ـ[محمد تبركان]ــــــــ[17 - 05 - 2012, 01:02 م]ـ
الشّاطر: جاء في مقامات الزّمخشري (ص37 المقامة الرّابعة/الارْعِواء): (يا أبا القاسم شَهوَتُكَ يَقْظَى فأَنِمْها. وشَبابُكَ فُرْصةٌ فاغتَنِمْها. قبلَ أن تقولَ قد شابَ القَذالْ. وسكتَ العُذّالْ. اُكفُفْ قليلاً مِنْ غَرْبِ شَطارَتِكْ. واِنْتَهِ عنْ بعضِ شَرارَتِكَ).
وقال ابنُ الأثير في المثل السّائر (1/ 188) تعليقا على قول أبي نوّاس:
ومُلِحَّةٍ بالعَذلِ تَحسَبُ أنّني * بالجهلِ أتركُ صُحبةَ الشُّطّارِ
(وقد استعمل لفظة الشّاطِر، والشّاطِرَة، والشُّطّار كثيرا، وهي من الألفاظ [الّتي] ابتذلَها العامّةُ حتّى سَئِمت من اِبتِذالِها)
يعني أنّهم أنزلوها غير منزلتها، واستعملوها في غير دلالتها الّتي وَضَعَتها لها العربُ، قال في اللّسان (4/ 408 شطر): (وشَطَرَ عن أهلِهِ ... أَعياهُمْ خُبْثًا، والشّاطِرُ مأخوذٌ منه، وأُراه مُولّدًا. وقد شَطَرَ شُطورًا، وشَطارَةً وهو الّذي أَعيا أهلَه ومُؤَدِّبَه خُبثًا ... قال أبو إسحاق: قولُ النّاس: فلانٌ شاطِرٌ معناه: أنّه أخَذَ في نحوٍ غير الاستواءِ؛ ولذلك قيل له: شاطرٌ؛ لأنّه تباعَدَ عن الاستواءِ).
وفي الصِّحاح (2/ 599)،ومعجم المقاييس (ص525)،والعين (6/ 234)، والمغرب (1/ 267) أنّ الشّاطِرَ هو الّذي أَعْيا أهلَهُ خُبثًا، ووردَ نحوه في القاموس المحيط (1/ 533)،وتاج العروس (3/ 299)،وفي مفردات الرّاغب (ص261 شطر/تح: كيلاني): (والشّاطر أيضا لمَن يتباعدُ عن الحقِّ).
قال أصحاب الفضيلة في المعجم الوسيط (ص482): (الشّاطِرُ: الخبيثُ الفاجرُ ...)،وفي تصحيح القاموس المحيط (ص12): (الشّاطرُ هو الماكِرُ الخبيثُ الفاتِكُ).
وقد خطّأ هذا الاستعمالَ المولَّدَ الّذي دَرَجَ عليه العامّةُ قديما، وحديثا العدنانيُّ في معجم الأخطاء الشّائعة (ص130 – 131) قال: (ماهِرٌ لا شاطِرٌ: ويقولون هذا شابٌّ شاطِرٌ، والصّوابُ: هذا شابٌّ ماهِرٌ أو بارعٌ أو حاذقٌ ...).
استطراد: للصُّوفيّين اصطلاحٌ خاصٌّ يتداولونه، ففي تفسير القرطبي (2/ 159): (وسُئِلَ بعضُهم عن الشّاطرِ؛ فقال: هو مَن أخذَ في البُعدِ عمّا نهى الله عنه).وجاء في طبقات الصّوفيّة (1/ 149): (وسُئِلَ رُوَيْم عن الشّاطر؛ فقال: مَن شَطَرَتْ نفسُه عن الباطلِ)،وفي المعجم الوسيط (ص482): (... وعند الصّوفية: السّابقُ المسرِعُ إلى اللهِ).
قال العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (ص314): (الشّاطِرُ: هو بمعنى قاطع الطّريق، وبمعنى الخبيث الفاجر. وإطلاقُ المدرِّسين له على المُتفَوِّق في الدّرس خطأٌ؛ فليُتنبَّه.
نعم:" الشّاطِرُ " في اصطلاح الصّوفيّة هو:" السّابقُ المُسْرِعُ إلى الله "،فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصّوفي إلى تلقينه للطلاّب).
ولمزيد بيان ينظر:
1 - العين (1/ 118).
2 - المصباح المنير (ص188 شطر).
3 - النّهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 65).
4 - تهذيب الأسماء واللّغات (3/ 92).
5 - غريب الحديث للهروي (2/ 567).
6 - غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 239).
7 - أساس البلاغة (ص235).
8 - لسان العرب (8/ 77).
9 - مختار الصّحاح (ص337 ش ط ر).
10 - فتح الباري (6/ 613).
11 - مفردات الرّاغب (ص260 – 261 كتاب الشّين/شطر).
يتبع / وكتب: محمد تبركان