وعليه فقطعتُكَ ـ يا أخي ـ جميلة، وليس في أبياتِك ما خرجَ عن الوزنِ، لكنِ الذي آخذُه عليك هُو: ِلمَ نصبْتَ كلمةَ: (بأسًا) في قولِكَ: فَفِي ذلكم بأسا أراه خطيرا؟ ألا يصحُّ ـ يا أخِي ـ أنْ تقولَ: فَفِي ذلكم بأسٌ أراه خطيرا، ثم ماذا نقولُ عند إسنادِ الأمرِ من الفعلِ: تَرَوَّى إلى واوِ الجماعةِ؟
أنقولُ: تَرَوُّوا أمْ تَرَوَّوْا؟
هذا، والله الموفق، والسلام
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - 07 - 2011, 09:01 ص]ـ
إخواني في الله،
السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبَعْدُ:
فقدْ ذكرَتْ أختُنا عائشةُ أحْوالَ بحرِ الطَّويلِ بما لا يَدَعُ مجالًا للتفصيلِ، لكِنْ أُريدُ أن أضيفَ هنا بعضَ فوائد عروضية قد تفيدُ إخواني:
1 ـ ذكرَتْ ـ حفظَها اللهُ ـ أنَّ عروضَ الطويلِ مقبوضَةٌ، والقبضُ زحافٌ لكنَّهُ يجري في عروضِ الطويلِ مجرَى العلَّةِ في اللُّزُومِ، غيرَ أنها تخْرجُ في حَالِ التَّصريعِ عن القبضِ لمشَابهةِ الضربِ صحَّةً وحذفًا ولهذا قيلَ:
فقد أتتْ عروضُهُ مقبوضهْ ... ولازمٌ ذا القبضُ فِي العروضهْ
وتخرجُ العروضُ إنْ تُصرِّعِ ... عنْ حالِها وتشبه الضربَ فعِ
وذلكم في أوَّلِ القصيد ... وجاز في انتقالٍ او تجديد
والبيتُ الذي يحدث فيه هذا يسمى بيتا مصرَّعًا؛ فالتصريعُ إذن خروجُ العروضِ عن حالتِها لمشابهةِ الضربِ في الوزْنِ والرويِّ،
والسؤالُ الآن: ماذا لو اتفقتِ العروضُ والضربُ وزنًا ورويًّا دونَ تغييرٍ في العروض؟
نقولُ إن هذا تقفية، وقيل لو اتفقا مع التغييرِ فتقفية أيضًا؛ وعلى هذا فَكُلُّ مُصرَّعٍ مقفًّى وليس كلُّ مقفًّى مصرَّعًا.
2 ـ إذا جاءَ الضربُ محْذُوفًا فالمختارُ فيما قبلَهُ أنْ يكونَ مقبوضًا، ويجبُ في الضربِ الردفُ؛ ولهذا قيلَ:
واخْتِير عندَ الحذفِ فيما قبلَهُ ... قبضٌ ويحكُمونَ بالردفِ لَهُ
3 ـ يجوزُ كفُّ مفاعيلنْ، لكنَّ ذلك قبيحٌ
وكفُّه وإنْ يكنْ أُبِيحَا ... فقدْ أَتى عِنْدَهمُ قَبِيحَا
4 ـ المعاقبة ثابتةٌ في الطويلِ، فلا يجتمعُ قبضٌ وكفٌّ في مفاعيلنْ؛ ولهذا قيلَ:
واعلمْ بأنَّ القبضَ والكفَّ معَا ... على مفاعيلنْ أبَوْا أَنْ يُجْمَعَا
هذه بعضُ فوائدَ، ولعلَّ أحدًا من إخواننا يتولَّى بسطَها،
واللهُ الموفقُ، والسَّلام.
ـ[نور الدين]ــــــــ[17 - 07 - 2011, 11:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ومعلمي (محمود مرسي) على التصحيح والفوائد
بالنسبة للشطر (ففي ذلكم بأسا أراه خطيرا) ربما أصلها (فإن في ذلكم بأس أراه خطيرا) أي أن (بأسٌ) خبر إنّ مرفوع. فهل أصبت؟
وبالنسبة لكلمة (ترووا) , فقد ظننت أن الجمع من صيغة الأمر غير الجمع من صيغة الماضي
وكنت أظن أن جمع فعل الماضي (تروّى) هو (تروَّوْا)
بينما جمع فعل الأمر (تروَّ) هو (تروُّوا) وكنت أقصد الأمر في أبياتي
ولكن يبدو أنني أخطأت في ذلك
بالنسبة للفوائد:
========
أرجو أن أحظى ببعض الأمثلة على ما ذُكِر من فوائد لكي يثبت الأمر في ذهني
بارك الله فيك ونفعك ونفع بك
.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[17 - 07 - 2011, 01:16 م]ـ
بارك الله في شاعرنا، وفي أستاذنا وأستاذتنا، وجزاكم الله خيرا ..
بالنسبة للشطر (ففي ذلكم بأسا أراه خطيرا) ربما أصلها (فإن في ذلكم بأس أراه خطيرا) أي أن (بأسٌ) خبر إنّ مرفوع. فهل أصبت؟
لا يستقيم لك ذلك أخي الكريم، لأنه لا يصح حذف (إن) إنما يجوز لك أن تحذف خبرها إذ دل عليه من الكلام دليل.
وعلى فرض جواز حذف (إن): فإن كلمة (بأس) لا يصح أن تكون خبرا، بل الخبر هنا مقدم وهو شبه الجملة (في ذلكم)،
فعلى تقدير حذف (إن) لابد من نصب كلمة (بأس) على أنها اسم (إن) ..
والصواب والله تعالى أعلم أن كلمة (بأس) مرفوعة على أنها مبتدأ مؤخر، و (في ذلكم) خبر مقدم ..
،،، فائدة:
كلمة (بأس) نكرة، والأصل عدم جواز الابتداء بالنكرة، لكن يستثنى من ذلك حالات، منها:
أن يكون المبتدأ مؤخرا، ويكون الخبر مقدما، وهو شبه جملة، كما في البيت (في ذلكم بأس)، قال ابن مالك رحمه الله تعالى:
ولا يجوز الابتدا بالنكره .... ما لم تفد كعند زيد نمره
........................
ـ[نور الدين]ــــــــ[17 - 07 - 2011, 01:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ومعلمي (أبو إبراهيم) على التصحيح والتوضيح والفائدة
¥