ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 07:29 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ لله، وبعد:
فهذه أبياتٌ مشتمِلة علَى ضُروبٍ من الجناس، جمعتُها مِن كُتُبٍ أدبيَّة وبلاغيَّة وغيرِها، وسمَّيتُه: (الإمتاع والإيناس بِمُثُلٍ من الجِناس).
ــــــ* * * * * * * * * *ــــــ
قال أبو الفضل الميكاليُّ:
لَقَدْ راعَني بَدْرُ الدُّجَى بصُدُودهِ * ووَكَّلَ أجْفاني بِرَعْيِ كواكِبِهْ
فيا جَزَعي، مَهْلاً عَساهُ يَعودُ لي * ويا كَبِدي، صَبْرًا علَى ما كَواكَ بِهْ
وقال:
مواعيدُهُ في الفَضْل أحلامُ نائمٍ * أُشَبِّهُهَا بالقَفْرِ أو بِسَرَابِهِ
فمَنْ لي بوَجْهٍ لو تَحَيَّرَ في الدُّجَى * أخُو سَفَرٍ في لَيْلِ غَيْمٍ سَرَى بِهِ
وقال:
صِلْ مُحبًّا أعياهُ وَصْفُ هواهُ * فضَناهُ يَنُوبُ عن تُرْجُمَانِهْ
كُلَّما راقهُ سِواكَ تَصَدَّتْ * مُقْلَتاهُ بدَمْعهِ تَرْجُمانِهْ
وقال:
يا مُبْتَلًى بضناهُ يَرْجُو رحمةً * مِن مالكٍ يَشفيهِ مِنْ أوْصابِهِ
أوصاك سِحْرُ جُفونِهِ بتسهُّدٍ * وتبلُّدٍ، فقبِلْتَ ما أَوْصَى به
اصْبِر علَى مَضَضِ الهوى فلرُبَّما * تَحلُو مرارةُ صَبرهِ أَوْ صابِهِ
وقال:
كتبْتُ إليه أستهدي وِصالاً * فعلَّلني بوَعْدٍ في الجوابِ
ألا لَيْتَ الجوابَ يكون خيرًا * فيطفئَ ما أحاطَ مِنَ الجوَى بي
وقال:
إنْ كنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربه * فاصْبِرْ علَى حُكمِ الرَّقيبِ ودارِهِ
إنَّ الرَّقيبَ إذا صبرتَ لحكمِهِ * بَوَّاكَ في مَثْوَى الحبيبِ ودَارِهِ
وقال:
صَدَفَ الحبيبُ بوَصْلهِ * فجفَا رُقَادِي إذْ صَدَفْ
ونثرتُ لؤلؤَ أدمُعٍ * أضْحَى لها جَفْني صَدَفْ
وقال:
يا مَن يقولُ الشِّعرَ غَيْرَ مهذَّبٍ * ويَسُومُني التَّعذيبَ في تهذيبِهِ
لو أنَّ كلَّ النَّاس فيك مُسَاعِدِي * لعجزتُ عن تهذيبِ ما تَهْذِي بهِ
[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 424 - 426)].
ـ[طالب طب]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 12:35 م]ـ
رائع
شكرًا لكم
ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 07:24 ص]ـ
قال أبو الفتح البُستيُّ:
إنَّ لي في الهوَى لِسَانًا كَتُومًا * وجَنانًا يُّخفِي حَرِيقَ جَواهُ
غير أنِّي أخاف دَمْعِي عليهِ * سَتَرَاهُ يُفْشِي الَّذي ستَرَاهُ
وقال:
نَاظِرَاه فيما جَنَى نَاظِرَاهُ * أوْ دَعاني أَمُتْ بما أَوْدَعاني
وله:
خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بعُرْفٍ كما * أُمِرْتَ وأعْرِضْ عَنِ الجاهلينْ
ولِنْ في الكلامِ لكُلِّ الأنام * فمُسْتَحْسَنٌ مِنْ ذوي الجاهِ لِينْ
وله:
إلى حَتْفِي سَعَى قَدَمِي * أَرَى قَدَمِي أراقَ دَمِي
فَمَا أنفَكُّ من نَّدَمِي * وليس بنافعي نَدَمِي
وقال لمن استدعاه إلى مودَّته:
فَدَيْتُكَ قلَّ الصَّديقُ الصَّدُوق * وقلَّ الخَليلُ الْحَفيُّ الوَفِي
ولي راغبٌ فيكَ إمَّا وَفَيْت * فَهَلْ رَاغِبٌ أَنتَ في أنْ تَفِي؟
[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 426، 427)].
ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 08:11 ص]ـ
بوركتِ أخيتاه، وأحسن الله تعالى إليكِ.
ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 08:04 م]ـ
قال أبو الفضل الميكاليُّ في أبيه:
مُبدعًا في شمائلِ المجدِ خِيمًا * ما اهتدَيْنَا لأخْذِهِ واقتباسِهْ
فهو فظٌّ بالمالِ وَقْتَ نداهُ * وجَوادٌ بالعَفْوِ في وقتِ بَاسِهْ
وقال فيه:
إذا ما جادَ بالأموالِ ثنَّى * ولَمْ تُدْرِكْهُ في الجودِ النَّدامهْ
وإنْ هَجَسَتْ خواطِرُه بجَمْعٍ * لرَيْبِ حوادثٍ قال النَّدَى مَهْ
وقال:
وسائلةٍ تُسَائِلُ عن فَعالي * وعمَّا حازَ في الدُّنيا جَمَالي
فقلتُ: إلى المعالي حَنَّ قلبي * وفي سُبُل المكارمِ لَجَّ مَالي
وللعَلْياءِ نَهْجٌ مستقيمٌ * فما لي تاركًا ذَا النَّهْجَ مَا لي
إذا أسْرَجْتُ في فَخْرٍ سَما بي * فَعالي والنِّجَارُ فألْجَما لي
وقال -أيضًا-:
ومَن يَسْرِ فوقَ الأرض يطلبُ غايةً * من المجدِ يَسري فَوْقَ جُمْجُمَةِ النَّسْرِ
ومن يختَلِفْ في العالمينَ نِجارهُ * فإنَّا مِنَ العلياء نَجْرِي على نَجْرِ
ومَن يتَّجِرْ في المالِ يَكْسِبُ ربحهُ * فبالمالِ نَشْري رابحَ الحمْدِ والنَّشْرِ
وقال أبو الفتح البُستيُّ:
أبا العبَّاس، لا تحسب بأنِّي * لشَيءٍ مِّنْ حُلَى الأشْعَار عَارِ
ولي طَبْعٌ كسَلْسَالِ المجاري * زُلاَلٌ من ذُرَا الأحجارِ جَاري
إذا ما أكْبَتِ الأدوارُ زَنْدًا * فلي زَنْدٌ على الأدْوَارِ وَارِي
[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 548، 549)].
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 08:38 ص]ـ
قال أبو الفَضْل الميكاليُّ:
إذا لَمْ تكُنْ لمقالِ النَّصيحِ * سميعًا ولا عامِلاً أَنت بهْ
يُنبِّهُكَ الدَّهرُ من رَّقْدَة الـ * ـمَلاهي وإن قُلْتَ لا أنتَبِهْ
وقال:
تفرَّق النَّاسُ في أرزاقهم فِرَقًا * فَلابسٌ من ثراء المالِ أَوْ عَارِي
كذا المعايشُ في الدُّنيا وساكنها * مَقْسُومةٌ بين أوعاثٍ وأَوْعَارِ
وقال:
تمَّتْ محاسنُهُ فما يُزْرِي بها * معَ فَضْلِهِ ونمائِهِ وكمالِهِ
إلاَّ قصورُ وجودِه عن جُودِه * لا عَوْنَ للرَّجلِ الكريمِ كَمَالِهِ
انصُرْ أخاك إذا اجْتَدَاكَ فَوَاسِهِ * وإن استغاثكَ واثقًا بِكَ مَالِهِ
وقال -أيضًا-:
إذا تغدَّيْتُ صَدْرَ يومي * ثم تأذَّيْتُ بالغَداء
فقلتُ إذْ مسَّني أذاهُ * أرَى غَدَائي أراغَ دَائِي
[الأبيات في " زهر الآداب " (3/ 745، 746)].
¥