ـ[حمادة]ــــــــ[22 - 07 - 2011, 02:36 م]ـ
أيهما أصح (لجئوا) أم (لجأوا)؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[22 - 07 - 2011, 08:34 م]ـ
أخي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فقدْ كنا نكْتبُها: لجأوا، ولما ذهبنا للتدريسِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ كتبنَاها: لجؤوا، والآن أكتبُها: لجئُوا؛ والسببُ ـ يا أخِي ـ أنَّ الأصلَ في هذه الهمزةِ أنها متطرفةٌ: لجأ، ثم أُسندَ الفعلُ إلى واوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرُ رفعٍ متصلٌ فأصبحتِ الهمزةُ متوسطةً حكمًا، والهمزةُ المتوسطةُ تُرسمُ على ما يوافقُ أقوى الحركتين: حركةِ الهمزةِ نفسِها وحركةِ ما قبلَها، ولما كانت الهمزةُ هنا مضمومةً؛ لأنَّ الفعلَ مبنيٌّ على الضمِّ، وكان ما قبلَها مفتوحًا؛ وكانت الضمةُ أقوى من الفتحةِ، ويناسبُها الواوُ؛ فإنَّ الهمزةَ ترسمُ وَاوًا هَكذا: لجؤوا، هذا هو الأصلُ، وهو ما كنا نمشي عليه في السُّعوديةِ، وبالنظرِ إلى الكلمةِ بهذا الرَّسمِ نجدُ أنَّه اجتمعَ بها واوانِ، والخطُّ العربيُّ عندَنا في مصرَ ينْفرُ منْ توالى الأمْثالِ، وللتَّخلُّصِ منَ المثلينِ ننظرُ هلْ ما قبلَ الهمزةِ مما يتَّصلُ خطًّا بما بعدَها أم لا، فلمَّا أمكنَ اتصالُه رسمنا الهمزةَ على نبرةٍ هكذا: لجئُوا، أمَّا إذَا لمْ يمكن الاتصالُ فإننا نفْرِدُ الهمزةَ على السَّطرِ كمَا في: رءوس
وقدْ أشرْتُ إلى ذلك في الدُّرةِ الأرجوزةِ، فقلتُ:
وَإِنْ رَسمْتَ الهَمْزَةَ المذْكُورَهْ ... (40) ... وَاوًا وَقَدْ مُدَّتْ بِنَفْسِ الصُّورَهْ
فالحُكْمُ خُذْ مَا قِيلَ فِيمَا قَدْ سَلَفْ ... (41) ... وَبِالمِثَالِ كُلُّ هَذَا يَنْكَشِفْ
فارْسمْ عَلَى النَّبرَةِ في الْكُئُوسِ ... (42) ... وَأَفْرِدِ الهَمْزَةَ في الرُّءُوسِ
إِذ ْمَدُّهَا لم يَنْفَصِلْ في الأُوَلى ... (43) ... وَفي الرُّءُوسِ قَدْ أَتَى مَفْصُولا
هذا، والله أعلم، والسلام
ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 07 - 2011, 08:56 م]ـ
جزَى اللهُ الأستاذَ / (محمود مرسي) خيرًا، ونفعَ به.
ولديَّ تعليقٌ يسيرٌ -إذا أذنتُم-: وهو أنَّه يجوزُ في عَيْنِ هذا الفِعْلِ: الفَتْحُ، والكَسْرُ؛ جاءَ في "اللِّسانِ": (لَجَأَ إلى الشيء والمَكان يَلْجَأُ لَجْأً ولُجُوءًا ومَلْجَأً، ولَجِئ لَجَأً). فإذا كانَتِ الجيمُ في (لجِئوا) مكسورةً؛ فإنَّ الهمزةَ تُرسمُ على الياءِ قولاً واحِدًا؛ لأنَّ الكسرةَ أقوَى الحَرَكاتِ، وإذا كانَتِ الجيمُ مفتوحةً؛ ففيها التَّفصيلُ الَّذي تفضَّلَ به الأُستاذ (محمود مرسي) -جزاه الله خيرًا-.
واللهُ تعالَى أعلمُ.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[22 - 07 - 2011, 10:59 م]ـ
أختي الفاضلة عائشة،
السَّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه، وبعدُ:
فنعمْ أيَّتُها الفاضِلةُ، إذا كانتِ الجيمُ في ذلكَ الفعلِ مكسورةً على اللغةِ التي ذكرَها صَاحبُ اللِّسانِ فإنَّ الهمزةَ ـ كما تفضَّلْتِ ـ تُرسمُ ياءً قولًا واحدًا؛ لأنَّ الكسرةَ أقوى الحركاتِ ويناسبُها الياءُ، وقد أشرْتُ إلى ذلك بقولي:
ثمَّ ثَلاثُ الحَرَكَاتِ تَطْلُبُ ... (29) ... حَرْفًا لجِنْسِ الحرَكَاتِ يُنسَبُ
فَرَسمُكَ الهَمْزَةَ يَا أوْ نَبْرَهْ ... (30) ... مُوَافِقٌ حَقًّا لجِنْسِ الْكَسْرَهْ
وقُلْتُ قَبلَها في تأصيلِ القاعدةِ:
وَهمْزَةٌ تَوَسَّطَتْ أَصَالَهْ ... (18) ... أَوْ دَخَلَتْ في الحُكْمِ لا محَالَهْ
فانْظُرْ إِلَيْهَا وَاضْبِطَنَّ شَكْلَهَا ... (19) ... وَلْتَضْبِطِ الذِي يَكُونُ قَبْلَهَا
وَانْظُرْ إلى الشَّكْلَينِ بِاعْتِبَارِ ... (20) ... أَقْوَاهمَا في الجِنْسِ وَالمقْدَارِ
ثمَّ اكْتُبِ الهَمْزَةَ وَفْقَ الأَوْلى ... (21) ... أوْ حَسَبَ الأَقْوَى لَدَيْكَ شَكْلا
وقلتُ في ترتِيبِ الحرَكَاتِ:
هَذَا وَأَقْوَى الحَرَكَاتِ مَا يَكُونْ ... (22) ... بالكَسْرِ فَالضَّمِّ فَفَتْحٍ فَسُكُونْ
وثمةَ تفصيلٌ ليسَ هذا موضعَهُ، والسَّلام
ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 03:32 ص]ـ
ما رأيكم أن أنسخ لكم بعض ما جاء في أحد كتبي عن الهمزة؟
الهمزة المتوسّطة المضمومة:
¥