلع على كُتُبٍ لم تصل إلينا فحفظ علينا علما لا نجده عند غيره.

ولا أجد حاجة للموازنة بين الصاغاني والفراء وأيهما أعلم من الآخر؛ لأن المتأخرين سقطت في أيديهم كتبٌ وتحقيقاتٌ لم تكن موجودة في زمن سيبويه والفراء.

وحول حديثكم عن عبد القادر البغدادي ووهمه في نسب منظور بن حبة إذ ظنه غير منظور بن مرثد، وجدتُ ملاحظتكم سديدة وأدرك محققو شرح الشافية (واسم ثالثهم محمد الزفزاف وليس الزقزاف) هذا الوهم فنبهوا عليه، وقد تكون العجلة في الكتابة أفضت إلى الذهول عن بعض البديهيات، على أن البغدادي قال في الخزانة عند شرح (أو تُصْبحي في الظاعن المُوَلّي) وهو من الأرجوزة نفسها:

" وهذه الأرجوزة نسبها السخاوي في (سفر السعادة) لمنظور بن مرثد الأسدي. قال: وقيل لغيره.

ونسبه الصاغاني لمنظور بن حبة الأسدي. وهما واحد فإن مرثدا أبوه وحبة أمه، فبعضهم ينسبه إلى أبيه وبعضهم إلى أمه " - انظر خزانة الأدب 6/ 138، الطبعة الأولى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1397 هـ = 1977 م

فقول البغدادي في شرح شواهد الشافية:

"والبيت من أرجوزة طويلة لمنظور بن مرثد الأسدي، وقيل: لمنظور بن حبة الأسدي"

له احتمال أن يكون البغدادي نسي التنبيه بأنهما واحد كما قال في الخزانة،

واحتمال أن يكون ركن إلى اطلاع القارئ على كلامه في الخزانة، فالكافية والشافية من بابة واحدة وطالب العربية لا يستغني عنهما إذا أراد التمكن والرسوخ في علم العربية.

وأشكر الأستاذ صالح العَمري (الكهلاني) على هذه الفوائد التي تحرك الأذهان،

كما أشكر من يرفع عني الخطأ والوهم بحسن التنبيه وصدق النية في التصحيح والتوضيح.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[07 - 05 - 2012, 12:02 م]ـ

شيخنا الحبيب/ منصور مهران

قد أحسنتم وأجدتم فبلغتم من ذلكم الغاية، وقد أعجبني جدا نقلكم لقول البغدادي الذي في الخزانة، فإنه صريح في أنه كان يعلم أن المقصود بهما واحد، وأن أمرهما لم يلتبس عليه، رحمه الله، وجزاك الله خيرا.

واسم ثالثهم محمد الزفزاف وليس الزقزاف

أنا كنت في شك من هذه القاف، ولكني وجدتهم في الغلاف وضعوا نقطتين على هذا الحرف من اسمه، فقلت: القوم أعرف باسم صاحبهم، ولعلكم ترجعون إلى نشرتهم إن كانت عندكم فترون هاتين النقطتين.

وجزاكم الله خيرا على التنبيه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015