أ. وتوضع في نهاية كلّ جملة استفهاميّة، سواءٌ كان هذا الاستفهام ملفوظاً أم ملحوظاً، نحو: كيف حالك؟ ومن أمثلة الاستفهام الملحوظ قول عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا: تحبُّها؟ قلت: بَهْراً عدد النجم والحصى والتراب
ونحو قول المتنبِّي:
تريدين إدراك المعالي رخيصةً؟! ولا بدّ دون الشّهد من إبر النّحلِ
وقال بكري رجب البابيّ الحلبيّ-وكان مدرِّساً للعربيَّة وشاعراًمبدعاً - يخاطب مُديره الشيخ عبدالله سراج الدين بن الشيخ نجيب، وكان وقتها مديراً لثانويَّة الشعبانيَّة بحلب القديمة:
صبَّحته عند المساء فقال لي: تهزأْ بقدري أم ترومُ مُزاحا؟!
فأجبتُهُ إشراقُ وجهكَ غرِّنِي حتَّى توهَّمتُُ المساءَ صباحا!
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فوالله ما أدري –وإنْ كنتُ داريا– بسبعٍ رمين الجمر أم بثمانِ؟!
ملحوظة: إذا كانَ الاستفهامُ غيرَ مباشِرٍ، فيرى كَثيرٌ مِنَ الباحثينَ أَنَّهُ لا حاجَةَ إلى وضعِ علامَةِ الاستفهَامِ، نحو: يعيشُ أحدُنَا ولا يدرِي مَتَى يَمُوتُ!
ب. للدِّلالةِ على شَكٍّ في خَبَرٍ، أو رَقَمٍ، أو كَلِمَةٍ، وذلكَ من خِلالِ وَضْعِهَا بينَ هِلالينِ، نحو: تُوفِّيَ أبو حيَّان التَّوحيديّ سنةَ 400هـ (؟).
7 - علامة التأثُّر، أو علامة الانفعال، أو علامة التعجُّب (!):
(صلى الله عليه وسلمxclamation Mark)
وتوضع في نهاية الجملة التي تحمل انفعالاً، ومن أمثلة ذلك:
أ- التعجُّب، نحو: سبحان الله! ما أشدَّ العواصف!
ب- أسلوب الإغراء، نحو: الجِدَّ والاجتهادَ!
ج- أسلوب التحذير، نحو: رأسَك والسقفَ!
د- الاستغاثة، نحو يالَلّهِ لِلمسلمين!
هـ - النُّدْبَة، نحو وامعتصماه!
ز- الفرح، نحو: يا فرحتاه!
ح - الحُزْنُ والتحسُّرُ، نحو قولِ أبي فراسِ الحَمْدانيّ:
يا حسرةً ما أكاد أحملها! آخرها مزعِجٌ وأوّلها
ط- الدعاء، نحو: تَعْساً للطغاة!
ي- التمنّي، نحو: ألا ليت الشبابَ يعودُ يوماً!
ك- الترجِّي، نحو: لعلَّ الله يرحمنا!
ل- التأسُّف، نحو: أسفي على الأحرار!
م- المدح، نحو: نعم الطالبُ فراس!
ن- الذمّ، نحو: بئس التاجرُ زيدٌ!
س- التذمُّر، نحو: طفح الكيلُ!
ع- الإنذار، نحو: العقاب للمجرم!
ف- التَّكثيرُ، نحو: كَم مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتَى!
ص-بعدَ كُلِّ جُملةٍ تحملُ انْفعالاً، نحو: اللهُ أكبرُ! يا عالمَ الأسْرارِ عِلْمَ اليقينِ!
ق- الاستفهام الإنكاريّ، ويُرمز له بعلامةِ استفهامٍ تليها علامةُ تأثُّرٍ، هكذا (؟!)، نحو قول أبي الطيِّب المتنبِّي يخاطب الحُمَّى:
أبنت الدهر عندي كلُّ بنتٍ* فكيف وصلت أنت من الزحام؟!
ونحو: أحَشَفَاً وسُوْءَ كَيْلَة؟!
والحقُّ إنَّ كثيراً من المعاصرين يجمعون بين الاستفهام والتأثُّرِ، دون مسوِّغٍ.
8 - الشَّرْطة، أو الوصلة، أو الخط، أو علامة البدل، أو علامة الاعتراض (-):
(عز وجلash) وتوضعُ في:
أ - أَوَّلِ الجملةِ المعترضةِ وآخِرِها، نحو:
- فمثالُ الاعتراضِ بالدعاءِ الحَسَنِ، نحو قولِ النابغةِ الذبيانيّ:
أتاني – أبيتَ اللعنَ - أنَّك لُمْتَنِي وتلكَ التي أهتمُّ منها وأُنْصَبُ
- ومثالُ الاعتراضِ بالدعاءِ غيرِ الحَسَنِ،: نحو قولِ زهيرٍ بنِ أبي سُلمى:
سئمتُ تكاليفَ الحياةِ، وَمَنْ يَعِشْ ثمانينَ حولاً – لا أبَالَكَ - يسأمِ
- ومثالُ الاعتراضِ بالشَّرْطِ، نحو قول امرئ القيسِ:
ولو أنَّ ما أسعى لأدنى معيشةٍ كفاني – ولم أطلُبْ - قليلٌ من المالِ
- ومثال الاعتراض بالجملة الحاليَّة، نحو قول نصيب بن رباح:
وكِدْتُ – ولم أُخْلَقْ من الطير - إنْ بدا لها بارقٌ نحو الحجاز أطيرُ
- ومثالُ الاعتراضِ بالقَيْدِ، نحو: الفَقْرُ – على ثِقَلِ وطأتِهِ - أهونُ على النفسِ من مذلَّةِ السؤالِ!
- ومثالُ التفسيرِ، نحو: الخَلَفُ – بفتحِ اللاَّمِ - النَّسْلُ الصالح، والخَلْفُ – بتسكين اللام - النَّسْلُ غيرُ الصالحِ.
- ومثالُ الاحتراسِ، نحو قول ابنِ المعتزِّ يصفُ فَرَسَهُ:
صَبَبْنَا عليها – ظالمينَ – سياطَنَا فطارتْ بها أيدٍ سِرَاعٌ وأرجُلُ
ب- بينَ العَدَدِ والمعدودِ سواءٌ كان العَدَدُ رَقَمَاً أم لَفْظَاً، نحو:
أربعةٌ لا يفارِقُهُمُ الحزنُ:
1 - فقيرٌ قريبُ عهدٍ بغنىً. 2 - مكثرٌ يخافُ على مالِهِ التَّلَفَ.
3 - مريضٌ لم يَجِدْ طِبَّاً لِمَرَضِهِ. 4 - محبٌّ لامرأتِهِ، وهيَ له خائنةٌ!
¥