ملتقي اهل اللغه (صفحة 3048)

(وَلَن يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ -إِذ ظَّلَمْتُمْ- أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُون).

وأما الشعر فلا يكاد يكون شعرا إلا بالاعتراض، وسأذكر بعض شواهده، ولكن أحب أن أنبّه على مسألة مهمّة، أن الاعتراض أكثر ما يكون:

بين المبتدأ والخبر (أو ما في حكمهما)،

أو بين الفاعل والمفعول به (وما في حكمهما).

(وله مواضع أخر: بين الموصول والصلة، بين الموصوف والصفة، بين الشرط وجوابه ..).

وهذه بعض أمثلته:

- بين المبتدأ والخبر، أو بين اسم كان وخبرها، أو بين اسم إن وخبرها (وكذلك أخوات كان وأخوات إن)،

في قوله:

وإني -على ما كان من عنجهيتي ... ولوثة أعرابيتي- لأديب

اسم إن هو الضمير المتصل في إني، وخبر إن هو قوله: لأديبُ

ومثله:

وإني -وإن كنت الأخيرَ زمانُه- ... لآت بما لم تستطعه الأوائلُ

- بين الفاعل والمفعول به

في قوله:

ودِدتُ -وما تغني الودادةُ- أنني ... بما في ضمير الحاجبية عالمُ

الفاعل هو الضمير المتصل في وددت، والمفعول به هو جملة: أنني ...

وقوله:

تَقولُ-وقد مال الغبيطُ بنا معا-: ... عقرتَ بعيري يا امرأ القيس فانزلِ

الفاعل ضمير مستتر بعد تقول، تقديره تقول هي، والمفعول به -مقول القول- جملة: عقرتَ بعيري ...

- بين المفعول به المقدّم والفاعل المؤخّر

في قوله:

ألا هل أتاها -والحوادثُ جمّة- ... بأنّ امرأَ القيس بنَ حُجر تبيقرا

المفعول به المقدّم هو الضمير المتصل في "أتاها"، والفاعل المؤخر هو الجملة: بأن امرأ القيس ...

وقد عقد إمام العربية أبو الفتح ابن جني في الخصائص ج1 / ص336 فصلا نفيسا حول هذا الفن، غير أنه زعم أن الاعتراض في بيت امرئ القيس الأخير هو بين الفعل وفاعله، والصواب هو ما ذكرت لك، أن الاعتراض هاهنا هو بين المفعول به المقدّم والفاعل المؤخّر،

وكذلك في قوله:

وقد أدركتني -والحوادثُ جمّة- ... أسنةُ قومٍ لا ضعافٍ ولا عُزلِ

وقع الاعتراض بين المفعول به المقدّم وهو الضمير المتّصل في أدركتني، والفاعل المؤخّر: أسنّةُ.

وراجع بقية ما كتبه أبو الفتح فإنه مفيد جدّا.

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015