ـ[خشان خشان]ــــــــ[11 - 03 - 2014, 06:57 م]ـ
من معرض الرياض للكتاب حصلت اليوم على كتاب:" العروض والإيقاع – في النظريات الحديثة للشعر العربي " للدكتور ربيعة الكعبي واستحوذت الفقرة الأولى على اهتمامي وسررت بها أيما سرور، فهي للخليل بن احمد رحمه الله، وقد وجدت فيها ما افتقدته في سواها من نص صريح للخليل يعبر عن منهجه الفكري وما ينبثق عنه من شمولية، وتعبيره عن ذلك تعبيرا يطابق توجه تعبير الرقمي ولكنه يتفوق عليه.
رغم تجزيئية التفاعيل الرائعة في (العروض) وأثرها على طمس شمولية المنهج في (علم العروض)، فثمة ومضات فكرية لدى كثير من العروضيين اخترقت هذا الستار التجزيئي لتلم بهذا الجانب أو ذاك من شمولية منهاج الخليل على تفاوت بين العروضيين، وإنكار بعضهم لذلك في أنفسهم.
إلى هذا الجانب من ذهن العروضيين وتفكير أتوجه بهذا الموضوع وكلي أمل أن تيأملوه مليا، عسى أن يكون القنطرة التي يعبرون عليها من تفاعيل الخليل في (العروض) إلى فكر الخليل ومنهاجه في (علم العروض)
الفقرة على لسان الخليل بن أحمد منقولة من معجم الأدباء لياقوت الحموي 6/ 74
تقول الفقرة:
إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها. وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها علله، وإن لم
ينقل ذكر عنها. واعتللت أنا بما عندي انه علة لما عللته منه، فإن أكن أصبت العلة فهو الذي
التمستُ، وإن تكن هناك علة له، فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا محكمة البناء، عجيبة
النظم والأقسام، وقد صحت عنده حكمة بانيها، بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج
اللائحة، فكلما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذا،
ولسبب كذا كذا سنحت له بباله محتملة لذلك، فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة
التي ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة. إلا أن ذلك مما ذكره هذا
الرجل محتمل أن يكون علة لذلك، فإن سنح لغيري علة لما عللته ... هي أليق مما ذكرته
بالمعلول فليأت بها.
ترجمة ذلك بما يوازيه من عبارات الرقمي.
1 - ثمة سليقة أو ذائقة عربية أصيلة متسقة شاملة أشبه بالبرنامج الرياضي أودعها الله سبحانه للوجدان العربي فاستقامت أوزان شعرهم دون وعي منهم على ذلك. وهذه الذائقة الأصيلة يمثلها الشعر العربي قبل اختلاط العرب بسواهم.
2 - فكر الخليل أحاط بذلك الاتساق وتلك الشمولية وعبر عنهما بطريقين. طريقة شاملة تجريدية تمثلها دوائره (ساعة البحور لاحقا) تعبر عن (علم العروض - محكم البناء عجيب النظم والأقسام). وتجزيئية تجسيدية بالتفاعيل تعبر عن (العروض التطبيقي الذي يصف أجزاء ذلك العلم كلما وقف على شيء منها)
3 - يرى الخليل أن معيار النجاح هو التوفق بإدراك شمولية وإحكام البناء المحكم.
ولعمري إن الرقمي ليثبت التناغم في الشمولية والاتساق في كل من:
1 - السليقة (السجية والطبع) العربية الأصيلة
2 - تفكير الخليل وإدراكه لشمولية واتساق تلك السليقة
3 - منهاج الخليل في تعبيره عن تلك السليقة وإحاطته بكلياتها في علم العروض والتعبير عن تلك الكلية بتجزيئاتها التفعيلية في العروض.
وأنه لن يكون هناك بحر غير بحور الخليل إلا عندما يكتشف عنصر غير عناصر ماندلييف.
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev
أتمنى أن يهتم العروضيون بمحتوى هذه الفقرة من قول الخليل، ليفهموا معنى المنهج،
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almanhaj-1
وأن يتبين أصحاب البحور الجديدة بأن تفاعيل الخليل تموت خارج منهجه ولا تصلح لبناء بحور جديدة ولا حتى حتى برك.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[13 - 03 - 2014, 08:27 ص]ـ
سأواصل بإذن الله نقل فقرات من الكتاب حسب ما يتيسر، وأركز بشكل خاص على ما يتوافق مع نظرة الرقمي لمنهج الخليل.
جاء في (33 - 34)
" وبما أننا نعرف أنه هو [الخليل] الذي وضع مبدأ تدوين اللغة بل ووضع فعلا معجمه "العين" المشهور، أفليس من المنطقيأن نقول إن الشخص الذي اكتشف تصاريف اللغة وعناصر تركيبها وترتيبها ترتيبا حسابيا مضبوطا هو الشخص نفسه الأقدر على اكتشاف موازين شعرها، لأن هذا الشعر من مادة اللغة ولا شيء غير اللغة فيه. وتعوزنا حقيقة مؤلفات الخليل الأولى أو مؤلفه الرئيسي الذي صاغ فيه نظرياته العروضية، لتتبع تفكيره وبنائه للأوزان. ولكن معرفتنا بالطريقة الإحصائية التي أقام عليها تدوينه للمعجم هي نفسها التي بإمكاننا اعتمادها لتقرير خطواته الأولى في تدوين العروض."
ويضيف: " ففكرة التحليل والإحصاء التي استخدمها الخليل في اللغة لوضع المعجم هي التي استخدمها في وضع العروض "
وهذا يتطابق تماما مع ما جاء في الرقمي. أنقل من الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah
من شأن فهم تفصيلي لدوائر الخليل وهي الأكثر تمثيلا لتفكيره أن يستبعد من أذهان الكثيرين بعض المغالطات التي يتكرر ترديدها ومنها بعض النقد الذي يوجه لما يصفه بعضهم بقصور دوائر الخليل. كما أن من شأنه تصحيح بعض ما يقال عن البحور المهملة
منهج الخليل يقوم على استقصاء كل الاحتمالات كما ظهر ذلك في منهجه في معجم العين والعروض سواء بسواء. في معجم العين أحصى الخليل كل الجذور المحتملة في اللغة العربية المستعملة والمهملة فكانت:
طريقة الحساب – عدد أحرف العربية =28 (الألف لا تبدأ بها الكلمة وفي وسط الكلمة اصلها واو أو ياء)
الثنائية = 28×27 = 756
الثلاثية = 28×27×26 = 19,656
الرباعية = 28×27×26×25 = 400,491
الخماسية = 28×27×26×25×24 = 11,793,600
المجموع = 12,214,503