ـ[حتى!]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 09:15 ص]ـ
حدثني أحدهم أن مجلس الشورى قبل سنوات قريبة أوصى بعدم كتابة كلمة (المدعو) في الخطابات الرسمية، لمخالفتها اللغة
فكنت في حيرة من هذا الأمر،
وأين الخطأ فيها
أليس المدعو هو بولنا المسمى؟
الآن عاد لي هذا الاستفسار مع الحرب الصحفية للشيخ العبيكان ومحاولة استنقاصهم له بقولهم: المدعو
فهل من تأصيل لصحة أو خطأ هذه الكلمة
ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 12:54 م]ـ
المدعوُّ في اللغة: المسمى، وليس فيها انتقاص.
وفي القاموس المحيط لما ذكر زوج بريرة قال: زَوْجُ بَريرَةَ المَدْعُوُّ مُغيثاً.
وكان شيخنا ابن جبرين رحمه الله يكتبها في مقدماته للطلاب.
وإنما الأعمال بالنيات فقد يقولها شخص ويقصد بها معنى غير حسنٍ.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[11 - 05 - 2012, 05:36 م]ـ
(المدعوُّ) اسمُ مفعولٍ من (دعَا). ويكونُ ما بعدَه منصوبًا، لأنَّه مفعولٌ ثانٍ، تقولُ: (هذا المدعوُّ محمدًا). وهو لَفظٌ عربيٌّ فَصيحٌ، معنَاه: (المسمَّى). ومنه قولُ الشاعرِ:
أما الإماءُ، فلا يَدعونَني ولدًا * إذا ترامَى بنو الإموانِ بالعارِ
وقالَ الآخَر:
دعاني الغوانِي عمَّهنَّ، وخلتُني * ليَ اسمٌ، فلا أدعَى به وهْو أوَّلُ
فاصل1
وقد جرَى استعمالُها في عُرفِ الناس، واصطلاحِهم على النكِرةِ المجهُولِ، كأنَّهم أرادُوا أن يُبالغوا في الدلالةِ على نكَارتِه من طريقِ الانتفاءِ من إثباتِ اسمِه، والبَراءةِ من القَطْعِ بمعرِفتِه، والتعويلِ في ذلك على ما يدعُوه به الناسُ الذينَ يعرِفونَه. ولو كانَ معروفًا مشهورًا، وكانَ من أهلِ النباهةِ، والذِّكر، لم يَحتج المتكلِّم إلى أن يُحيلَ معرِفة اسمِه إلى النَّاس، ولكانَ له من ثقَتِه بثبوتِ هذا الاسمِ ما يحمِله على أن يكِلَ نسبتَه إلى نفسِه. ولذلك لا يُوصَف بهذه الكلِمة إلا من كانَ نكِرةً مغمورًا، وهو في هذا حقيقة، أو مَن يُرادُ تحقيرُه، وتنكيرُه، وإلحاقُه بالدهْماء، والسُّوقة، ومَن لا يؤبَه له. وهو حين إذٍ مَجازٌ. ويجوزُ حملُه على وجهينِ بَلاغيّين:
الأوَّل: أن يكون كنايةً. وذلك من قِبَل أن كلمةَ (المدعوِّ) قد أضحَت من لوازِم التنكيرِ، والتحقيرِ، فبدلَ أن تقولَ: (الرجل النكِرة الذي لا يُعرَف فلانٌ) تقولُ: (المدعو فلانًا). وهو لازِمٌ عرفيٌّ لذلك.
الثانِي: أن يكون استعارةً مكنيَّةً. وذلك على أن تكونَ أردتَّ تشبيهَه بالنكِرةِ المغمورِ، ولم تصرِّح بهذا المشبَّه به، وإنَّما ذكرتَ شيئًا من خصائصِه، وهو وصفُه بـ (المدعوِّ).
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 - 05 - 2012, 03:24 ص]ـ
قد تكون دلالة (المدعو) الذي يدعا _ بصيغة البناء للمجهول _ فلانا أي ينادى بقولهم: يا فلان، كما في القرآن الكريم: (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) أي عند ندائه: يا إبراهيم.
فالنكارة هنا تحتمل التحقير وإن كان الغالب أنها موجهة إلى جهالة الناس بحال هذا المدعو، ولا يزال الناس يقولون: هذا الرجل يقال له فلان، إذا قل علم المخاطب عنه وعن شأنه، ومراعاة علم المخاطب أقرب إلى التوضيح من مراعاة علم المتكلم لأن المخاطب يجهل أصلا من يكون المدعو فلانا قبل أن يدرك علوه أو حقارته.
وبالله التوفيق