ملتقي اهل اللغه (صفحة 3597)

أ. وتوضع في نهاية كلّ جملة استفهاميّة، سواءٌ كان هذا الاستفهام ملفوظاً أم ملحوظاً، نحو: كيف حالك؟ ومن أمثلة الاستفهام الملحوظ قول عمر بن أبي ربيعة:

ثم قالوا: تحبُّها؟ قلت: بَهْراً عدد النجم والحصى والتراب

ونحو قول المتنبِّي:

تريدين إدراك المعالي رخيصةً؟! ولا بدّ دون الشّهد من إبر النّحلِ

وقال بكري رجب البابيّ الحلبيّ-وكان مدرِّساً للعربيَّة وشاعراًمبدعاً - يخاطب مُديره الشيخ عبدالله سراج الدين بن الشيخ نجيب، وكان وقتها مديراً لثانويَّة الشعبانيَّة بحلب القديمة:

صبَّحته عند المساء فقال لي: تهزأْ بقدري أم ترومُ مُزاحا؟!

فأجبتُهُ إشراقُ وجهكَ غرِّنِي حتَّى توهَّمتُُ المساءَ صباحا!

وقال عمر بن أبي ربيعة:

فوالله ما أدري –وإنْ كنتُ داريا– بسبعٍ رمين الجمر أم بثمانِ؟!

ملحوظة: إذا كانَ الاستفهامُ غيرَ مباشِرٍ، فيرى كَثيرٌ مِنَ الباحثينَ أَنَّهُ لا حاجَةَ إلى وضعِ علامَةِ الاستفهَامِ، نحو: يعيشُ أحدُنَا ولا يدرِي مَتَى يَمُوتُ!

ب. للدِّلالةِ على شَكٍّ في خَبَرٍ، أو رَقَمٍ، أو كَلِمَةٍ، وذلكَ من خِلالِ وَضْعِهَا بينَ هِلالينِ، نحو: تُوفِّيَ أبو حيَّان التَّوحيديّ سنةَ 400هـ (؟).

7 - علامة التأثُّر، أو علامة الانفعال، أو علامة التعجُّب (!):

(صلى الله عليه وسلمxclamation Mark)

وتوضع في نهاية الجملة التي تحمل انفعالاً، ومن أمثلة ذلك:

أ- التعجُّب، نحو: سبحان الله! ما أشدَّ العواصف!

ب- أسلوب الإغراء، نحو: الجِدَّ والاجتهادَ!

ج- أسلوب التحذير، نحو: رأسَك والسقفَ!

د- الاستغاثة، نحو يالَلّهِ لِلمسلمين!

هـ - النُّدْبَة، نحو وامعتصماه!

ز- الفرح، نحو: يا فرحتاه!

ح - الحُزْنُ والتحسُّرُ، نحو قولِ أبي فراسِ الحَمْدانيّ:

يا حسرةً ما أكاد أحملها! آخرها مزعِجٌ وأوّلها

ط- الدعاء، نحو: تَعْساً للطغاة!

ي- التمنّي، نحو: ألا ليت الشبابَ يعودُ يوماً!

ك- الترجِّي، نحو: لعلَّ الله يرحمنا!

ل- التأسُّف، نحو: أسفي على الأحرار!

م- المدح، نحو: نعم الطالبُ فراس!

ن- الذمّ، نحو: بئس التاجرُ زيدٌ!

س- التذمُّر، نحو: طفح الكيلُ!

ع- الإنذار، نحو: العقاب للمجرم!

ف- التَّكثيرُ، نحو: كَم مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتَى!

ص-بعدَ كُلِّ جُملةٍ تحملُ انْفعالاً، نحو: اللهُ أكبرُ! يا عالمَ الأسْرارِ عِلْمَ اليقينِ!

ق- الاستفهام الإنكاريّ، ويُرمز له بعلامةِ استفهامٍ تليها علامةُ تأثُّرٍ، هكذا (؟!)، نحو قول أبي الطيِّب المتنبِّي يخاطب الحُمَّى:

أبنت الدهر عندي كلُّ بنتٍ* فكيف وصلت أنت من الزحام؟!

ونحو: أحَشَفَاً وسُوْءَ كَيْلَة؟!

والحقُّ إنَّ كثيراً من المعاصرين يجمعون بين الاستفهام والتأثُّرِ، دون مسوِّغٍ.

8 - الشَّرْطة، أو الوصلة، أو الخط، أو علامة البدل، أو علامة الاعتراض (-):

(عز وجلash) وتوضعُ في:

أ - أَوَّلِ الجملةِ المعترضةِ وآخِرِها، نحو:

- فمثالُ الاعتراضِ بالدعاءِ الحَسَنِ، نحو قولِ النابغةِ الذبيانيّ:

أتاني – أبيتَ اللعنَ - أنَّك لُمْتَنِي وتلكَ التي أهتمُّ منها وأُنْصَبُ

- ومثالُ الاعتراضِ بالدعاءِ غيرِ الحَسَنِ،: نحو قولِ زهيرٍ بنِ أبي سُلمى:

سئمتُ تكاليفَ الحياةِ، وَمَنْ يَعِشْ ثمانينَ حولاً – لا أبَالَكَ - يسأمِ

- ومثالُ الاعتراضِ بالشَّرْطِ، نحو قول امرئ القيسِ:

ولو أنَّ ما أسعى لأدنى معيشةٍ كفاني – ولم أطلُبْ - قليلٌ من المالِ

- ومثال الاعتراض بالجملة الحاليَّة، نحو قول نصيب بن رباح:

وكِدْتُ – ولم أُخْلَقْ من الطير - إنْ بدا لها بارقٌ نحو الحجاز أطيرُ

- ومثالُ الاعتراضِ بالقَيْدِ، نحو: الفَقْرُ – على ثِقَلِ وطأتِهِ - أهونُ على النفسِ من مذلَّةِ السؤالِ!

- ومثالُ التفسيرِ، نحو: الخَلَفُ – بفتحِ اللاَّمِ - النَّسْلُ الصالح، والخَلْفُ – بتسكين اللام - النَّسْلُ غيرُ الصالحِ.

- ومثالُ الاحتراسِ، نحو قول ابنِ المعتزِّ يصفُ فَرَسَهُ:

صَبَبْنَا عليها – ظالمينَ – سياطَنَا فطارتْ بها أيدٍ سِرَاعٌ وأرجُلُ

ب- بينَ العَدَدِ والمعدودِ سواءٌ كان العَدَدُ رَقَمَاً أم لَفْظَاً، نحو:

أربعةٌ لا يفارِقُهُمُ الحزنُ:

1 - فقيرٌ قريبُ عهدٍ بغنىً. 2 - مكثرٌ يخافُ على مالِهِ التَّلَفَ.

3 - مريضٌ لم يَجِدْ طِبَّاً لِمَرَضِهِ. 4 - محبٌّ لامرأتِهِ، وهيَ له خائنةٌ!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015