ملتقي اهل اللغه (صفحة 3099)

رابعُ فروع المنهج التكميلية نوعُ المصدر وصحته وزمنه، وبِحَسْبِنا الآنَ صحتُه، وعَلامتُه التنبيهيةُ تَخَيَّرْ؛ إذ كيف للباحث أن يستمد مادة مسألته من مصدر غير صحيح ويستقيم بحثه ويحظى عند المتلقين!

ومن صحة المصدر وجودُه على الحقيقة؛ فلا يكون مِنِ اخْتلاق الباحث - فالاختلاقُ كَذِبٌ- أو تَوَهُّمِه -فالتَّوَهُّم عَبَثٌ- أو انخداعه -فالانخداعُ غَفْلة- وأيّةُ استقامة وحَظْوة تُرْجَيَان بالغَفْلة أو العَبَث أو الكَذِب!

ومن صحة المصدر كذلك وُضوحُ مادَّته على الحقيقة؛ فلا يكون من قَسْر الباحث -فالقَسْر ظُلم- أو تَزْييفه -فالتَّزْييف خِداع- أو تصرفه -فالتصرُّف تَكلُّف- وأيّةُ استقامة وحَظْوة تُرْجَيَان بالتكلُّف أو الخِداع أو الظُّلم!

?

"تَخَيَّرْ=زَمَنُ الْمَصْدَرِ=4"

رابعُ فروع المنهج التكميلية نوع المصدر وصحته وزمنه، وبِحَسْبِنا الآنَ زمنُه، وعَلامتُه التنبيهيةُ تَخَيَّرْ؛ إذْ ينبغي لمصدر المسألة أن يكون من زمنها -وإلا كان في نُبُوعُها منه نَظَرٌ- فأما كونُه من زمنِ ما قَبْلَها فَدَليلُ عَدَمِ صحته قَطْعًا، وأما كونُه من زمنِ ما بعدَها فَدَليلُ ضعفه.

أَلَا ما أَشْبَهَ استمدادَ مادة المسألة من مصدر لاحقٍ بَعِيد زمان صدوره عن زمان حدوثها بالاستشهاد بالحديث المنقطع السَّنَد بهُوَّة خاوية ليس فيها من الرواة الذين سمعوه من يستقرُّ به الاطمئنانُ!

كيف للباحث أن يَزْهَدَ في مُعاينة مسألته رَأْيَ العين، وليس الخبر كالمعاينة! أم كيف يَرْكَنَ إلى وَساطة مُتَوَسِّط يَدَّعي على مسألته الدعاوى ويمُنّ عليه من مادَّتها بما لا يُسْمِنُ بحثه ولا يُغْنِيه!

?

"جَهِّزْ=تَبْطِيقُ الْمَادَّةِ الْمُنَاسِبُ=5"

خامسُ فروع المنهج التكميلية تَبْطيقُ المادة المناسب وتَوْثيقُها وعَنْونتُها، وبِحَسْبِنا الآنَ تَبْطيقُها المناسِبُ، وعَلامتُه التنبيهيةُ جَهِّزْ؛ إذْ لا غِنَى بالباحث عن تَجْرِيد المادة من مصادرها حتى ينقطع لِتأمُّل مسألته فيها هي وحدها ويقف على طبيعتها وخصائصها وجوامعها وفوارقها، وما أَشْبَهَها مُجرَّدةً بتلامذتنا في فَصْلِهم الدراسي، وما أَشْبَهَها مُتَلبِّسةً بتلامذتنا في بيوتهم العائلية، وهيهات أن تُؤلِّف قلوبَهم دُروسٌ خُصوصيةٌ!

ينبغي للباحث أن يَنقُل كلَّ فكرة واحدة إلى بِطاقة واحدة قُصاصة ورقية أو مِلَفّ رَقْمي، بحيث تَنْطوي الفكرةُ في البطاقة، ولا تَنْطوي البِطاقةُ في الفكرة، لِتَتَحَيَّز هي من بطاقتها في حَيِّز محدود يُتيح له أن يَرْتَع في فضاء البطاقة بما يَعِنُّ له من تعليقات.

كذلك ينبغي له أن يلتزم نوعًا واحدًا من البطاقات الورقية أو الرقمية، يتيح له أن يَمُرَّ فيها مُرورًا واحدًا فيستوعبها استيعابا واحدا؛ فإنه إن عَدَّدَ أنواعها التبستْ عليه، وأَفلتَتْ من ضَبْطه، وكَلَّفَتْه كلَّ مرة ما يُلهيه عن غايته.

?

"جَهِّزْ=تَوْثِيقُ الْمَادَّةِ=5"

خامسُ فروع المنهج التكميلية تَبْطيقُ المادة المناسب وتَوثيقُها وعَنونتُها، وبِحَسْبِنا الآنَ تَوثيقُها، وعَلامتُه التنبيهيةُ جَهِّزْ؛ إذ لو لم تُوثَّق لم تَتجرَّدْ من مصادرها للباحث، واضطُرَّ إلى إهمالها مِنِ اعتماده أَصْلًا أو إلى تَفْتيش كلِّ ما عَرَضَ له من مصادر حتى يعثر على مواضعها منها، وهما أَمْران أحلاهما مُرّ.

ولا قيمةَ لمادة غير مُوثَّقة؛ فسواءٌ هي والعدم. وليس أبلغ احتجاجًا لضرورة توثيقها، من أنه يُقدَّم بين يديها كثيرا حتى يَطمئِنّ إليه مَن سينظر فيها، وإلا لم يُؤْمَنْ أن يَتجاوزَها مُعْرِضًا عنها بما انخلعتْ مِنْ مصدرها الذي تَنتسبُ إليه ويُعتمد في تقديرها عليه.

ومِنْ بِطاقات الأفكار يَبدأ تَوثيقُ المادة بلونٍ غير لون كتابة أفكارها، حيث يُثبت الباحثُ عن يمينِ أعلى كل بطاقةٍ اسمَ صاحبِ فكرتِها المشهورَ، وبين قوسين بعده بقية اسمه، ثم اسم مصدرها، ثم طَبْعته، ونَشْرته، ويثبت عن يسارِ أسفلِها موضعَ الفكرة من مصدرها.

?

"جَهِّزْ=عَنْوَنَةُ الْمَادَّةِ=5"

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015