v ويلقانا في الرَّسمِ الإملائيِّ حُروفٌ زِيدَتْ في الكتابةِ؛ ولكنَّها لا تُنطَقُ. غيرَ أنَّا نَجِدُ مَن يُخطِئُ، فينطقُها؛ كقولِ بعضِهِمْ: (مَاءَة) في (مِائَة) -معَ مجيئِها في كتابِ الله تعالَى-، وكزيادةِ بعضِهم واوًا مديَّةً -في النُّطقِ- في آخِرِ (عَمْرو).
v وقد أدَّى حَذْفُ بَعْضِ الحُروفِ في الكِتابةِ إلَى أخطاءٍ في النُّطْقِ -كذلكَ-؛ فصِرْنَا نسمعُ مَن يقولُ في نَحْوِ: (محمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): (محمَّد بِنْ عبد الله)، بكسرِ الباءِ، وتسكين النُّونِ.
عائشة
جزاك الله خيرا أختي عائشة!
وفعلا تؤثر صورة الكتابة العربية على قراءة الناس لها، فلعلهم يجانبون الصواب في النطق بسبب ذلك، وهذه المشكلة في الخط العربي ليست واسعة المدى كما في اللغة الفَرَنسية مثلا، والكتابة العربية لها صلة بعلم الصرف وثيقة.
وأود أن أبدي ملاحظات لي على مشاركتك القيمة:
1 - قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (1/ 19): ((اج ر: وقوله اللهم أجرني في مصيبتي: رويناه بالمد للهمزة وكسر الجيم [أي: اللهم آجِرْني] وبالقصر وتسهيل الهمزة أو تسكينها وضم الجيم [أي: اللهم أْجرني، واللهم اجُرني]، وقوله: ((آجره الله)) بالوجهين أيضًا بمد الهمزة، وقصرها؛ يقال: أجره الله بالقصر يأجره، وآجره لغتان، وأنكر الأصمعيُّ المد)).
2 - قولك: ((وقد سألتُ أحدَ أساتذتي -منذُ سنواتٍ- عن سببِ رَسْمِها كذلك؛ فأجابَني -جزاه الله خيرًا- بأنَّها رُسِمَتْ علَى نيَّةِ الوَصْلِ. وهو شائعٌ في رَسْمِ المُصحَفِ؛ كما في قولِهِ تعالَى: ((وَمَا أَنتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ))، وقولِهِ -سُبحانَهُ-: ((وسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أجْرًا عَظِيمًا))، وقولِهِ -عزَّ وجلَّ-: ((ويَمْحُ اللهُ الباطِلَ)). فبهذا يُمْكِنُ توجيهُ رسم (اللَّهُمَّ أْجُرْني) على هذا النَّحوِ. وقد تقدَّمَ بيانُ الصَّوابِ فيها. واللهُ تعالَى أعلمُ)). الأمثلة المذكورة لم تكتب على نية الوصل، وإنما كتبت (بهاد- يؤتِ- ويمحُ) بحذف حروف العلة اجتزاء بالحركة التي قبل حرف العلة عن حرف العلة، وهي لغة هوازن وعليا قيس، هذه النسبة من الفراء، فهي عنده لغة، وسيبويه يعد ذلك ضرورة شعرية، والقراءات تردُّ كلامه في هذا رحمه الله، قال البنا الدمياطي في "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر" (ص141): ((واختلف عنه في ((بهاد العمى)) بالروم [الآية 53]: فالوقفُ له بالياء في الشاطبية كأصلها، وعليه أبو الحسن بن غلبون، والحذف عند مكي وابن شريح وغيرهما، وعليه جمهور العراقيين، والوجهان صحيحان نصا وأداء، كما في النشر، واختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته له ((تهدي)) وبالياء قطع له الداني في جميع كتبه والحافظ أبو العلا، وبحذفها قطع ابن سوار وغيره، وافقه الشنبوذي بخُلْفِه، ولا خلاف في الوقف على موضع النمل بالياء في القراءتين؛ موافقة للرسم، ووقف ابن كثير على ((يناد)) مِن ((يناد المناد)) بالياء على قول الجمهور، وهو الأصح وبه ورد النص عنه كما في النشر، وروى عنه آخرون الحذف، والوجهان في الشاطبية والإعلان والجامع وغيرها، وافقه ابن محيصن بلا خلاف.
وأما ما حذف من الواو الساكن رسما، ففي أربعة مواضع، وقف عليها يعقوب بالواو على الأصل فيما انفرد به أبو عمرو والداني، وهي: ((ويدع الإنسان)) [الإسراء الآية 11]، و ((يمح الله)) بالشورى [الآية 24] و ((يدع الداع)) بالقمر [الآية 6] و ((سندع الزبانية)) بالعلق [الآية 17]، والوقف على الأربعة للجميع على الرسم بحذف الواو، إلا ما انفرد به الداني من الوقف على الأصل، ولم يذكر ذلك في الطَّيِّبَة ولا عَرَّجَ عليه؛ لكونه انفرادةً؛ على عادته من قراءة الداني على أبي الفتح وأبي الحسن، قال في النشر: وقد قرأت به من طريقه)) وينظر في هذه اللغة سر صناعة الإعراب (2/ 631 - 632)، والخصائص (3/ 133 - 136)، وخزانة الأدب (5/ 229 - 230).
وعذرا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا!
ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 08 - 2010, 02:39 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا علَى التَّعليقاتِ الطيِّباتِ.
وحَمْلُ ذلكَ علَى نيَّةِ الوَصْلِ لَيْسَ خطأً. يقولُ السَّمينُ الحلبيُّ -رحمه اللهُ- في «الدُّرِّ المصون 10/ 123» -في قولِهِ تعالَى: ((فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ)) -: (وكُتِبَ ((تُغْنِ))؛ اتباعًا للَفْظِ الوَصْلِ؛ فإنَّها ساقطةٌ لالتقاءِ السَّاكِنَيْنِ). ويقولُ-أيضًا- في قوله تعالَى: ((يومَ يَدْعُ الدَّاعِ)) - (10/ 124): (وحُذِفَتِ الواوُ من ((يَدْعُ)) خطًّا؛ اتِّباعًا للَّفظِ). ويقولُ -في قولِهِ تعالَى: ((ويَمْحُ اللهُ الباطِلَ)) - (9/ 551): (وسقطتِ الواوُ منه لفظًا؛ لالتقاء السَّاكنين في الدَّرج، وخطًّا؛ حملاً للخطِّ علَى اللَّفظِ، كما كتبوا ((سَنَدْعُ الزَّبَانيةَ)) عليه؛ ولكن ينبغي أن لا يجوزَ الوقفُ علَى هذا؛ لأنَّه إن وقفَ عليه بالأصلِ -وهو الواوُ-؛ خالفْنَا خطَّ المُصحَفِ، وإن وقفْنَا بغيرِها مُوافقةً للرَّسْمِ؛ خالفْنَا الأصلَ).
والله تعالَى أعلمُ.
¥