ملتقي اهل اللغه (صفحة 3253)

4ـ وكَذلِكَ لا تَجتمِعُ الجيمُ معَ الطَّاءِ في كَلمةٍ عربيَّةٍ، ولهذا كانَ «الطَّاجِنُ» و «الطَّيجَنُ» مُولَّدًا، لأنَّ ذَلِكَ لَمْ يَرِدْ في كَلامِهم الأصليِّ.

5ـ ولَا تَجتمِعُ الصَّادُ والطَّاءُ في كلمةٍ مِن لُغتِهِم، أمَّا «الصِّراطُ»، فصادُهُ مُبدَلةٌ مِن السِّينِ.

6ـ ونَدرَ اجتِمَاعُ الرَّاءِ معَ اللَّامِ مُتَوالِيَين إلَّا في أَلفاظٍ مَحصورَةٍ: كَـ «ورل» و «أُرُل» و «جرل» ونَحْوِها.

7ـ ولَا يُوجَدُ في كَلَامِ العَربِ دالٌ بعدَها ذَالٌ إلَّا قليلًا، ولذلك أبى البَصريُّونَ أَن يَقولُوا: «بَغْدَاذ»، فَأبدَلُوا الذَّالَ دالًا , وقالُوا: «بَغْدَاد».

8ـ ولَا تَأْتي السِّينُ معَ الذَّالِ في كَلامِهم، مِثلَ: «سَذاب» و «سَاذج».

9ـ ولا تَأْتي الطَّاءُ معَ التَّاءِ كذلك، مِثلَ: «طَسْت».

10ـ ولا تأتي في الكَلِمَةِ العربيَّةِ شِينٌ بعدَ لَامٍ، فإنَّ الشِّيناتِ كُلَّها في العربيَّةِ قبلَ اللَّامِ.

فكلُّ ما سَبقَ مِن الأَمثلَةِ هنا يُحكَمُ عليها بأنَّها أعجميَّةٌ؛ إذ جَمعَتْ حروفًا لا تَجتمِعُ في الكلمةِ العربيَّةِ.

* قالَ الشَّارِحُ عَفَا الله عَنهُ: وهذه أَبْيَاتٌ جَمعْتُ فيها مَا زِدْتُه مِمَّا لَمْ يَذْكره النَّاظِمُ في هَذا البَابِ، فقُلتُ:

مُوَلَّدٌ جِيمٌ إِزَاءَ طَاءِ ..................

.................. وَنَادِرٌ لَامٌ وَرَاءَ رَاءِ

وَلَمْ تَرِدْ شِينٌ بُعَيْدَ لَامِ ..................

.................. وَقَبْلَهَا أَتَتْ بِلَا مَلَامِ

وَصَادُهَا لَمْ تَجْتَمِعْ بِطَاءِ ..................

.................. وَطَاؤُهَا لَمْ تَقْتَرِنْ بِتَاءِ

وَالسِّينُ لَا تَأْتِي كَذَا مَعْ ذَالِ ..................

.................. وَاسْتُبْعِدَ الأَخِيرُ عِنْدَ دَالِ

* (أَوْ أَنْ يَكَونَ الِاسْمُ مِمَّا قَدْ خَرَجْ عَنْ وَزْن أسْمَاءٍ لنا) ـ نَحنُ العَرب ـ (وَمَا اندَرَجَ) تَحتَ وَزْنٍ مِن أَوزانِ الكلامِ العربيِّ، مِثلَ: «إبرَيْسَم» و «سِفْسير» و «آجُرّ».

* (أَوْ أَنَّهُ فَوْقَ الثَّلاثَةِ) أَحرُفٍ (ارْتقَى) فكانَ رُباعيًّا أو خُماسيًّا (وَلَمْ يَكُنْ) هَذا الرُّباعيُّ أو الخُماسيُّ (قَدْ ضَمَّ حَرْفًا أَذْلَقا).

(وَ) المراُد بِالحروفِ (الذُّلقِ): مَا كانَ مَخرجُه (فِي طَرَفِ اللِّسَانِ وَالشَّفةِ)، وهي الحروفُ السِّتَّةُ المجموعةُ (فِي) قولِنا: (مُرْ بِنَفْلٍ) فَالكلمةُ (عِندَنا) ـ نَحنُ العَرب ـ إن كانت (مُؤَلَّفةً) مِن أكثرَ مِن ثلاثةِ أحرُفٍ وَجبَ أن يكونَ في أُصولِها حرفٌ مِن الحروفِ الذُّلقِ، مِثلَ: «جَعْفَر» و «سَفَرْجَل» و «فَرَزْدَق».

ومتى وجدتَ كلمةً رُباعيَّةً أو خُماسيَّةً مُعرَّاةً مِن بَعضِ هذه الحروفِ السِّتَّةِ فَاقضِ بأنَّه لَيسَ عربيًّا مَحضًا، كَـ «العَسْجَدِ» و «القُسْطاسِ» و «الغَسَّاقِ» و «العَسْطُوسِ».

* فائدة:

للعلَّامةِ جَلالِ الدِّينِ السيوطيِّ رحمه الله تعالى في هَذهِ المسألةِ أبياتٌ مَشهورةٌ، وقد أطالَ رحمه الله تعالى الكلامَ في هذا المبحثِ في كتابِه «المزهِر في عُلومِ اللُّغةِ وأنواعِها»، فراجِعْه، فإنَّ فيه كَلامًا قيِّمًا، وجَمعَا مُفيدًا.

ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 12 - 2011, 07:48 م]ـ

اللَّهُمَّ بارِكْ في أُستاذِنا أبي إبراهيمَ، وزِدْهُ هِمَّةً، واحفظْهُ من العَيْنِ.

مِنَ الأسماءِ الأعجميَّةِ الَّتي تُكْتبُ ألفُها المتطرِّفةُ علَى صورةِ الياءِ: (كُمَّثْرَى)؛ أفدتُّهُ من «أصول الإملاءِ 73» للدكتور عبد اللَّطيفِ الخطيب.

وذَكَرَ -هنالِكَ- أنَّ (مَتَّى) مُختلَفٌ فيه؛ (فمنهم من يكتبُه بالألفِ (مَتَّا)، ومنهم من يكتبُه بالياءِ، وهو عملُ النُّسَّاخِ من المتقدِّمينَ) انتهى.

وهذه إشارَةٌ سريعةٌ إلى بعضِ الأخطاءِ الطباعيَّةِ:

[وَإليكَ تَفصيلُ ذَلكَ، (خَمْسَةَ) أَسْماءٍ أَعجَمِيَّةً، فإنَّها تُكتَبٌ بِالياءِ، فَـ (كَـ) مَجِيئِ، (أَو) الجيمُ (مَعَ) الـ (ـكَافِ)، مِثلَ: «الكُجِّة»، وكَذلِكَ لا تَجتمِعُ الجيمُ معَ الطَّاءِ لَا تَجتمِعانِ في كَلمةٍ عربيَّةٍ، فصادَهُ مُبدَلةٌ].

والله تعالى أعلمُ.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[13 - 12 - 2011, 11:39 م]ـ

لقَد قَرِرتُ بهذا الحَديثِ عَينًا، فقَرَرتُ في مَكاني أَتأَمَّلُه وأَعجبُ منه، ولولا ما يَعتَقيني من القَواطِع، ويَعتَريني من المَوانِع لبدأتُ الآن بِحفظِ الحديثِ كلِّه المنظومةِ وِشرحِها وتعليقاتِ الإخوة وحواشيهم، فَإِنِّي أَراها قَد دَنا جَناها، وارتَفَعَ سَناها، ولكن أَقولُ كما قال أَبو العَلاء:

فَيا دارَها بِالحَزنِ إِنَّ مَزارَها ** قَريبٌ ولكنْ دونَ ذلك أَهوالُ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015