ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[08 - 12 - 2013, 09:45 م]ـ
أحسن الله إليكم يا أخي الحبيب، ومرحبا بنجد وأهلها معدنِ الفصاحة والشعر.
أما الكلمة التي قلتُها فما أردتُ بها أنك أيها الكريم صاحب تعصب، وإنما أردت أنني كنت أرى أن نبحث في هذا الأمر ونجعل بحثنا علميا، ثم بدا لي أن هذا قد لا يأتي كما نحب ونريد، وأنه لا بد أن يزعج أفرادا من الناس وتكرهه نفوسهم، فتركته لذلك، وهذا ما أردته بكلامي، لكن كلامي جاء بعد منازعتك فأوهم أنني أعنيك، ولم أُردك البتة، وأنتم أرفع -إن شاء الله- من تعصب أهل الجهل والهوى، وفقكم الله ونفع بكم.
وأما حديثك عن الألفاظ والفصاحة فأنا لست أنكر أن يكون ما أصابها من التغيير مؤثرا كما تقولون، هذا لا شك فيه، وأول ما ضاع من لغة العرب الإعراب.
لكني أنكر إنكاركم أن يكون ما ذكرتُه مؤثرا، وأن يكون دالا على قربٍ من لغة العرب، فكيف تنكرون هذا بارك الله فيكم؟
أنت تقول: الألفاظ إما عربية أو أجنبية، والذي أصله عربي ستجده في المعاجم لا محالة.
وهذا يدل -ولا تغضبوا من ذلك- على أنكم لم تفهموا الشيء الذي رميتُ إليه.
فإني ما أردت أن أرد كلامنا كله إلى الفصحى والمعاجم، لأنني ما قلت: أَكَلَ وشرب ومشى وطار وغيرها مما هو موجود في كلامنا موجود كله في المعاجم!
وإنما قلت: إن في كلام أهل الجزيرة عامة -وليس أهل الجنوب فقط- ألفاظا اندثرت في كلام كثير من العرب اليوم، فإذا كنا نجِد في كلامهم آلافَ المواد اللغوية التي لا نجدها عند غيرهم أليس في هذا دلالة على أن لغتهم أقرب إلى لغة العرب من غيرهم؟
فالمقصود ذكر المواد التي اندثرت هناك وبقيت هنا، وقد ذكرتُ ذلك في أول كلامي، وليس المقصود أن أبين أن كثيرا من كلامنا موجود في المعاجم، فمن الذي يجهل أن أكل وشرب وطار ومشى وجرى وغيرها عربية موجودة في المعاجم؟
ـ[ماجد صبري]ــــــــ[08 - 12 - 2013, 09:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وبعد:
فشكر الله لكم جميعا وأما عن دندنة من يدندن عن النعرة الجاهلية أو العصبية القبلية فلا أدري السبب؛ لذلك أخليه من تعليق!
ولو كان عنوان بحثنا: العامية المصرية أفصح العاميات لكان للاعتراض قبول ومسوغ بل لكان واجبا أما والبحث في المرادفات والمفردات العامية المصرية التي لها أصول عربية أو عربية فصيحة ثم جرى عليها عرف أهل القطر فنحتت أو زيد فيها أو نقص أو تأثرت بمخالط غريب ونحو ذلك فلا محل للاعتراض أو الإشارة إلى قبلية!
وأما سوق من ساق لألفاظ عربية أصيلة حرفا وصوتا وضبطا فلا محل لهاهنا كذلك إذ محل الإشكال في المفردة العامية المستعملة بكثرة ومشهورة في قطر ما وتبين أن لها أصلا!! فسوق مرادفات عربية فصيحة محله في بحث عن المفردات العربية الأصيلة الباقية في لغة قوم! وكذا ذكر مرادفات فصيحة في عامية قوم لا تستعمل بكثرة وليس لها شهرة إلا بين بعض القبائل أو المناطق إذ حديث الكاتب عن عامية قطر لا محلا في قطر أو قبيلة أو حي! بحيث لا يغيب معنى المفردة العامية عن كل أو جل أهل القطر مهما تنائت بهم الديار أو تباينت بينهم الأعراف أو تأثرت قطائعه بعوامل خارجية! لذلك فالمفردات التي تبدأ باندلق وانتهت بعكة كلها فصيحة واستعمالها في عامية ما لا يعترض به هنا بل حقيقة لا حاجة له إذ تستعمل على ما هي عليه فلننتبه إلى طبيعة البحث يا قوم! حديثنا عن لفظة عامية شائعة في لغة قوم! ثم محاولة البحث عن أصلها اللفظي أو اللغوي وليس ذكر وسرد الألفاظ الفصيحة حرفا ونطقا في عامية ما!
لذلك ذكرت بعض المرادفات التي اعترض عليها معترض لكونها فصيحة ولم يتبين له سبب ذكري لها؛ إذ هي مصبوغة بلغة المصريين فنطقت لا على الوجه الصوتي العربي الفصيح هذا وجه كونها عامية .... وأما عن أصل فصاحة أهل شبه الجزيرة العربية فلا جدال فيه وهم أهل اللسان القرآني في الجملة خاصة وأصولهم عربية عاربة أو مستعربة وأما عاميتهم: فإجمالا وتفصيلا لا؛ فتوي ودبش وواكي وطزلكة ومصرفدة وشلق وشردوحة وخوج ومِرم ومهوترك وباربي والدريشة وجغمة وقحروطي والشحقة والباطرمة وزرفونة وأتريك وهقوتي وبحز وفيرتكة وانثبر وماكو وأتعيا وجيكر وصلبوخ ومرستك وبكرج ومهنفل وهتسولف ويدسع وفنطل وما أشبه ذلك وهو كثير: ليس له أصول عربية وإن كان أقله يحتمل ببعض تكلف! فبقي البحث في صورته التي أرادها كاتبه تنحصر في توجيه الألفاظ العامية المصرية علما بأن القطر المصري صعيدا وسيناء وفيافيه الغربية والشرقية كل أو قل جل ساكنيه قبائل عربية وافدة نزلت هذه المحال قبل وبعد الفتح الإسلامي لمصر ولا يزالون يحتفظون بالملبس والعرف واللسان العربي، وبرهان ذلك أنسابهم وأعرافهم! وإنما يكثر الخلط في المدن الكبرى كالقاهرة وما أشبهها حيث كانت مجتمع الأجناس الكثيرة الأجنبية التي نزلت أو وفدت على القطر المصري، وأما من كان منهم من أصول فرعونية قبطية فهؤلاء أسلاف وأصول العرب المستعربة بلا نزاع؛ فإنهم أخوالهم! فالتماس حسن الظن يا قوم! والبحث في حدود ما اشترطه الكاتب وهذا هو الفيصل .... شرطُ الكاتب بيان الأصول العربية لقسم من أقسام العامية المصرية وبيان كونها من أفصح العاميات العربية الآن! وماذا لو كان استبدل بعض المنازعين منازعتهم بغيرها تدور حول ذكر أصول عاميتهم وتوجيهها ألم يكن ذلك أنفع وأفضل؟!
والله من وراء القصد وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
¥