ملتقي اهل اللغه (صفحة 3412)

ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 08:22 م]ـ

تنبيهٌ دقيقٌ وفهمٌ راسِخ، أحسنَ الله إليكِ.

ـ[العمري]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 10:36 م]ـ

قال النووي رحمه الله

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا)

قَالَ الْقَاضِي: أَجِرْنِي بِالْقَصْرِ وَالْمَدّ، حَكَاهُمَا صَاحِب الْأَفْعَال: وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ وَأَكْثَر أَهْل اللُّغَة: هُوَ مَقْصُور لَا يَمُدّ وَمَعْنَى أَجَرَهُ اللَّه أَعْطَاهُ أَجْره، وَجَزَاء صَبْره وَهَمّه فِي مُصِيبَته.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَأَخْلِفْ لِي) هُوَ بِقَطْعِ الْهَمْزَة وَكَسْر اللَّام. قَالَ أَهْل اللُّغَة: يُقَال لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَوْ وَلَد قَرِيب أَوْ شَيْء يُتَوَقَّع حُصُول مِثْله أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْك أَيْ رَدَّ عَلَيْك مِثْله فَإِنْ ذَهَبَ مَا لَا يَتَوَقَّع مِثْله بِأَنْ ذَهَبَ وَالِد أَوْ عَمٌّ أَوْ أَخ لِمَنْ لَا جَدَّ لَهُ وَلَا وَالِد لَهُ قِيلَ: خَلَّفَ اللَّه عَلَيْك بِغَيْرِ أَلِف أَيْ كَانَ اللَّه خَلِيفَة مِنْهُ عَلَيْك.

ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 12:13 ص]ـ

بارك اللهُ فيكَ.

ولا بُدَّ من توضيحٍ:

لدينا ثلاثة أفعالٍ:

أَجَرَ، بقصرِ الهَمْزةِ، والأمرُ منه: اُوجُرْ، وعليه ضَبْطُ الحديثِ: (اللَّهُمَّ اؤْجُرْني).

آجَرَ، بمدِّ الهمزةِ، والأمرُ منه: آجِرْ.

أجارَ، والأمرُ منه: أجِرْ. وهو الَّذي نبَّهْتُ إلَى خطئِهِ.

والله تعالى أعلمُ.

ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[10 - 08 - 2010, 02:08 م]ـ

((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

v كثيرًا مَّا نسمعُ من يقولُ في دُعاءِ المُصيبةِ: (اللَّهُمَّ أَجِرْنِي في مُصيبتي)؛ فيفتحُ الهمزةَ، ويكسرُ الجيمَ، ويجعلُ الفِعْلَ مأخوذًا منَ (الإجارة)؛ كما في قولِ الله -عزَّ وجلَّ-: ((فأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)).

والجادَّةُ: أن تكونَ الهمزةُ ساكِنةً، والجيمُ مضمومةً؛ أخذًا من (الأَجْر)؛ فيُقالُ: (اللَّهُمَّ أْجُرْنِي).

ولعلَّ الخطأَ في نُطْقِ هذه الكلمةِ يعودُ إلى شُيوعِ كتابتِها علَى هذه الشَّاكلةِ، وإن كانَ الصَّوابُ أن تُكْتَبَ الهَمْزَةُ علَى واوٍ، وتُسْبَقَ بألفِ وَصْلٍ؛ علَى هذا النَّحْوِ: (اللَّهُمَّ اؤْجُرْنِي)؛ ذلك أنَّ كلمةَ (اللَّهُمَّ) لَيْسَتْ كالواوِ والفاءِ في شِدَّةِ اتِّصالِهما بما بعدَهُما؛ فلا تُلْحَقُ بهما في الحُكْمِ.

قالَ ابنُ قُتَيْبةَ -رحمه الله-في «أدب الكاتبِ»: (وتكتبُ ما كانَ مضمومًا نحو: (اُومُرْ فُلانًا بكذا) بالواوِ، فإن وصلتَها بواوٍ، أو فاءٍ؛ قُلْتَ: (فَأْمُرْ فُلانًا بالشخوصِ، وَأْمُرْ فُلانًا بالقدومِ)؛ فأسقطتَ الواوَ. فإن وصلتَها بـ (ثُمَّ)؛ لَمْ تُسْقِطِ الواوَ؛ فكتبتَ: (اُومُرْ فُلانًا ثُمَّ اؤْمُرْهُ) بالواوِ. وكذلك: (اللَّهُمَّ اؤْجُرْنِي في مُصيبتي) بالواوِ. فإن وَصَلْتَ بفاءٍ، أو واوٍ؛ أسقطتَ الواوَ، ولا تُسقطها مع (ثُمَّ). وفي المُصحَفِ: ((فَلْيُؤَدِّ الَّذي اؤْتُمِنَ أمانَتَهُ))، كُتِبَ علَى قَطْعِ (اؤْتُمِنَ) مِنَ (الَّذي). وكذلك القياس أن يُكْتَبَ كُلُّ حَرْفٍ عَلَى الانفرادِ، ولا يُنظَر إلى ما قبلَهُ ممَّا يُزِيلُهُ عَنْ حالِه إذا أَدْرجْتَ، فتغيِّره إذا اتَّصلَ بهِ. ولو كُتِبَ علَى الاتِّصالِ؛ لكُتِبَ بإسقاطِ الواوِ) انتهى.

وهذا ما يُفسِّرُ كتابة: (اللَّهُمَّ أْجُرْني) بإسقاطِ الواوِ؛ لأنَّها كُتِبَتْ -عندَ مَن كتبوها علَى هذا النَّحْوِ- علَى الاتِّصالِ. وقد سألتُ أحدَ أساتذتي -منذُ سنواتٍ- عن سببِ رَسْمِها كذلك؛ فأجابَني -جزاه الله خيرًا- بأنَّها رُسِمَتْ علَى نيَّةِ الوَصْلِ. وهو شائعٌ في رَسْمِ المُصحَفِ؛ كما في قولِهِ تعالَى: ((وَمَا أَنتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ))، وقولِهِ -سُبحانَهُ-: ((وسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أجْرًا عَظِيمًا))، وقولِهِ -عزَّ وجلَّ-: ((ويَمْحُ اللهُ الباطِلَ)). فبهذا يُمْكِنُ توجيهُ رسم (اللَّهُمَّ أْجُرْني) على هذا النَّحوِ. وقد تقدَّمَ بيانُ الصَّوابِ فيها. واللهُ تعالَى أعلمُ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015