ملتقي اهل اللغه (صفحة 3357)

فجاءتِ العَرُوضُ صحيحةً علَى (مُتَفاعِلُنْ).

وفي القصيدةِ -أيضًا- قولُها:

كيفَ التعزِّي عنكَ يا عَمْرُو ... أمْ كيفَ لي يا عَمْرُو بالصَّبْرِ

وقولها:

لا يُبْعِدَنْكَ اللهُ يا عَمْرُو ... إِمَّا مَضَيْتَ فنحنُ بالإثْرِ

وفيهما إلحاقٌ للعَرُوضِ بالضَّرْبِ، ويُمْكِنُ أن يُحْمَلَ علَى أنَّه من التَّصريعِ الَّذي وقَعَ فيه الإقواءُ. (13)

هذا، والله تعالى أعلمُ.

وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلَى آلِه، وسلَّمَ.

ـــــ *،،، الهامش،،، * ـــــــــــــــــــ

(1) انظُر: «كتاب القوافي» -لأبي يعلى التنوخيِّ-: (79)، و «العمدة» -لابن رشيق-: (1/ 143).

(2) انظر: «الوافي في العروض والقوافي» -للخطيب التِّبريزيِّ-: (226)، و «العيون الغامزة» -للدمامينيِّ-: (273)، و «تاج العروس» -للزَّبيديِّ-: (9/ 57) [مادَّة (قعد)].

(3) انظر: «العيون الغامزة» -للدمامينيِّ-: (139).

(4) «كتاب القوافي» -للتنوخيِّ-: (79).

(5) «رسائل أبي العلاء المعرِّيِّ»: (69).

(6) «العمدة» -لابن رشيق-: (1/ 144).

(7) قال الدّمامينيُّ في «العيون الغامزة 141»: (فإن قُلْتَ: قد جاءَتِ العَروضُ مع عدم التَّصريعِ تامَّةً؛ كقولِهِ:

ونحن جلينا الخيلَ يومَ نهاوَنْدٍ ... وقد أحجَمَتْ مِنَّا الخُيولُ الصَّوَارِمُ

ومحذوفةً كقولِهِ:

تَراها علَى طُولِ البَلاءِ جديدًا ... وعهدُ المغاني بالحلومِ قديمُ

قلتُ: هو عندَهم من الشُّذوذِ، ولا يُقاسُ عليه، وهو عيبٌ يُسمَّى عندهم بالتَّجميعِ) انتهى.

(8) قال أبو يعلى التنوخيُّ في «كتاب القوافي 76»: (وأمَّا التَّصريع؛ فهو أن يغيّر صيغة العروض فيجعلها مثل صيغة الضَّرْب) انتهى. وقالَ (78): (التَّقفيةُ والتَّصريع في غيرِ البيت الأوَّل كثيرٌ، وليسَ عَيْبًا؛ بل هُوَ دليلٌ على البلاغةِ، والاقتدارِ على الصنعةِ) انتهى.

(9) أي: مقطوعةً، علَى وَزْنِ: (مُتَفَاعِلْ)، ويُنقَلُ إلَى: (فَعِلاتُنْ). ويجوزُ أن يدخلَهُ زحافُ الإضمارِ، فيصير: (مُتْفَاعِلْ)، وهو الَّذي عبَّرَ عنه أبو العلاءِ بقولِهِ: (مَفْعُولُنْ). وكانَ الأَوْلَى أن يقولَ: (فَعِلاتُنْ)؛ لأنَّه لا إضمارَ في عَروضِ البيتِ الَّذي استشهدَ به.

(10) البيتُ في «ديوان الحماسةِ»، من أبياتٍ للرَّبيع بن زيادٍ العبسيِّ، في رثاءِ مالكِ بن زُهيرٍ العبسيِّ، والرِّوايةُ فيه:

* ومُجَنَّبَاتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفًا *

بالذَّالِ.

والوجهانِ صحيحانِ؛ قال ابنُ السِّكِّيت في «إصلاح المنطق 390»:

(وما ذاق عَدُوفًا ولا عَذُوفًا، بالدَّال والذَّال. وما عدفْنَا عندَهم عَدُوفًا.

قال الشَّاعِرُ:

ومُجَنَّبَاتٍ ما يَذُقْنَ عَدُوفًا ... يَقْذِفْنَ بالمُهَرَاتِ والأَمْهَارِ) انتهى.

وقال الأزهريُّ في «تهذيب اللغة 2/ 224» [مادة (عدف)]:

(وقالَ أبو حسَّان: سمعتُ أبا عَمْرٍو الشَّيبانيَّ يقولُ: ماذُقتُ عَدوفًا ولاعَدُوفةً. قالَ: وكنتُ عند يزيد بنِ مَزْيَد الشَّيبانيِّ، فأنشدتُّه بيت قَيْس بن زُهَير:

ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْن عَدُوفَةً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَراتِ والأَمْهَارِ

بالدَّالِ، فقال لي يَزيدُ بن مَزْيَد: صَحَّفتَ يا أبا عَمْرٍو؛ وإنَّما هي (عَذُوفة) بالذَّالِ. قالَ: فقلتُ لَهُ: لَمْ أُصَحِّف أنَا ولا أنتَ؛ تقولُ ربيعةُ هذا الحرف بالذَّالِ، وسائرُ العَرَبِ بالدَّالِ) انتهى.

والبيتُ في «التَّهذيبِ» ليسَ فيه شيءٌ في وَزْنِهِ -كما ترَى-، وقد نُسِبَ إلى قيس بن زُهيرٍ، والصَّوابُ أنَّه للرَّبيعِ بن زيادٍ، في رثاءِ مالك بن زهيرٍ، أخي قيس بن زهيرٍ. ويُنظَر خبرُ الأبيات في «الفاخر» -للمفضَّلِ بن سلمة-: (223)، و «شرح ديوان الحماسة» -للخطيب التِّبريزيِّ-: (3/ 27)، و «خزانة الأدب» -لعبد القادر البغداديِّ-: (8/ 369).

(11) انظُر بعضَ هذه الشَّواهد في: «كتاب القوافي» -للتنوخيِّ-: (79) وما بعدَها.

(12) راجعِ القصيدةَ في: «كتاب الاختيارين» -للأخفشِ الأصغرِ-: (287 - 293).

(13) قالَ ابنُ رشيق في «العمدة 1/ 176»: (والتَّصريعُ يقع فيه من الإقواء والإكفاء والإيطاء والسناد والتضمين ما يقع في القافية) انتهى.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[21 - 01 - 2011, 08:04 م]ـ

هذا الحديث فيه إقعاد من جهتين، من جهة العروض التي بينتموها، ومن جهة اضطراره الناظر فيه إلى إطالة القعود لتأمل فوائده الكثيرة، فجزاكم الله خيرا.

ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 01 - 2011, 11:30 م]ـ

موضوع في الـ (إقعاد)؛ لكن: لا للإقعاد-هنا-! لأمثالي!

شكرًا -يا عائشة- على طرحك.

ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 01 - 2011, 07:20 ص]ـ

،،، الأستاذ النَّاقد الشَّاعر/ الكهلانيّ

لقد سرَّني أن يحظَى الموضوعُ باستحسانِكَ.

جزاكَ اللهُ خيرَ الجزاءِ، وبارك في جُهودِكَ المبذولةِ في خِدْمةِ العِلْمِ.

،،، الأستاذ الفاضل/ أبا إبراهيم

أشكرُ لكَ حُضورَكَ، وتفضُّلَكَ بقراءةِ الموضوعِ.

جزاكَ اللهُ خيرًا، وأحسنَ إليكَ.

،،، أختي الكريمة/ أمَّ محمَّد

أرجو لكِ التَّوفيقَ.

بارك اللهُ فيكِ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015