ملتقي اهل اللغه (صفحة 2980)

الإمتاع والإيناس بمُثُل من الجناس

ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 07:29 ص]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله، وبعد:

فهذه أبياتٌ مشتمِلة علَى ضُروبٍ من الجناس، جمعتُها مِن كُتُبٍ أدبيَّة وبلاغيَّة وغيرِها، وسمَّيتُه: (الإمتاع والإيناس بِمُثُلٍ من الجِناس).

ــــــ* * * * * * * * * *ــــــ

قال أبو الفضل الميكاليُّ:

لَقَدْ راعَني بَدْرُ الدُّجَى بصُدُودهِ * ووَكَّلَ أجْفاني بِرَعْيِ كواكِبِهْ

فيا جَزَعي، مَهْلاً عَساهُ يَعودُ لي * ويا كَبِدي، صَبْرًا علَى ما كَواكَ بِهْ

وقال:

مواعيدُهُ في الفَضْل أحلامُ نائمٍ * أُشَبِّهُهَا بالقَفْرِ أو بِسَرَابِهِ

فمَنْ لي بوَجْهٍ لو تَحَيَّرَ في الدُّجَى * أخُو سَفَرٍ في لَيْلِ غَيْمٍ سَرَى بِهِ

وقال:

صِلْ مُحبًّا أعياهُ وَصْفُ هواهُ * فضَناهُ يَنُوبُ عن تُرْجُمَانِهْ

كُلَّما راقهُ سِواكَ تَصَدَّتْ * مُقْلَتاهُ بدَمْعهِ تَرْجُمانِهْ

وقال:

يا مُبْتَلًى بضناهُ يَرْجُو رحمةً * مِن مالكٍ يَشفيهِ مِنْ أوْصابِهِ

أوصاك سِحْرُ جُفونِهِ بتسهُّدٍ * وتبلُّدٍ، فقبِلْتَ ما أَوْصَى به

اصْبِر علَى مَضَضِ الهوى فلرُبَّما * تَحلُو مرارةُ صَبرهِ أَوْ صابِهِ

وقال:

كتبْتُ إليه أستهدي وِصالاً * فعلَّلني بوَعْدٍ في الجوابِ

ألا لَيْتَ الجوابَ يكون خيرًا * فيطفئَ ما أحاطَ مِنَ الجوَى بي

وقال:

إنْ كنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربه * فاصْبِرْ علَى حُكمِ الرَّقيبِ ودارِهِ

إنَّ الرَّقيبَ إذا صبرتَ لحكمِهِ * بَوَّاكَ في مَثْوَى الحبيبِ ودَارِهِ

وقال:

صَدَفَ الحبيبُ بوَصْلهِ * فجفَا رُقَادِي إذْ صَدَفْ

ونثرتُ لؤلؤَ أدمُعٍ * أضْحَى لها جَفْني صَدَفْ

وقال:

يا مَن يقولُ الشِّعرَ غَيْرَ مهذَّبٍ * ويَسُومُني التَّعذيبَ في تهذيبِهِ

لو أنَّ كلَّ النَّاس فيك مُسَاعِدِي * لعجزتُ عن تهذيبِ ما تَهْذِي بهِ

[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 424 - 426)].

ـ[طالب طب]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 12:35 م]ـ

رائع

شكرًا لكم

ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 07:24 ص]ـ

قال أبو الفتح البُستيُّ:

إنَّ لي في الهوَى لِسَانًا كَتُومًا * وجَنانًا يُّخفِي حَرِيقَ جَواهُ

غير أنِّي أخاف دَمْعِي عليهِ * سَتَرَاهُ يُفْشِي الَّذي ستَرَاهُ

وقال:

نَاظِرَاه فيما جَنَى نَاظِرَاهُ * أوْ دَعاني أَمُتْ بما أَوْدَعاني

وله:

خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بعُرْفٍ كما * أُمِرْتَ وأعْرِضْ عَنِ الجاهلينْ

ولِنْ في الكلامِ لكُلِّ الأنام * فمُسْتَحْسَنٌ مِنْ ذوي الجاهِ لِينْ

وله:

إلى حَتْفِي سَعَى قَدَمِي * أَرَى قَدَمِي أراقَ دَمِي

فَمَا أنفَكُّ من نَّدَمِي * وليس بنافعي نَدَمِي

وقال لمن استدعاه إلى مودَّته:

فَدَيْتُكَ قلَّ الصَّديقُ الصَّدُوق * وقلَّ الخَليلُ الْحَفيُّ الوَفِي

ولي راغبٌ فيكَ إمَّا وَفَيْت * فَهَلْ رَاغِبٌ أَنتَ في أنْ تَفِي؟

[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 426، 427)].

ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 08:11 ص]ـ

بوركتِ أخيتاه، وأحسن الله تعالى إليكِ.

ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 08:04 م]ـ

قال أبو الفضل الميكاليُّ في أبيه:

مُبدعًا في شمائلِ المجدِ خِيمًا * ما اهتدَيْنَا لأخْذِهِ واقتباسِهْ

فهو فظٌّ بالمالِ وَقْتَ نداهُ * وجَوادٌ بالعَفْوِ في وقتِ بَاسِهْ

وقال فيه:

إذا ما جادَ بالأموالِ ثنَّى * ولَمْ تُدْرِكْهُ في الجودِ النَّدامهْ

وإنْ هَجَسَتْ خواطِرُه بجَمْعٍ * لرَيْبِ حوادثٍ قال النَّدَى مَهْ

وقال:

وسائلةٍ تُسَائِلُ عن فَعالي * وعمَّا حازَ في الدُّنيا جَمَالي

فقلتُ: إلى المعالي حَنَّ قلبي * وفي سُبُل المكارمِ لَجَّ مَالي

وللعَلْياءِ نَهْجٌ مستقيمٌ * فما لي تاركًا ذَا النَّهْجَ مَا لي

إذا أسْرَجْتُ في فَخْرٍ سَما بي * فَعالي والنِّجَارُ فألْجَما لي

وقال -أيضًا-:

ومَن يَسْرِ فوقَ الأرض يطلبُ غايةً * من المجدِ يَسري فَوْقَ جُمْجُمَةِ النَّسْرِ

ومن يختَلِفْ في العالمينَ نِجارهُ * فإنَّا مِنَ العلياء نَجْرِي على نَجْرِ

ومَن يتَّجِرْ في المالِ يَكْسِبُ ربحهُ * فبالمالِ نَشْري رابحَ الحمْدِ والنَّشْرِ

وقال أبو الفتح البُستيُّ:

أبا العبَّاس، لا تحسب بأنِّي * لشَيءٍ مِّنْ حُلَى الأشْعَار عَارِ

ولي طَبْعٌ كسَلْسَالِ المجاري * زُلاَلٌ من ذُرَا الأحجارِ جَاري

إذا ما أكْبَتِ الأدوارُ زَنْدًا * فلي زَنْدٌ على الأدْوَارِ وَارِي

[الأبيات في " زهر الآداب " (2/ 548، 549)].

ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 08:38 ص]ـ

قال أبو الفَضْل الميكاليُّ:

إذا لَمْ تكُنْ لمقالِ النَّصيحِ * سميعًا ولا عامِلاً أَنت بهْ

يُنبِّهُكَ الدَّهرُ من رَّقْدَة الـ * ـمَلاهي وإن قُلْتَ لا أنتَبِهْ

وقال:

تفرَّق النَّاسُ في أرزاقهم فِرَقًا * فَلابسٌ من ثراء المالِ أَوْ عَارِي

كذا المعايشُ في الدُّنيا وساكنها * مَقْسُومةٌ بين أوعاثٍ وأَوْعَارِ

وقال:

تمَّتْ محاسنُهُ فما يُزْرِي بها * معَ فَضْلِهِ ونمائِهِ وكمالِهِ

إلاَّ قصورُ وجودِه عن جُودِه * لا عَوْنَ للرَّجلِ الكريمِ كَمَالِهِ

انصُرْ أخاك إذا اجْتَدَاكَ فَوَاسِهِ * وإن استغاثكَ واثقًا بِكَ مَالِهِ

وقال -أيضًا-:

إذا تغدَّيْتُ صَدْرَ يومي * ثم تأذَّيْتُ بالغَداء

فقلتُ إذْ مسَّني أذاهُ * أرَى غَدَائي أراغَ دَائِي

[الأبيات في " زهر الآداب " (3/ 745، 746)].

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015