ـ[الهمداني]ــــــــ[12 - 03 - 2011, 04:10 م]ـ
أخى بارك الله فيك .. أنا لا أتكلم عن همزة الوصل إنما أتكلم عن موضع كلمة" الابن" نفسها بين الاسم والعائلة فهل وضعها فى هذا الموضع صحيح ولم؟
نعم يصح وضع كلمة (ابن) بالالف شرط أن يكون الاسم التالي لكلمة (ابن) هو اسم العائلة أو الجد، بمعنى إذا كتب الاسم على نحو التالي: علي ابن سالم فهذا يدل على أن الاسم الثاني (سالم) ليس والد علي وإنما اسم لجده أو عائلته.
تحياتي*
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[12 - 03 - 2011, 04:49 م]ـ
بارك الله فيك، ومرحبًا بك أخي الكريم في ملتقى أهل اللغة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسدادَ.
قولهم: (فلان ابن آل فلان) لا يمتنع قياسًا، وأما (فلان آل فلان)، فلا أعلم له نظيرًا، ولا يضاف لفظ (آل) إلا لمن له خطرٌ ديني أو دنيوي منَ العقلاء أو من نزل منزلتهم.
والله أعلم.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[12 - 03 - 2011, 06:18 م]ـ
أُحِبُّ أنْ أُضيفَ -إلَى ما سَبَقَ- ما قالَهُ شيخُ العربيَّةِ ابنُ جنِّيْ -رحمةُ اللهِ عليه- أيضًا- في «سر الصِّناعة 2/ 530، 531»:
(واعلمْ أنَّ الشَّاعِرَ رُبَّما اضطرَّ؛ فأثبتَ التنوينَ في هذه المواضعِ الَّتي ذَكَرْنَاها؛ لأنَّ ذلك هُوَ الأصل؛ قالَ الشَّاعِر:
جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثَعْلبَهْ ... كأنَّها حِلْيةُ سَيْفٍ مُّذْهَبَهْ
وقال الحطيئةُ:
إلاَّ يكن مَّالٌ يُّثَابُ فإنَّه ... سيأتي ثنائي زيدًا ابنَ مُهَلْهِلِ
ومَن فَعَل ذلكَ؛ لَزِمَهُ إثباتُ الألفِ في (ابن) خَطًّا. إلَى هذا رأيتُ جميعَ أصحابِنا يذهَبونَ. والَّذي أرَى أنَا: أنَّه لَمْ يُرِدْ في هذين البيتين -وما جَرَى مجراهما- أن يُجْرِيَ ابنًا وَصْفًا علَى ما قبلَهُ، ولَوْ أرادَ ذلك؛ لحذَف التَّنوينَ؛ فقالَ: من قيسِ بْنِ ثعلبة، وزيدَ بْنَ مهلهل؛ ولكنَّ الشَّاعِرَ أرادَ أن يُجْرِي ابنًا علَى ما قبلَهُ بدلاً منه، وإذا كانَ بدلاً منه؛ لَمْ يُجْعَلْ مَعَهُ كالشَّيءِ الواحدِ، وإذا لَمْ يُجْعَلْ معه كالشَّيءِ الواحدِ؛ وَجَبَ أن يُنوَى انفصالُ (ابن) ممَّا قبلَهُ، وإذا قُدِّرَ ذلك فيه؛ فقد قامَ بنفسهِ، ووجَبَ أن يُبتدأَ به، فاحتاجَ -إذَنْ- إلَى الألفِ؛ لئلاَّ يلزمَ الابتداءُ بالسَّاكنِ، وعلَى ذلكَ تقولُ: كلَّمْتُ زَيْدًا ابْنَ بَكْرٍ؛ كأنَّكَ تقولُ: كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ، وكأنَّكَ قُلْتَ: كَلَّمْتُ زيدًا كلَّمْتُ ابنَ بَكْرٍ؛ لأنَّ ذلك شرط البدلِ؛ إذ البدلُ في التَّقديرِ من جملةٍ ثانيةٍ غير الجُملةِ المُبدَلِ منه منها) انتهى.
فإذا كَانَتِ الألِفُ ثابتةً في نُسخَةِ النَّاظمِ؛ كانَ الأَوْلَى إثباتُها -كما تفضَّلْتَ-؛ إذْ يُفْهَمُ مِنْهُ أنَّ النَّاظِمَ أرادَ أن يكونَ (ابن) بدلاً من (محمَّد)، لا صفةً له؛ لأنَّ البدلَ في نيَّةِ تَكرارِ العاملِ؛ كأنَّه قيلَ: (يقولُ محمَّدٌ، يقولُ ابنُ الجَزَرِيِّ). وقد أوضحَ ذلك ابنُ جنِّيْ -في الكلامِ الَّذي نقلتُ عنه آنفًا- غايةَ الإيضاحِ.
.
جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثَعْلبَهْ ... كأنَّها حِلْيةُ سَيْفٍ مُّذْهَبَهْقال ابن عصفور في (ضرائر الشعر): (فإن قال قائلٌ: هلا جعلتَ ابنًا وابنة بدلين مما قبلهما، لا وصفين حتى لا يكون ثبات التنوين ضرورة، فالجواب أن ابنًا وابنة إنما تأتي العربُ بهما على طريق الوصف، لا على طريق البدل بدليل أنهم لا يثبتون التنوين في قولك: قام زيدُ بنُ عمرو وقامت هندُ بنةُ بكر وأمثالهما إلا في ضرورة الشعر، ولو كانا بدلين لكثر تنوينُ مثلِ ذلك في الكلامِ) اهـ[دار الأندلس-صـ29]
وما قاله ابن جنِّي في البيتِ حَسَنٌ، لكن الأحسن حملُ قولِ ابن الجزريّ على الوصف، لما في الوجه الآخر من تكلفٍ، يقولون: الأصل محمدٌ ابن الجزري، على البدلية، ثم حذف التنوين للضرورة، وفي ذلك شيئان، الأول القول بالبدلية، وهو خلاف الأصل، والثاني حذف التنوين بلا داع، فإن قيل: إنما أحوجنا إلى ذلك التأويل رسم (ابن) بالألفِ كما في نسخة الناظم، قلنا: هذا- وإن قيل: إن الناظم يقصد البدلية-وارد عليه أيضًا، لأن الأصلَ في ذلك الوصفية لا البدلية كما قال ابن عصفور-رحمه الله-.
ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 03 - 2011, 02:32 م]ـ
الأستاذ / المجد المالكيّ
جزاكَ اللهُ خيرًا على ما تُتحفُنا به دومًا، وزادك علمًا.
وقالَ -رحمه اللهُ -أيضًا- في «الخصائص 2/ 493»:
(ومن ذلك قوله:
إلاَّ يكن مَّالٌ يُّثَابُ فإنَّه ... سيأتي ثنائي زيدًا ابنَ مُهَلْهِلِ
فالوجه أن يكونَ (ابن مهلهل) بدلاً من (زيد)، لا وصفًا له؛ لأنَّه لو كان وصفًا؛ لحذف تنوينه، فقيل: زيد بن مهلهل. ويجوز -أيضًا- أن يكونَ وصفًا أخرج على أصلِه، ككثير من الأشياء تخرجُ على أصولِها؛ تنبيهًا على أوائل أحوالِها؛ كقولِ الله سبحانه: ((استَحْوَذَ عليهم الشيطانُ))، ونحوه.
ومثله قول الآخَر:
* جاريةٌ من قيسٍ ابنِ ثَعْلبَهْ *
القولُ في البيتين سواء) انتهى.
¥