ـ[بلول رشيد]ــــــــ[19 - 12 - 2011, 12:21 م]ـ
نرجو منكم ارسالها على الايميل لكن ينقصها التهميش (المصادر والمراجع)
ـ[أحمد محمد عيد]ــــــــ[26 - 12 - 2011, 07:36 م]ـ
نرجو من فرسان البلاغة العربية الصور الجمالية والبلاغية للآيات العشر من سورة الإسراء.وردة1
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 01 - 2012, 03:02 ص]ـ
82 - لمحة في قوله تعالى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا {1} قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً {2} الكهف.
مطلع السورة مناسب للاشارة إلى بعض خصائص الدلالة القرآنية:
1 - الإحاطة بكل عناصر المعنى، وبثها في مساحة ضيقة من اللفظ ..
ففي آيتين فقط ذكر:
المرسل
والرسول
والرسالة
والمرسل إليه
وليس ذلك على أسلوب الجرد المجمل، بل على وجه التفصيل الذي لا يكاد يتميز معه تقديم الموضوع عن عرضه ... فبداية السورة تشعر المتلقي بالموضوع وهي في الوقت نفسه تنهيه وتطويه:
"الحمد لله الذي أنزل ... "
المرسل أثنى على نفسه، وصلة الموصول تعليل لهذا الثناء فهو يستحق الحمد لأنه أوحى إلى خلقه ... والوحي منه مجرد تكرم وإنعام ..
-" .... على عبده .. "
الرسول مجتبى مختار، والعبودية تختزل كل المعاني فهي: وصف وثناء .. أو واقع وتقييم ..
- ... الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّما. لينذر ....
ثناء على الرسالة بعد الثناء على الرسول .. والوصفان يختزلان كل معاني الكمال وجاءا على النسق الطبيعي من تقدم التخلية على التحلية أي نفي النقص (لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) على إثبات الكمال (قَيِّما)
ثم أشار بعد الثناء إلى مضمون الرسالة ومقاصدها: لينذر
- ... لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً.
ذكر للمرسل إليه وأحواله ... من انشقاقهم إلى فريقين فريق ضال وفريق مهتدي ... استحق بعضهم النذارة وبعضهم البشارة ..
والوعد بالخلود إشارة تلخص التاريخ البشري كله من إرسال الرسل والمواقف المتعارضة للناس من الرسالات وانتهاء الحياة الدنيا وقيام الساعة ومحاسبة الناس لينتهي فريق في بأس شديد وفريق على أجر حسن خالد .. وهي معان مألوفة في القرآن متكررة فيه لكن الشاهد عندنا هو انبعاثها من المكمن اللفظي المضيق .. وهذا وحده من علامات الإعجاز ... فليس من السهولة المصالحة بين الاختزال والاختزان ... فحتى لوفرضت تلك المعاني المختزنة غير باهرة بل باطلة فالإعجاز قائم دائما .. !!
2 - يتحقق الاتساع الدلالي من خلال التفاعل الخفي بين الكلمة وسياقها .. ولا يتأتى ذلك إلا بجعل الكلمة في مكان موزون بدقة ... بحيث تضيع بعض معانيها إن هي تقدمت أو تأخرت عن موضعها .. ولنا في هذا المطلع من البيان المعجز مثل:
لِّيُنذِر ...
علام يعود الضمير المرتفع في الفعل؟
ولأن السياق قبل الفعل ذكر" الله" و"العبد" و"الكتاب" فقد صارت الاحتمالات الثلاثة لمرجع الضمير مقبولة كلها ...
فالله أنزل لينذر
والعبد أنزل عليه لينذر
والكتاب منزل لينذر ...
فوجب الاتساع الدلالي لأن دفع أي احتمال تحكم ... فضلا عن الإشارة المعنوية إلى عدم التفريق بين ما جمع الله:
فإنذار الرسول هو نفسه إنذار الله!
وإنذار السنة هو ذاته إنذار الكتاب!
3 - على المتدبر أن يتلمس المعاني المتولدة من نسقية الجمل وتجاورها .. وهو أمر آخر غير المعاني السياقية ... -وفي ذهننا تصور عن المعنى النسقي والمعنى السياقي سنحاول بإذن الله توضيحه في موضع آخر حسبنا هنا التمثيل بما يلي-
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
يمكن أن نلمس على سبيل دلالة الاشارة النسقية معنى "رحمة الله غالبة غضبه"
فالعبارة الغضبية لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ لا يمكن لوحدها أن تقاوم رحمة الإنعام قبلها ورحمة البشارة بعدها ...
وفي المطلع مثال آخر عن الدلالة المتولدة من التجاور وحده أي النسق فقط:
لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ...
¥