ملتقي اهل اللغه (صفحة 3138)

متوالية متصاعدة من باطل يستند إلى باطل ولا يُدرى أن تنتهي مغالطاتها، ألا يتجاهل شاعرنا بحديثه عن الوحيد للغياب شبه الكلي للقصيدة التقليدية ذات الآفاق الشعرية في العصر الحديث قامات العمالقة من الشعراء العرب في العصر الحديث كشوقي ومطران وحافظ إبراهيم والجواهري والبردوني ونزار قباني وسواهم، ثم على فرض أن هذا تقييمه الشخصي فكيف يعزو ذلك ويربطه بالخليل؟ هل النظارة التي يرتديها أديبنا الوافي لتحجب عنه مكن في الساحة تحوي عارضا (projector) خاصا يظهر العناكب بمظهر العمالقة (Spidermen) ؟ سنرى

وقبل أن يشنقني (الخليليون) على بوابة (فاعلاتن وأخواتها) ..

وهنا يعبر الكاتب عما يتعمد أن يورثه للخليليين من الخليل من صفات سلبية كشنق مخالفيها الحضاريين المتسامحين على بوابة القسوة والتخلف التي يدعوها بوابة (فاعلاتن وأخواتها) ..

سأقول بكل تلك العفوية التي جبلت عليها في علاقتي مع القصيدة .. والله إنه لتتملكني الدهشة، والذهول .. وتنتابني حالة من التأمل البارد حين اقرأ قول امرئ القيس:

وليل كموج البحر أرخى سدوله

علي بأنواع الهموم ليبتلي

ثم أعود واقرأ قوله:

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطه السيل من عل

ومثار هذه الدهشة وهذا البرود الفني هو كون البيتين جاء على إيقاع شعري واحد بحسب البحر الخليلي

إن هذه الدهشة وهذا البرود الفني أمران يخصان الشاعر ومزاجيته وتحامله ولكن البيتين على نفس الوزن وهل كان يفترض في الخليل أن ينسبهما إلى بحرين مختلفين كي يبعد الدهشة والبرود عن الشاعر؟

كأنما الشاعر هو من اكتشف الجمال في معلقة امرئ القيس، وكأنه هو الذي قال " أشعر من قفا نبك " أو كأن هذه الأمة لم تعرف قدر معلقته حتى تفضل أستاذنا فعلقها على أستار الكعبة ولم يصل للخليل في غفلته شيء من ذلك. مغالطات في مغالطات كلها تستند إلى أن الخليل في عروضه مكلف بتقديم كل علوم العربية. أو كأنه اصدر فتوى منع فيها أيا كان من تناول المعلقة إلا في حدود وزنها.

(اللي يبلبط فيه الشاعر) (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن)

ولنا هنا أن نجيل النظر في جمالية وتهذيب الكاتب. ولو أن أحدا من اللاحداثيين وصف أحدا من الحداثيين بأنه يتمرغ في استقائة الغرب الحداثية الفوضوية لاتهم بالتخلف والرجعية. فأين البلبطة من التمرغ؟

فهل اكتفى الإيقاع (الخليلي) هنا برسم المنهجية الشعرية في إطار تنظيمي؟!

عروض الخليل مهمته مقتصرة على الوزن ولم يمنع الخليل أحدا من استكشاف الجوانب الأخرى.

وأين دور الإيقاع في عملية التأثير التعبيري المتمثل بالشعر؟!

وهل منع الخليل أحدا من استكشاف ذلك. أو هل ادعى أن ذلك من عمله أو احتكاره وقصر فيه؟

أعلم إن إثارة قضية التوجه التربوي الخالص في نظرية العروض الخليلية ستثير احتجاج أصدقاء كثر .. لكنني هنا بينما - أصفّف أيامي تحت غيمة من قصيدة - أكاد أجزم بها فمن غير المعقول أن يكتفي الإيقاع بدور المنظم أو الجلباب دون أن يكون له دور في التأثير الفني ..

يذكرني هذا بموضوع (ثغرة العروض) للدكتور محمد توفيق أبو علي التي يقوم مضمونها المقصود به ثلب الخليل شاهدا على نبوغه وتفوقه. كما هو مفصل على كل من:

https://www.youtube.com/watch?v=qvصلى الله عليه وسلمHNzصلى الله عليه وسلمNWصلى الله عليه وسلم4

**

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/thaghrah

والمشترك بينهما هو تخطيء الخليل مع سلامة قصد الأول وخطئه في طريقة الربط بين المعلومات. وتعمد الثاني تقبيح الخليل واتهامه بالقصور عن سابق تصور وتعمد للخلط والمغالطة في التعريف والربط والاستنتاج.

بل إنه ربما حق لنا أن نجتهد في رص التفعيلات بصورة مختلفة بين البيتين .. وبصورة أخرى قد لا يختل معها الإيقاع الشعري، أو على الأقل نزاوج بين هذه التفاعيل علها تتكاثر فعلولات وفعاليل أخَر .. !

ليتك تفعل فتأتي بما لم يستطعه الأوائل

لكنني وبصدق وحيادية في الوقت ذاته ربما أتساءل .. كيف يمكن أن نستسلم لهذه السلبية الموسيقية والتهميش المفرط لأهمية الايقاع في عملية التأثير الشعري حين تصدر من شخصية لا نشك في تفردها وعبقريتها كشخصية الخليل بن أحمد الفراهيدي .. ؟!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015