ملتقي اهل اللغه (صفحة 3299)

قد يكون الحرف الذي قبل هذه الهمزة مكسوراً أو مضموماً أو مفتوحاً أو ساكناً، كما إنَّ هذا الساكن قد يكون حرفاً صحيحاً أو معتَّلاً؛ ومن اختلاف الحالات تنشأ الصور الآتية:

1 - تُرسم على نبرة إذا كانت حركتُها الضمّ وحركة ما قبلها الكسر، نحو:

يخطِئُهم، يكافِئُهم، يلجِئُهم .... (أكمل).

مبادِئُكم، بارِئُكم، مالِئُهم .... (أكمل).

ولو كان بعد هذه الهمزة واو، فإنَّها ترسم على نبرة أيضاً، مثل:

ظمِئُوا، اُبتدِئُوا، وُطِئُوا.

2 - تُكتب الهمزة على واو، إذا كانت حركة ما قبلها الضمّ، ولم يتلُ الهمزة واو المدّ، مثل:

نُؤُم (جمع نئوم) لُؤُم، سُؤُل.

تلألُؤُك، تفيُّؤُك، تبرُّؤُك.

أمّا إذا تلاها واو المدّ؛ فتُرسم الهمزةُ مفردةً إذا كان الحرف الذي قبلها لا يوصل بما بعده، مثل:

رُءُوس، دُءُوب، رُءُوا (مبني للمجهول).

وتُرسم على نبرة إذا كان الحرف الذي قبلها يوصل بما بعده، مثل:

شُئُون، فُئُوس، كُئُوس، خُئُولة.

ملحوظة:

أجاز بعض علماء الرسم كتابة المجموعتين الأخيرتين بواوين، هكذا:

(رُؤُوس، دُؤُوب، شُؤُون، فُؤُوس ...) إلخ. والمشهور حذف الواو التي تحت الهمزة لكثرة استعمالها مخفَّفة، كأن تقول: فوس، روس، وكذلك للقاعدة المشهورة: كلّ همزة مضمومة وَلِيَهَا حرفُ مدٍّ كصورتها تُحذف صورتُها.

3 - تكتب الهمزة على واو، إنْ كان ما قبلها مفتوحاً، وليس بعدها واو المدّ، مثل:

أَؤُؤَكّد، أَؤُؤَجّل، أَؤُؤَذّن أؤُؤَاخي ... (أكمل).

وموطن الشاهد فيها هو الهمزة المتوسِّطة المضمومة المرسومة على الواو الأولى:

وأصلها على الترتيب: أَأُأَكّد، أَأُأَجّل، أَأُأَذّن أَأُأَاخي ... (أكمل).

وفراراً من توالي الأمثال رُسمت الهمزة المتوسِّطة على واو.

ومن أمثلة هذه الهمزة أيضاً:

يملَؤُه، يكلَؤُه، يقرَؤُه .... (أكمل).

ملجَؤُه، مبدَؤُه، مرفَؤُه .... (أكمل).

ومن العلماء من من يُبقي الهمزة المتطرِّفة المرسومة على الألف المتَّصلة بما يجعلها شِْبه متوسِّطة على حالها من الرسم، هكذا: يملأه، يكلأه، يقرأه، ملجأه، مبدأه، مرفأه ...

فإذا تلا الهمزة واو المدّ، وكان الحرف الذي قبلها لا يوصل بما بعده؛ فتُكتب الهمزة مفردة، مثل:

رَءُوف، رَءُوم، دَءُوب ... (أكمل).

ومن العلماء من رسمها بواوين هكذا: رؤوف، رؤوم، دؤوب .. غير ملتفتين إلى كراهية توالي الأمثال، وهو الشائع؛ والوجه الذي أثبتناه أجود.

ومن أمثلتها أيضاً:

بدَءُوا، قرَءُوا، رزَءُوا ...

يبدَءُون، يقرءُون، يرزءُون ...

فإذا تلا الهمزة واو المدّ، وكان الحرف الذي قبلها يوصل بما بعده؛ فتُكتب الهمزة على نبرة، مثل:

يلجَئُون، يملَئُون، يشنَئُون.

(ومن العلماء من يُبقي الهمزة المتطرِّفة المرسومة على الألف المتَّصلة بما يجعلها شِْبه متوسِّطة على حالها من الرسم)، هكذا:

بدأُوا، قرَأُوا، رزَأُوا.

يبدَأُون، يقرَأُون، يرزَأُون.

يلجَأُون، يملأُون، يشنَأُون.

وهو مذهب بعض المتأخِّرين، وهو الشائع اليوم، لسهولته وبُعْدِهِ عن إعمال الفكر، ومنهم من رسمها على واوٍ بعدها واو، غير ملتفتٍ إلى توالي الأمثالِ فيها، والوجه الذي أثبتناه أجود؛ لأنَّه يراعي كراهيةَ توالي الأمثال.

ومن أمثلة هذه الهمزة أيضاً:

يَئُود، يَئُول، يَئُوس، يَئُوب.

أخطَئُوا، أنشَئُوا، أربَئُوا، التجَئُوا.

سَئُوم، صَئُول، قَئُول.

ومن العلماء من يرسمها بواوين هكذا: يؤود، أخطؤوا، سَؤُول ... (وهو الشائع اليوم، ولكنه لا يلتفت إلى كراهية توالي الأمثال). وما أثبتناه أجود. ومن العلماء من رسم أخطأوا، أنشأوا، أربأوا، التجأوا ... على ألف، وما أثبتناه أجود.

4 - تكتب الهمزة على واو، إنْ كان ما قبلها حرفاً ساكناً، وهو صحيح أو ألف، وليس بعد الهمزة واو، مثل:

أرْؤُس، أنْؤُر، يلْؤُم، يرْؤُف ... (أكمل).

التشاْؤُم، التفاْؤُل، التثاْؤُب، هاْؤُم .... (أكمل).

غذاْؤُك، لقاْؤُك، حياْؤُك، بناْؤُك .... (أكمل).

فإن كان بعد الهمزة واو؛ فتُكتب الهمزة مفردة، إذا كان ما قبلها لا يوصل بها، مثل:

فاْءُوا، قاْءُوا، جاْءُوا، أضاْءُوا .... (أكمل).

مذْءُوم، مرْءُوس.

(ومن العلماء من رسم هاتين المجموعتين بواوين، ومنهم من جعل الهمزة على الواو، غير ملتفتين إلى كراهية توالي الأمثال. وما أثبتناه أجود).

وتُكتب الهمزة على نبرة، إذا كان الحرف الذي قبلها يمكن أن يوصل بما بعده، مثل: مسئول، مشئوم، مفئود (مصاب بالقلب) مسئولية.

(ومن العلماء من رسم هذه الكلمات ونظائرها بواوين، وهو الشائع، غير ملتفتين إلى كراهية توالي الأمثال). وما أثبتناه أجود.

5 - تكتب الهمزة مفردة إذا كان ما قبلها:

واوَ مدّ، نحو: يسُوْءُه، ينُوْءُه، يبُوْءُه.

أو واواً ساكنةً، نحو: ضوْءُه، نوْءُه، هدوْءُه، موْءُودة ... (أكمل).

أو واواً مشدَّدة مضمومة، نحو: تبوُّءُك، تبوُّءُهم، تبوُّءُها ... (أكمل).

تضوُّءُك، تضوُّءُهم، تضُّوءُها، تضوُّءُهما ... (أكمل).

ومن العلماء من رسم هذه الألفاظ وما جاء على شاكلتها على واوٍ غير ملتفتٍ إلى توالي الأمثال؛ وما أثبتناه أجود.

6 - تكتب الهمزة على نبرة، إذا كان ما قبلها ياء المدّ، مثل:

مليْئُون، مضيْئُون، مسيْئُون ... (أكمل).

يضيْئُون، يقيْئُون، يجيْئُون ... (أكمل).

بريْئُون، بطيْئُون، جريْئُون ... (أكمل).

فنخلص ممَّا سبق أنَّ الأصل في لجئوا هو ما يلي:

لجأ+ واوا الجماعة •لجؤوا. على حسب قانون الضعف والقوة. (وهو وجهٌ مقبولٌ يكتب به كثيرٌ من الناس، ولكنه ضعيف لأنه لا يراعي توالي الأمثال، ومع ذلك فهو أكثر الوجوه شيوعاً).

ولكن في هذه اللفظة توالي أمثال؛ والعربية تكره توالي الأمثال، ولذلك نحذف الحرف الذي تحت الهمزة، ولما كان حرف الجيم من حروف الاتصال، فيتصل، ولذلك تكتب على نبرة •لجئوا (وهو أصح الوجوه لأنه يراعي كراهية توالي الأمثال).

ومن الناس من يعد هذه الهمزة متطرفة في لجأ ثم يلحقها واو الجماعة • لجأوا. وهو وجهٌ جائزٌ لكنه أقل الوجوه إعمالاً للعقل.

ولذلك أقول: ما ينبغي أن نخطئَ وجهاً من هذه الوجوه الكتابية من باب تيسير الكتابة، ولكن إذا أردنا أن نكتب بشكلٍ مثالي فلنكتبها على هذا الوجه القويِّ لجئوا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015