ملتقي اهل اللغه (صفحة 3466)

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[22 - 11 - 2010, 07:30 م]ـ

والابتداء بالساكن متعذر أو ثقيل

فائدة:

قال التاذفي في الفوائد السرية في شرح الجزرية (57):

وذهب جماعة إلى إمكان الابتداء بالساكن في غير حروف المد واللين، قالوا: وما ذكره المانعون من التجربة فهو حكاية عن ألسنتهم المخصوصة، فلا يقوم حجة على غيرهم اهـ

نقل ذلك الدكتور غانم الحمد في شرحه على الجزرية (ص 625) ثم قال:

وإذا كانت اللغة العربية لاتعرف الابتداء بالساكن فإن ذلك لا يعني عدم إمكانية تحققه في النطق أو عدم وجوده في اللغات الأخرى، لكن لا يخلو ذلك من كلفة على اللسان، ومن ثم فإن اللغة العربية تحاشت وقوعه، وإذا ما ترتب وقوع الساكن في أول بعض الكلمات اجتلبت همزة للتوصل إلى النطق به اهـ

ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 06:59 ص]ـ

(لم يلزمِ الابتداء) أم (لمْ يلزمْ الِابتداء)!

لا أدري. وقد كتبتُها كما نَطَقْتُها. فهَلْ مِنْ إفادةٍ، وتوضيحٍ؟ -جزاكَ اللهُ خيرًا، ونفعَ بعلمِكَ-.

ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 07:04 ص]ـ

الأستاذ الفاضل/ أبا إبراهيم

جزاكَ اللهُ خيرًا علَى طَرْحِ مثلِ هذه المسائلِ؛ فقد انتفعتُ كثيرًا -والحمدُ للهِ-.

أُحِبُّ أنْ أُضيفَ -إلَى ما سَبَقَ- ما قالَهُ شيخُ العربيَّةِ ابنُ جنِّيْ -رحمةُ اللهِ عليه- أيضًا- في «سر الصِّناعة 2/ 530، 531»:

(واعلمْ أنَّ الشَّاعِرَ رُبَّما اضطرَّ؛ فأثبتَ التنوينَ في هذه المواضعِ الَّتي ذَكَرْنَاها؛ لأنَّ ذلك هُوَ الأصل؛ قالَ الشَّاعِر:

جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثَعْلبَهْ ... كأنَّها حِلْيةُ سَيْفٍ مُّذْهَبَهْ

وقال الحطيئةُ:

إلاَّ يكن مَّالٌ يُّثَابُ فإنَّه ... سيأتي ثنائي زيدًا ابنَ مُهَلْهِلِ

ومَن فَعَل ذلكَ؛ لَزِمَهُ إثباتُ الألفِ في (ابن) خَطًّا. إلَى هذا رأيتُ جميعَ أصحابِنا يذهَبونَ. والَّذي أرَى أنَا: أنَّه لَمْ يُرِدْ في هذين البيتين -وما جَرَى مجراهما- أن يُجْرِيَ ابنًا وَصْفًا علَى ما قبلَهُ، ولَوْ أرادَ ذلك؛ لحذَف التَّنوينَ؛ فقالَ: من قيسِ بْنِ ثعلبة، وزيدَ بْنَ مهلهل؛ ولكنَّ الشَّاعِرَ أرادَ أن يُجْرِي ابنًا علَى ما قبلَهُ بدلاً منه، وإذا كانَ بدلاً منه؛ لَمْ يُجْعَلْ مَعَهُ كالشَّيءِ الواحدِ، وإذا لَمْ يُجْعَلْ معه كالشَّيءِ الواحدِ؛ وَجَبَ أن يُنوَى انفصالُ (ابن) ممَّا قبلَهُ، وإذا قُدِّرَ ذلك فيه؛ فقد قامَ بنفسهِ، ووجَبَ أن يُبتدأَ به، فاحتاجَ -إذَنْ- إلَى الألفِ؛ لئلاَّ يلزمَ الابتداءُ بالسَّاكنِ، وعلَى ذلكَ تقولُ: كلَّمْتُ زَيْدًا ابْنَ بَكْرٍ؛ كأنَّكَ تقولُ: كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ، وكأنَّكَ قُلْتَ: كَلَّمْتُ زيدًا كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ؛ لأنَّ ذلك شرط البدلِ؛ إذ البدلُ في التَّقديرِ من جملةٍ ثانيةٍ غير الجُملةِ المُبدَلِ منه منها) انتهى.

فإذا كَانَتِ الألِفُ ثابتةً في نُسخَةِ النَّاظمِ؛ كانَ الأَوْلَى إثباتُها -كما تفضَّلْتَ-؛ إذْ يُفْهَمُ مِنْهُ أنَّ النَّاظِمَ أرادَ أن يكونَ (ابن) بدلاً من (محمَّد)، لا صفةً له؛ لأنَّ البدلَ في نيَّةِ تَكرارِ العاملِ؛ كأنَّه قيلَ: (يقولُ محمَّدٌ، يقولُ ابنُ الجَزَرِيِّ). وقد أوضحَ ذلك ابنُ جنِّيْ -في الكلامِ الَّذي نقلتُ عنه آنفًا- غايةَ الإيضاحِ.

أمَّا عن مسألةِ الابتداء بالسَّاكن؛ فقد قال الأستراباذي -رحمه الله- في «شرح شافية ابن الحاجب 2/ 251»:

(الأكثرونَ علَى أنَّ الابتداءَ بالسَّاكنِ مُتعَذِّرٌ، وذَهَبَ ابنُ جنِّيْ إلَى أنَّه مُتعسِّرٌ لا متعذِّرٌ، وقالَ: يجيءُ ذلك في الفارسيَّةِ؛ نحو: «شْتَرْ، وَسْطَام». والظَّاهِرُ أنَّه مُستحيلٌ، ولا بُدَّ مِنَ الابتداءِ بمتحرِّكٍ، ولَمَّا كَانَ ذلك المتحرِّك في «شْتَرْ، وَسْطَام» في غايةِ الخَفاءِ -كما ذَكَرْنَا-؛ ظُنَّ أنَّه ابتُدِئَ بالسَّاكنِ؛ بل هُوَ مُعتمِدٌ -قبلَ ذلك السَّاكنِ- علَى حَرْفٍ قريبٍ من الهمزةِ مكسورٍ، كما يُحَسُّ في نحو: «عَمْرو» وَقْفًا، بتحريكِ السَّاكنِ الأوَّلِ بكسرةٍ خفيَّةٍ، ولِلُطْفِ الاعتمادِ لا يُتَبيَّنُ) انتهى.

والله تعالى أعلمُ.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 08:01 ص]ـ

الأستاذة الفضلى/ عائشة

أقْصِدُ أنّه لم تدعُ حاجةٌ لتحريك الساكنِ من (يلزمْ) لأنّ لامَ التعريفِ قد تحركتْ للتخلصِ منِ التقاء الساكنين (أعني: لام التعريف والباء التي عقبتها)، واللهُ أعلمُ.

ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 08:18 ص]ـ

الأستاذ/ المجد

جزاكَ اللهُ خيرًا علَى التَّوضيحِ.

وهل تثبتُ الياءُ حينَ نقولُ -مثلاً-: (في الابتداء)، أم تُحْذَفُ؟

ولِماذا يُحَرَّكُ السَّاكِنُ في نَحْوِ: (رَأَوُا الاَياتِ)، و (مِنَ الاَرْضِ) -في روايةِ وَرْشٍ-؟ أمْ أنَّ هذا يختِلفُ عَنْ أمرِ هَمْزَةِ الوَصْلِ؟

وشَكَرَ اللهُ لكم.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 09:08 ص]ـ

أحسن الله إليك.

إيرادٌ حسنٌ، وقياس حركة التخلص منِ التقاء الساكنين على حركةِ النقلِ-لا يبعد، لكن لو جاء شاهدٌ على خصوصِ مسألتنا لكان قاطعًا للخلاف، وأقول: شاهد حتى لا يرد علينا نحو قول ابن مالك:

*فاكسر في الابتدا ... *

وفقنا الله وإياكم، ونفعنا الله بكم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015