ـ[خشان خشان]ــــــــ[05 - 07 - 2013, 04:42 ص]ـ
في المقال التالي لأخي وأستاذي إبراهيم الوافي من الظلم الكثير، وهو ظلم ناتج عن قرار مسبق يجري التمهيد له بمجموعة مغالطات ظالمة في صحيفة الدعوى التي تجعل هذا الخطاب معقولا لو كان خطاب مدع عام في محكمة فيها قاض يحكم ومحام يدافع عن الخليل. ولكن الكاتب الكريم أقام من نفسه مدعيا ضد الخليل ومارس دور المحامي المتواطئ مع الإدعاء ثم القاضي بناء على المرافعات غير المتكافئة بين المدعي الظالم والمحامي المتواطئ.
العروض نظرية تربوية .. !
إبراهيم الوافي
سأحاول أن أفهم مكان (التربوية) في موضوع العروض
حين ينشدون لاينتظرون المطر .. لكنهم ينتظرون عصا الخليل بن أحمد تهشُّ قطيع المستمعين إلى ساحة النفاق .. !
هل هذه عبارات قاض يفتتح المحاكمة بكل موضوعية وحيادية؟ أم تمهيد نفسي للحكم المسبق؟ أم إعلان للحكم سلفا؟ حين ينشدون لاينتظرون المطر إنشاد موح بالجمال ومطر يبث السكينة في النفس يبدأ التنفير بأنه غير منتظر يبدد انتظاره عصا الخليل وقطيع المستمعين وساحة النفاق .. ! ما شاء الله تبارك الله عن هكذا مقدمة
مما لاشك فيه ان الخليل بن احمد الفراهيدي .. شخصية عبقرية فريدة في تاريخ القصيدة العربية .. من خلال نظرية العروض الشهيرة التي جاء بها في اواخر القرن الهجري الثاني .. فقد رسم ببراعة فائقة (النوتة) الموسيقية للقصيدة العربية على اختلاف ايقاعاتها المعروفة .. والموروثة آنذاك .. وهو قفزة عبقرية فذة في مجال التعامل مع الصوت قياساً بتلك الحقبة الزمنية
هنا يحاول المدعي تقمص دور المحامي المتواطئ في فقرة ظاهرها تمجيد الخليل لإضفاء بعض الموضوعية أما المستمع أو القارئ المندهش من هجوم حسم المحاكمة قبل أن تبدأ، ولكن يبدو منه ذكاء - أم هو مكر؟ - التقليل من شأن الخليل في حشر ما دعاه (قفزة عبقرية فذة) في إطاري (الصوت) و (تلك الحقبة الزمنية) وكأنه يقول للقارئ إن ما للخليل من فضل لا يتناول منهجه في النحو واللغة عموما أو سواهما بل هو محصور بإطاري المجال المحدود للصوت وتلك الحقبة الزمنية دون سواهما من علوم أو فترات لاحقة. وقد يقول قائل إن ذكر هذين الموضوعين قابل لأن يكون على شيء من الموضوعية بدون ملازمة سوء الظن بهما. والجواب أن هذا كان سيكون ممكنا لولا وقوع الفقرة بين سابقة ظالمة ولاحقة مغالِطة في الفقرة التالية.
.. لكن السؤال الجدير بالطرح هنا .. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية .. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود .. ؟
إن كل النظريات في كل العلوم المادية والأدبية تأتي تقعيدا لما هو موجود (وليس تطبيقا عليه). ولكن لأن أستاذنا يصدر عن حكم مسبق على الخليل فقد كان من الضروري إيجاد تعريف خاص بعلم العروض مخالف لكل تعاريف العلوم بشكل لا يملك القارئ حسن النية إلا أن يدين الخليل الذي جاء بنظرية التطبيق على ما هو موجود. وليتصور القارئ مدى سوء النية في هذا القلب المتعمد لو رحنا نطبق ذلك على النحو بطرح ذات السؤال " ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية .. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود .. ؟ " بل ما الداعي حينئذ من أي نظرية تتناول المغناطيسية أو الحرارة أو الصوت طالما أنها جميعا تأتي تطبيقاً على – وليس تقعيدا لـ - ما هو موجود .. ؟
هل الهدف من وجود هذه النظرية .. هو تعلم الشعر؟ وهل الشعر لا يكون الا بدراسة هذه النظرية واتقانها؟!
سبحان الله العظيم، من قال إن العروض أو النحو يعلمان الشعر؟ قضية خاسرة أخرى يلبسها الكاتب للخليل أو لمن يخالفه النظرة إلى عبقرية الخليل ونتائجها الخالدة ليستدرج القارئ غير الواعي إلى القول بقوله والوصول به إلى ما يريد.
الحقيقة، المنطق يخالف ذلك بدليل انتشار الشعر وشيوعه بل وتغلغله في نفس العربي .. قبل نظرية العروض الخليلية الشهيرة هذه.
سبحان الله سبحان الله هذه الحقيقة لا غبار عليها فالشعر قبل الخليل وقبل العروض. المنطق يخالف ذلك قطعا يخالفه ولكن ما هو الـ (ذلك)؟ إنه قضية مقلوبة مغلوطة يلصقها الكاتب عنوة على محاوره المفترض ليعلن - على البارد المستريح – تفوق منطقه على هذه المغالطة المفروضة فرضا وعلى من يقول بها ولا يقول بها إلا محاور افتراضي في ذهن الكاتب يحاوره الكاتب ويقوّله ما يشاء ثم يعلن انتصاره عليه.
¥