ملتقي اهل اللغه (صفحة 3379)

ـ[نور الحق]ــــــــ[18 - 12 - 2010, 03:56 م]ـ

سددنا الله وإياك.

الأستاذة الكريمة أشارت إلى الوزن لا البحر، فما الخطأ في هذا!

ثُمَّ هل خلا الموضوع كلُّهُ من فائدة! غفر الله لك.

أحسنت ردًّا .. بارك الله فيك ..

وما أردتُه ذكرتُه في تعليقي السابق ..

أنت رجل فاضل، وليت الجميع مثلك، يناقشون الأمور بلا تعصب لأحد ..

أنت محقٌّ في كلامك، وأنا محقٌّ فيما ذكرتُه.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[19 - 12 - 2010, 09:02 ص]ـ

أنت محقٌّ في كلامك، وأنا محقٌّ فيما ذكرتُهلكن ذكر البحر ونحوه غير مناسب للمقام، وهو-وإن كان صوابًا-استطرادٌ لا داعيَ له، لأن البحثَ في مسألة بعينها، وكان المناسب عند ذكر هذا البيت أن يذكر وزنه لا بحره، فتأملْ.

بقي أن أقول:

يا أستاذي الكريم،

الإخوة هنا في ملتقانا العامر على خير وفضل، وما أنا إلا متعلم بين أساتذته وإخوانه الفضلاء من أمثالك!

وبالله لا يصرفنك ما ينزغ به الشيطان عن هذا الملتقى النافع.

أسأل الله تعالى أن يصلحَ ذات بيننا.

ـ[عائشة]ــــــــ[25 - 12 - 2010, 07:44 ص]ـ

وقال المعرِّيُّ -أيضًا- في «معجز أحمد 3/ 594» عندَ شَرْحِ قولِ المُتنبِّي:

* ولا اعْتَضْتُ مِنْ رَبِّ نُعْمَايَ رَبْ *:

(وقوله: (مِنْ رَبِّ نُعْمَايَ رَبْ) في موضع النَّصْب، وكان مِنْ حَقِّهِ أن يقولَ: (ربًّا)؛ لأنَّ المنصوبَ المنوَّنَ إذا وُقِفَ عليه؛ أُبْدِلَ التَّنوينُ ألفًا؛ ولكنَّه أجراه مجرَى المرفوع والمجرورِ، في إسقاطِ التَّنوينِ في الوَقْفِ، ومثلُ هذا جائزٌ في القافيةِ. وخفَّفَ الباءَ أيضًا؛ لأنَّ الحرفَ المُشدَّدَ إذا وَقَعَ حَرف الرَّويِّ؛ خُفِّفَ) انتهى.

ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 01 - 2011, 09:59 ص]ـ

وقالَ ابنُ عصفور في «ضرائر الشعر 132»:

(ومنه: تخفيفُ المشدَّد في القوافي؛ نحو قولِ امرئِ القَيْسِ:

لا وأبيكِ ابنةَ العَامِرِيْ ... يِ لا يَدَّعي القَوْمُ أنِّي أَفِرْ

وقوله في هذه القصيدةِ:

إذا ركِبوا الخيلَ واستلأَموا ... تحرَّقتِ الأرضُ واليومُ قَرْ

يُريد: أَفِرّ، وقرّ.

وهو كثيرٌ، قد جاء في عدَّة أبيات من هذه القصيدةِ.

وإنَّما خَفَّفَ؛ ليستويَ له بذلك الوزن، وتطابق أبيات القصيدةِ. ألا ترَى أنَّه لو شدَّد (أَفِر)؛ لكان آخِر أجزائِه علَى (فَعُولْ) -مِنَ الضَّرْبِ الثَّاني مِنَ المتقارب-، وهو يقولُ بعدَ هذا:

تميمُ بن مُرٍّ وأشياعُها ... وكِندةُ حولي جميعًا صُبُرْ

وآخر جزء من هذا البيت (فَعُلْ)، وهو من الضَّرب الثالث من المتقارب. وليس بالجائز له أن يأتيَ في قصيدةٍ واحدةٍ بأبياتٍ من ضربَيْن؛ فخفَّف؛ لتكونَ الأبيات كلُّها من ضربٍ واحدٍ. (*)

وسواء في ذلك الصَّحيح والمعتلّ.

ومن التَّخفيف في المعتلِّ:

حتَّى إذا ما لَمْ أجِدْ إلاَّ السّرِيْ

كنت امرأً من مالك بن جَعْفَرِ

يُريد: السّريّ. وقول امرأة من بني عقيل:

حَيْدةُ خالي ولَقيطٌ وعَلِيْ

وحاتمُ الطَّائيُّ وهَّابُ المِئِيْ

يُريد: وعليّ. وقول عِمران بن حِطَّان:

يومًا يمانٍ إذا لاقيت ذا يمنٍ ... وإن لقيت معدِّيًّا فعدنانيْ

يُريد: فعدنانيّ. وقول العجَّاج:

أدرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ

بالدَّفع عنِّي دَرْء كلِّ عُنجُهِيْ

يريد: درء كلِّ عنجهيّ. وقول الآخر:

عذرتكِ يا عيني الصَّحيحة بالبكا ... فما لكِ يا عوراءُ والهملانيْ

يُريد: والدَّمع الهملانيّ، فحذف الموصوف وخفَّف.

وقد يُحذف المشدَّد في الوَقف، ويُحذف حرفٌ بعده. ومن ذلك قول لبيد:

وقَبِيل من لُكَيْزٍ حاضرٌ ... رَهْطُ مَرجُومٍ ورهطُ ابنِ المُعَلْ

يُريد: المعلَّى. وقول النَّابغة:

إذا حاولتَ في أسَدٍ فُجُورًا ... فإنِّي لستُ منكَ ولستَ مِنْ

يريد: منِّي) انتهى.

وقالَ عبد القادر البغداديُّ في «خزانة الأدب 11/ 223» -بعد أن نقلَ شيئًا من كلامِ ابن عصفور الآنفِ-:

(وبهذا تعلَم أنَّه لَمْ يُصِبْ مَن قالَ: إنَّ (أفر) فيه مشدَّدٌ، اجتمع فيه ساكنانِ، واجتماعهما في القافية جائزٌ، وهو أبو الفَرَج بن المعافَى) انتهى.

أمَّا عن سببِ كتابةِ كثيرٍ من محقِّقي الكُتُبِ الشَّدَّة علَى نَحْوِ هذا -وقد تبيَّنَ تخفيفُه-؛ فقد أوضحَهُ الأستاذ عبد السلام هارون -في تعليقِهِ على بيتِ امرئِ القيسِ في هامشِ «الخزانةِ» -:

(تُقْرَأ الرَّاءُ بالسُّكون، ولكنَّها تُكْتَبُ معَ علامة الشدَّةِ؛ تنبيهًا على أنَّ أصلها التَّضعيف) انتهى.

وقد تقدَّمَ أنَّ كتابةَ الشَّدَّةِ -ههنا- خطأٌ معيبٌ؛ يقولُ أبو العلاء المعريُّ:

(وقد عِيبَ علَى بعضِ العُلماءِ أنَّ لام «الْمُصَلْ» وُجِدَتْ بخطِّهِ مُشدَّدةً في قولِ لبيدٍ:

يَلْمسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلِهِ ... بيديه كاليهوديِّ الْمُصَلْ) انتهى.

وهو ثعلبٌ؛ كما صرَّحَ به أبو يعلَى التنوخيُّ؛ إذ يقولُ في «كتاب القوافي 84»:

(وحدَّثني الشَّيخ أبو العلاء -رحمه الله- قالَ: وجد بخطِّ ثعلب تشديدة على الرويِّ في قول لَبيد:

يَلْمسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلِهِ ... بيديه كاليهوديِّ الْمُصَلْ) انتهى.

ــــــــــــــــ

(*) وهذا مُوافِقٌ لما ذَكَرْتُهُ في أَصْلِ المقالِ، ولَمْ أَكُنِ اطَّلَعْتُ عليه قبلَ ذلك، فالحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015