ملتقي اهل اللغه (صفحة 2988)

ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[29 - 11 - 2013, 10:52 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فهذان بيتان من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، في كل منهما مثال من الجناس، فيه إمتاع وإيناس.

الأول بخط النستعليق، والثاني بالنسخ، بخط بعض عباد الله.

رأيتك (http://www.gulfup.com/?Lرضي الله عنهtC65)

فدعني (http://www.gulfup.com/?Gرضي الله عنهPi1a)

نرجو لكم مشاهدة طيبة، وفائدة جيدة!

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[29 - 11 - 2013, 11:48 م]ـ

ما شاء الله لا قوة إلا بالله، بارك الله لك يا أبا محمد، ولله درُّك، لا شَلَّت يمينُك ولا تَرِبت، ليَهنِكَ الخطُّ الحَسَن.

وليتكَ رأيتَ خطِّي ما أسوأَ مَرآه وما أَقبحَ طلعتَه، حتى حارَ ذهني في شَناعته، وأظنُّني ما رأيتُ خطًّا أرذلَ منه، وقد انقدحَ في نفسي الآنَ أن أصنعَ مَقطعين كمَقطعَيك وأكتبَ البيتين فيهما بخطِّي ليستفيدَ مني روادُ الملتقى ويكونَ خطِّي بعد ذلك مدرسةً جديدةً تُضاف إلى مدارس الخَطّ!

ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 06:24 ص]ـ

إن سَلَّ أقلامَهُ يَوْمًا لِيُعْمِلَهَا * أَنسَاكَ كُلَّ كَمِيٍّ هَزَّ عَامِلَهُ

وإنْ أَقَرَّ عَلَى رَقٍّ أَنَامِلَهُ * أَقَرَّ بالرِّقِّ كُتَّابُ الأَنَامِ لَهُ

الأستاذ الخطَّاط المُبدِع/ فَضْل بن محمَّدٍ

وعليكم السَّلام، ورحمة اللهِ، وبركاتُه،

جزاكَ اللَّهُ خيرًا، وبارك لكَ في ما وَهَبَكَ، وزادكَ من فَضْلِهِ.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 01:58 م]ـ

هذان بيتان بديعان، فيهما من الجناس شيء كثير، ولا ترى فيهما مع ذلك تكلفا مكروها، وهذا مع دقة وصف ما في المقطع، وموافقة حال المكان الذي هو حديث عن الجناس، فجمعُ هذه الأمور لا يتأتى إلا لمجوِّد متقن، لكني لست على يقين بعد أهما من المقول أم من المنقول؟

ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 02:20 م]ـ

الأستاذ الشاعر/ صالح العمري

جزاك الله خيرا، وأحسن إليك.

البيتان لأبي الفتح البستي -وقد تقدم الثاني منهما في هذا الحديث-، نقلتهما من كتاب {روح الروح 1/ 61}، من الباب السادس منه في وصف جودة الخط.

ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 04:45 م]ـ

كل هذا جميل، ولكن الذي حيرني في الموضوع: اللقمة!

كيف تكفي الإنسان لقمة من العيش (أي: من الرز، أو: الخبز لدى بعض العرب) إلى يوم موته وتكفينه؟!

ولا سيما أن من خلق الله من يأكل أكل الفقمة، فهذا كيف تكفيه اللقمة؟!

(تراني أتيت بالجناس!).

أعزكم الله وأعز إمامنا ..

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 05:41 م]ـ

الأستاذ الشاعر/ صالح العمري

جزاك الله خيرا، وأحسن إليك.

البيتان لأبي الفتح البستي -وقد تقدم الثاني منهما في هذا الحديث-، نقلتهما من كتاب {روح الروح 1/ 61}، من الباب السادس منه في وصف جودة الخط.

جزاكم الله خيرا.

لما رأيتُ البيتين لم يُنسبا ظننتُهما لك، وظللت أنظر إليهما وأتعجب منهما وقتا طويلا، وأنتم أهل لمثلهما إن شاء الله.

كل هذا جميل، ولكن الذي حيرني في الموضوع: اللقمة!

كيف تكفي الإنسان لقمة من العيش (أي: من الرز، أو: الخبز لدى بعض العرب) إلى يوم موته وتكفينه؟!

ولا سيما أن من خلق الله من يأكل أكل الفقمة، فهذا كيف تكفيه اللقمة؟!

(تراني أتيت بالجناس!).

أعزكم الله وأعز إمامنا ..

بارك الله فيكم.

ليس المقصود أنه يكتفي بلقمة واحدة حياتَه كلَّها، يأكلها مرة واحدة من الدهر ثم لا يأكل غيرها، وإنما المقصود أنه يكفيه لقمة في كل يوم أو في كل وقت يحتاج فيه إلى الأكل، ويبقى على هذه الحال سَجِيسَ الليالي، ولهذا نظائر في كلام العرب، فإذا قال الرجل لصاحبه: (يكفيك من الدنيا كسرة خبز وشربة ماء)، لم يكن المقصود أن كسرة خبز واحدة وشربة ماء واحدة تكفيه من الدنيا حَيْرِيَّ الدهر ومُدَّةَ العمر، وإنما يعني جنس هذه الأشياء، أي تكفيك كِسَر الخبز وشرباتُ الماء إذا حصلت لك في كل وقت تحتاج فيه إليها.

ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[30 - 11 - 2013, 06:08 م]ـ

وهل تراني أفقه من البيتين إلا ما تذكر يا شيخ صالح؟! ولكن هذا من باب المزح ليس غير، أو ما رأيت تفسيري للـ (عيش)؟! مثل قوله:

إذا رمت الدخول على أناس ** فكن منهم بمنزلة الأقل

فإن رفعوك كان الفضل منهم ** وإن وضعوك قل هذا محلي

قال: أي: إذا حملوك (شالوك على ما قال) كان الـ (فضل) أي: محدثكم، منهم لقوته وجلده ... الخ.

وهذا الباب من الفقه العجيب والاستنباط الغريب لا يفتح إلا للعارفين الواصلين؛ فمن يدري إلا العارف صاحب الكشف (؟!) أن المراد في قوله تعالى: ((وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما))، صحابي اسمه (كوك) بقي قائما ولم يذهب مع من ذهب!!

بالله أين تجد مثل هذا الفقه والنظر الدقيق إلا عند السادة الـ ... ؟!

فهذا نوع آخر من التفسير الإشاري الخاص بهم، تأويل الباطن بالظاهر السمج! عكس تأويل الظاهر بالباطن الذي لا يبلغه عقل عاقل، إلا من القوم؛ فلم يعرف غيرهم أن قوله ((سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)): ((اذهب إلى فرعون إنه طغى))، أي: اذهب إلى قلبك!!، رأيت ذلك في تفسير الأعجمي ابن عربي، فهذا تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو خلافه؟ نسأل الله السلامة والعافية.

ومع ذلك فكثير من أهل زماننا يأكلون ـ حقا ـ أكل الـ (....)؛ فلا تكفي الواحد منهم ليومه، بل ولا لساعته اللقمة ولا اللقمتان، وإن بلغت من الحجم ما يعجز عن إدخاله في فيه!

ولكن ... هل يصح هذا المعنى المتوهم من البيت إذا حولناه إلى:

فدعني من الهجر الأليم فنظرة ** من الحِب تكفيني إلى يوم تكفيني!

أم أنه بحاجة إلى نظرة كل يوم؟!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015