ملتقي اهل اللغه (صفحة 2935)

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 01:08 ص]ـ

أخي المبارك / أبا الفضل

شكرًا لك. وبارك الله فيك.

أخي الحبيب الأستاذ / منذر أبو هواش

أشكر لك تعقيبَك.

ما ذكرتَه من أن سبب تعريف (السفينة) هو ذكرها المقدَّر، لا يستقيمُ، للعلة التي بيَّنتُها قبل؛ وهي أنَّ التعريفَ إنما هو للمخاطََب، لا للمتكلِّم. ولعلَّك لم تقرأها.

والتعريفُ إنما هو للمخاطبِ، لا للمتكلِّم، كما أنك لا تأتي إلى رجلٍ خالي الذهن، وتقول له: اشتريتُ الكتاب، وقرأتُه، إذا كان لا يدري أيُّ كتابٍ هذا الكتاب. ولا ينفعُك أن يكون معروفًا عندكَ إذا كانَ مجهولاً عندَه. ومثل هذا الضميرُ؛ فإنَّك لا تقول لخالي الذهنِ أيضًا: (جاء إليَّ، فأكرمته) إذا كان لا يعرفُ هذا الذي أضمرتَ عنه.

وأزيدُ في البيان؛ فأقول:

هل يصِحُّ أن تقولَ لرجلٍ خالي الذهنِ ليس بينك وبينه عهدٌ سابِقٌ:

ذهبت إلى السوق، حتى إذا سلمت على الرجل، دعاني إلى بيته؟

ويكون التقدير: (فصادفت رجلاً أعرفه، حتى إذا سلمت على الرجل، دعاني إلى بيته).

هل يصِحّ هذا الكلام معَ أنَّ هذا التقدير إنما هو في ذهنِك، ولا يعلم به السامع؟

إنَّ هذا الكلام بهذا التقدير كلامٌ فاسدٌ لا يقوله عربيٌّ، فضلاً عن أن يَّقع في كلام الله تعالَى.

مع الشكر، والتقدير.

ـ[أبو الفضل]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 09:03 ص]ـ

ابداع على ابداع وفقك الله شيخنا

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 11:11 ص]ـ

أحسن الله إليك شيخنا فيصل، قلتَ:

"الأصلُ في الكَلِم هو التَّنكيرُ؛ وذلك أنَّ الألفاظَ الموضوعةَ لتكونَ دلائلَ على الأشياءِ إنما وُضِعت لتكونَ شامِلةً لكلِّ فردٍ من أفرادِ الجنسِ ما توفَّرت فيهِ حقائقُ معيَّنةٌ لا تقومُ ماهيَّتُه إلا بها؛ فإذا قلتَ: (كتاب)، دخلَ في هذا كلُّ ما كانَ مؤتلِفًا من أوراقٍ على نحوٍ معلومٍ، ولم يستبن فردٌ منها عن فردٍ؛ فاحتاجت العربُ إلى الفصلِ بينها، وتمييز بعضها من بعضٍ، فلجأت إلى طرائقَ مختلِفةٍ؛ كلُّها يجمعُها اسمُ التعريفِ؛"

الذي يظهر لي والله أعلم أن العكس هو الصحيح، وهو الذي يدل عليه العقل، فإن الاسم ابتداء يكون علما للمسمى، ثم بعد وجود مثيله يصبح دالا على جنسه، وهنا يلزم تمييزه عن غيره بالتعريف ... فلو وجد جهاز ينقل صورا متحركة فسماه أحدهم تلفازا لكان علمًا له، فإذا وجد مثله أصبح دالا على جنسه، ولزم تعريفه (التلفاز، تلفاز فلان، تلفازه ...)

بارك الله فيك ونفع بك

محبك عبد العزيز

ـ[طالب طب]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 05:54 م]ـ

بارك الله فيكَ أبا قصي

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 01:30 م]ـ

بارك الله فيكم.

أخي الحبيب / عبد العزيز

لعلك تبيِّن كيف كان العقلُ دالاًّ على أن الاسم يكون ابتداءً علمًا للمسمَّى؟

ولِم لا يكون العقلُ دالاًّ على أنَّ الأصل التنكير؟

ثمَّ إن لم يوجد مثيلٌ للعلم هذا، أفيبقَى على علميَّته أم لا؟

وما فرق ما بين (رجل) قبل أن يكون اسم جنس، وبين (زيد)؟

ثمَّ أوليس كون الأسماء أعلامًا في أوَّل وضعِها منافٍ لكونها من بعدُ أسماءَ أجناس؟ لأن العلمَ في حقيقته لا يتعدَّد إلا بالتعيين؛ أي: بتعيين كلِّ فردٍ؛ فكيفَ يكون اسمَ جنس لأفرادٍ غير محصورةٍ من غير تعيين لكلّ فرد منها كما تُعيَّن الأعلامُ؟

وهل في ذهن الواضع يومَ سمَّى أولَ (تلفاز) رآه (تلفازًا) أن يخصَّه بما رآه بعينه، أم كانَ سمَّاه (تلفازًا) لأنه آلةٌ تنقلُ الصورَ المرئيَّةَ على هيئة معيَّنة؛ فلو وُجِد آخرُ مثلُه، لكانَ اسمُه أيضًا (تلفازًا) بالوضع، لا بالتعيين؟

- أردتُّ من هذه الأسئلة زيادةَ البيان لما ذكرتَ، حتى تُمكن مناقشتُه.

ولك خالص المودة، والشكر.

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 06:38 م]ـ

شيخنا فيصل منصور!!،

لو كنت أعلم أن منازعتي ستجلب لي كل هذه المشاكل لأمسكت، لم تكن منازعتي ردا على كلامك، بل طرحت بين يديك ما ظهر لي ودلني عليه العقل قاصدا بذلك الإفادة منكم، وإذا تبين قصدي ففيه مسلك آمن للهروب مما أحطتني به، خاصة وأنا في سباتٍ عميق لم أفق منه بعد!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015