ملتقي اهل اللغه (صفحة 3724)

أشكركم على كل ما تبذلونه من مجهود، لكن مرة أخرى أقول لكم من فضلكم لا أريد الحديث عن العاميات فأنا عن العربية الفصحى لغة الكتاب العزيز من أجل أن نفهم هذا الكنز الثمين فالقرآن الكريم كنز ثمين أصبحنا لا نفقه ما فيه هذا من جهة، ومن جهة ثانية حتى لا يضيع هذا الكنز من بين أيدينا، وكمثال بسيط حدث لي ذات مرة أن قمت بتنبيه أحد الأئمة عندنا إلى وجود خطأ في أحد المصاحف فلم يرد على بكلمة وكان الخطأ الذي توهمته في قوله تعالى من سورة الصافات "لقد زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكبِ" بتنوين كلمة زينة فكنت أظن أنها تقرأ بدون تنوين أي زينةِ على أساس أن الجملة عبارة عن مضاف ومضاف إليه، لكن مع مرور الوقت وبفضل الله تعالى اهتديت إلى الصواب وهو أن هذه القراءة أيضا صحيحة وتحمل هنا على أساس بدل وبدل منه فإذا قرأتها بالتنوين كانت بدل وبدل منه وهي رواية حفص، وإذا قرأتها بدون تنوين كانت مضاف ومضاف إليه وهي رواية ورش، وكمثال ثان لما كنا طلبة بالجامعة حدث لي ذات مرة وأن تناقشت في بعض الأمور اللغوية مع طالب ليسانس أدب عربي فكانت الكارثة أنه ارتكب خطأ لغويا رغم أنه يدرس بقسم الأدب واللغة العربيين وكان الخطأ يتعلق برسم حرف في القرآن الكريم وهذا الحرف هو الدال حيث الكثير من الناس لا يفرق بين الدال المعجمة (المنقوطة) والدال المهملة (غير المنقوطة) وكان الأمر يتعلق بسورة الكهف في قوله تعالى: "قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" إذ قال لي أن الدال هنا معجمة أي منقوطة والصحيح هو العكس، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طلب مني أن أعطيه معنى الكلمة بالدال المنقوطة ومعناها بالدال غير المنقوطة فأجبته إلى ما طلب وقلت له إن كلمة نفاد بالدال المهملة تعني الإنتهاء والفناء وبالدال المعجمة تعني اختراق الشيء، لكنه لم يقتنع فقلت له لنحتكم إلى المصحف فرفض ذلك أيضا، كما أنني وجدت الكثير من الأئمة عندنا لا يعيرون أي اهتمام للغة العربية أثناء خطبهم رغم أن ذلك قد يقلب المعنى رأسا على عقب فهذا عبد الملك بن مروان لما تطرق إليه الشيب قال: شيبني ارتقاء المنابر وتوقع اللحن، وكمثال على ما ذكرت قرأ إمام حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الذي أمر فيه أن يؤم الناس أبا بكر "رضي الله عنه" عوضا عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قرأها هكذا: "مَرُّوا أبا بكر فليصل بالناس" فانظروا إلى الكارثة التي ارتكب فالمعنى قد تغير كلية والقراءة الصحيحة هي مُرُوا بمعنى أمرهم أن يأمروا أبا بكر ليصلي بالناس ولا تقرأ مَرُّوا التي تعني المرور وليس الأمر. هذا وغيرها من الأخطاء كثير، أما العاميات فلا أعيرها أدنى اهتمام رغم أن لهجتنا الجزائرية كما ذكر الأخ أبو عبد الرحمن محمد العكرمي مليئة بالألفاظ العربية وكمثال على ذلك كلمة الطِّوَل التي تعني الحبل الذي يجعل للدابة لترعى فيه أي الحبل الذي تقيد به الدابة حيث قال طرفة بن العبد:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطِّوَل المُرْخى وثِنْياه باليد

فأرجوكم مرة أخرى دعونا من الاهتمام بالعاميات، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 04 - 2014, 02:16 م]ـ

قوله تعالى من سورة الصافات "لقد زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكبِ"

صوابُ الآيةِ الكريمةِ: ((إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ)).

وفيها ثلاث قراءاتٍ:

1) قرأَ حمزةُ، وحفصٌ عن عاصمٍ بتنوين (زينة)، وخفض (الكواكب).

2) وقرأَ شعبةُ عن عاصمٍ بتنوين (زينة)، ونصب (الكواكب).

3) وقرأَ الباقونَ (زينة) بغير تنوين، وخفضوا (الكواكب).

واللهُ تعالى أعلمُ.

ـ[العربي الريحاني]ــــــــ[15 - 04 - 2014, 01:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك يا أختي عائشة لم أنتبه إلى الخطأ وجزاك الله خيرا على التوضيح ودمتم في خدمة كتاب الله عز وجل، جزاك الله خيرا.

ـ[ماجد صبري]ــــــــ[15 - 04 - 2014, 05:12 م]ـ

جزاك الله خيرا أخانا أبا عبد الرحمن العكرمي، ولو زدتني بشئ مما حفظته لهجتكم المباركة ـ بإذن الله ـ من بعض الأساليب العربية تتم النعمة ويكمل الفضل.

ـ[العربي الريحاني]ــــــــ[16 - 04 - 2014, 12:13 م]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015