ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 09:23 م]ـ
البسملة1
النزاهة
قال سالم آل عبدالرحمن: نزِِِ ِه نزاهة ونزاهية، وارض نَزْهة ونَز ِهة: بعيدة عذبة، وينزه عن الشئ: يتباعد عنه، وفلان يتنزّه عن الأقذار، وينزّه نفسه عنها: يباعد نفسه عنها. ورجل نَزْه الخلق: عفيف (اللسان- نزه).
والنزاهة من مبتدعات ابن أبي الأصبع المصري، وإن عرفها القدماء، قال أبو عمرو بن العلاء: " خير الهجاء ما تنشده العذراء في خدرها فلا يقبح بمثلها ". وفضل المصري أنه عد ّ النزاهة "فناً من فنون القول "،فقال:" وهو يختص غالباً بفن الهجاء وإن وقع نادراً في غيره، فانه عبارة عن نزاهة ألفاظ الهجاء وغيره من الفحش " (تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن – تحقيق د. حنفي محمد شرف –القاهرة 1383هجرية-1963م).وذكر عبارة أبي عمرو بن العلاء.
ومن ذلك قول جرير:
فَغُضّ الطرْفَ إنك من نُمير ٍ ..... فلا كعباً بَلَغْتَ ولا كلابا
وقد وقع من النزاهة في القرآن الكريم قوله تعالى:
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) – سورة النور.
قال صفي الدين الحلي: " النزاهة تختص بالهجاء دون غيره، وهي عبارة عن الإتيان فيه بألفاظ غير سخيفة " 0 شرح الكافية البديعية – تحقيق د. نسيب نشاوي –دمشق 1403هجرية- 1983م).
وقال: " النزاهة ما نظمها أحد في بديعيته إلا صفي الدين الحلي، وهو نوع غريب تجول سوابق الذوق السليم في حلبة ميدانه، وتغرد سواجع الحشمة على بديع أفنانه، لأنه هجو في الأصل ولكنه عبارة عن الإتيان بألفاظ فيها معنى الهجو إذا سمعته العذراء في خدرها لم تنفر منه " (خزانة الأدب وغاية الأرب " لأبي بكر علي بن حجة الحموي).
وقال السيوطي:" هو خلوص ألفاظ الهجاء من الفحش " (معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي تحقيق علي محمد البجاوي: ج 1 - ص 418،وينظر: شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان للسيوطي - ص 130، وينظر أيضاً: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: ج 2 – ص 96).
وذهب إلى ذلك علي صدر الدين بن معصوم المدني في كتابه "أنوار الربيع في أنواع البديع " – تحقيق شاكر هادي شكر: ج2 – ص 159، وينظر أيضاً إلى كتاب عبد الغني النابلسي " نفحات الأزهار على نسمات الأسحار في مدح النبي المختار"- ص 57.