ملتقي اهل اللغه (صفحة 2937)

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:06 م]ـ

أخي الحبيب المفضال / عبد العزيز

ما تفضلتَ به منتقَد من وجوهٍ:

الأول: أنك تفترِضُ أن يَّكون الواضعُ قد رأى فردًا من كلِّ جنسٍ قبلَ أن يَّرى سائِر الأفرادِ. وهذا افتراضٌ غيرُ مقبولٍ، لأنَّ واضعَ اللِّسانِ الأوَّلِ هو الله تعالَى، كما قال سبحانه: ((وعلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها))، سواءٌ كان هذا هو اللِّسانَ العربيَّ أم غيرَه. والله تعالَى يرَى الأشياءَ كلَّها، ولا يسبقُ شيءٌ شيئًا في علمِه.

[b][font=traditional arabic][color=blue]

وما أورده أخونا الفاضل الأستاذ / عمار، فلعلَّه ليس الذي أنكره أخونا الأستاذ / عبد العزيز؛ وإنما أرادَ أنَّ الأسماء في الأصل أعلامٌ، ثم نُكِّرت، ثم عُرِّفت ثانية.

وشكرًا لكم.

جزاكَ الله خيرا، وزادك مِنْ فضله.

ظهَرَ لي مُرادُ أخينا الأستاذ عبد العزيز بعد قراءة منازعته الثانية، ولعله يُصَحِّحُ لنا إن كنا لم نفهم ما يعنيه.

كنتُ قد وقفتُ على كلام للغلاييني لعله يكون مفيدا (جامع الدروس العربية 1/ 109):

" العلم: اسمٌ يدل على معين، بحسب وضعه، بلا قرينة ... وإنما قلنا: " بحسب وضعه "، لأن الاشتراك بحسب الإتفاق لا يضر، كخليل المسمى به أشخاص كثيرون، فاشتراكهم في التسمية إنما كان بحسب الإتفاق والتصادف، لا بحسب الوضع، لأن كل واحد من الواضعين إنما وضع هذا الاسم لواحد بعينه. أما النكرة: كرجل، فليس لها اختصاص بحسب الوضع بذات واحدة، فالواضع قد وضعها شائعة بين كل فرد من أفراد جنسها. وكذا المعرفة من أسماء الأجناس ... " اهـ

وقال في باب العلم المرتجل والعلم المنقول (1/ 111):

" العَلَمُ المرتجل: ما لم يسبق له استعمالٌ قبل العلمية في غيرها بل استُعمل من أول الأمر علما: كسعاد وعمر. والعلم المنقول: (وهو الغالب في الأعلام): ما نقل عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلمية. وهو إما منقول عن مصدر كفضل وإما عن اسم جنس: كأسد، وإما عن صفة: كحارث ... وإما عن فعل: كشمّر وأبان ... وإما عن جملة: كجاد الحق، وتأبط شرا. " اهـ

وفرق الشيخ الغلاييني بين علم الشخص وعلم الجنس، فقال (1/ 112 - 113):

" العَلَمُ الشخصي: ما خُصِّصَ في أصل الوضع بفرد واحد، فلا يتناول غيره من أفراد جنسه: كخالد ... ولا يضره مشاركة غيره إياه في التسمية ... والعلم الجنسي ما تناول الجنس كله غير مختص بواحد بعينه: كأسامة (علما على الأسد) ... وقيصر (على من ملك الرُّوم) ... وعلم الجنس نكرة في المعنى ... " اهـ

ومن أراد الاستزادة فلينظر في كتابه.

ويظهر لي من كلام أستاذنا الكريم أبي قصي - وفقه الله - أنَّه يرجِّحُ أنَّ اللغة توقيفية؟

جزاكم الله خيرا.

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 10:10 م]ـ

شكر الله سعيك يا شيخنا فيصل المنصور،

وبارك في الأستاذ عمار الخطيب،

وتقبلا تحياتي الحارة

ـ[عبد الله أبو أسامة]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 07:21 م]ـ

تعقيب

في أثناء هذا الحديث الصخم بين الأخ الفذ الفاضل أبي قصي والأخ الكريم عبد العزيز، وقعت عبارة لأبي قصي قالها في منازعته (من مذاكرته الطيبة ـ وكل مذاكراته طيبة ـ: لم عُرفت السفينة) التي صدرها بقوله: أخي الحبيب/ عبد العزيز.

فقد جاءت هكذا: ثمَّ أوليس كون الأسماء أعلامًا في أوَّل وضعِها منافٍ لكونها من بعدُ أسماءَ أجناس؟ وأعاد الأخ عبد العزيز العبارة مقتبسة في منازعته ليعيد الأخ الفاضل أبو قصي قراءتها كرة ثانية ولم يفطنا ـ حفظهما الله ـ لما فيها ,وحاصله: أليس من حق كلمة (مناف) أن تكون منصوبة؛ لأنها خبر ليس؟ هذا ما رأيته وظننت أني عرفته، فإن كان صوابا فصوبوني وإلا فقومومني.مع شكري

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 01:02 م]ـ

إني وإن كنتُ أحِبُّ أن أكون جريتُ على المطردِ من كلامِهم، المجمَعِ عليه من قوانينِهم، لولا السَّهْوُ، والغفْلةُ، فإنَّ ما أوردتَّ من كلامي برفعِ (منافٍ) صحيحٌ عربيَّةً؛ فقد أنشدَ سيبويهِ:

هي الشفاءُ لدائي لو ظفِرتُ بها ... وليس منها شِفاءُ الدَّاء مبذولُ

على أن يكون اسمُ (ليس) ضميرَ الشأن محذوفًا، وجملة (شِفاء الداء مبذول) خبرها، في محلّ نصبٍ.

وله أيضًا وجوهٌ من القياسِ أدعُها إلى موضعِها.

وأشكرُ لكَ هذا الاهتمامَ أخي أبا أسامة.

ـ[مفضل زين الدين]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 09:58 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا ايها المشتركون الكرام

لقد استفدت كثيرا من قرأة هذه .... ولكم بقي عندي سؤال لما قاله الاخ العزيز فيصل المنصور:-

"أنَّ هذا الشيءَ معروفٌ عندك أيُّها المخاطبُ" -- هذا صحيح جدا

ولكن قولك بعد ذلك:-

"إنَّ في قوله تعالى قبلُ: ((وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرَبًا)) [آية 60، 61] ما يُشبِه الذكر للسفينةِ؛ ذلكَ أنَّه ذكرَ أن موسى عليه السلام بلغَ البحرَ. وهذا يجعلُ السامعَ كالمنتظرِ لذكر ما يحملُهم في البحرِ؛ وهو السفينةُ؛ فعلى هذا يكون مرجِعُ «أل» مفهومًا من ذِكْر غيرِهِ؛ فلذلك عرَّفَها. أما الغلام، والقرية، فلم يتقدَّم قبلَهما ما يؤذِن بذكرِهما."

ان السفينة التي كانت على مجمع البحرين غير السفينة التي خرقها خضر (ع م)

فهناك سفينتين

فقولك "أنَّ هذا الشيءَ معروفٌ عندك أيُّها المخاطبُ" -- لا يجوز ههنا لأن السفينة الاولة غير السفينة الثنانية

امتعني وافدني بالجواب الشافي.

شكرا لكم

والسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015