ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[14 - 03 - 2011, 09:08 م]ـ
[ذكره السجاعي في حاشيته على القطر عن السيوطي، وقال: إنه ذكره في شرح بديعيته]
لعله وهم، والصواب (ذكرَ السيوطي أن الأندلسيّ ذكره في شرح بديعية رفيقه ابن جابر)، إلا أن يكون للسيوطي-رحمه الله-بديعية شرحها، ونقل عنها السجاعي-رحمه الله-.
وَهْوُ لَطِيفٌ رَاقٍ لِلْمُقْتَبِسِ
بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الأَنْدَلُسِي
لعل صوابه:
وهْوَ لطيفٌ راقَ للمقتبسِ
والله أعلم. http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[15 - 03 - 2011, 12:08 ص]ـ
كَمْ عَمَّةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ
فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي
... "فَدْعاء" صفة لـ "خالة" و"لعمَّة" مجرورًا؛ أو منصوب لِمَا ذكَرْنا، ولها صفةٌ أخرى مُماثلة لصفة "عمة" المذكورة معها؛ والتقدير: كم عمَّة لك فدعاء، وخالة لك فدعاء؛ فحذف من كلِّ واحد مِثلَ ما أثبت في الآخر؛ وهذا ما يُسَمَّى في علم البديعِ: الاحتِباك.
"لا يظهر لي أنّ في هذا الشاهد احتباكًا، لأن الحذف هنا من مكان واحدٍ"! وليسَ هنا متقابِلانِ حُذِفَ من أحدِهما ما أُثبِتَ نظيره في الثاني، وحذِف من الثاني ما أثبِتَ نظيره في الأوَّل، فما الوصف الذي حُذِف من الخالةِ وأثُبِتَ هوَ أو نظيرُه للعمَّةِ؟!
والإشكالُ الثَّاني: أنَّ الوصفَ هنا ليسَ نظيراً للمحذوفِ بل هو عينُهُ، بخلاف الآية: ((وأدخِل يدك في جيبِكَ)) تدخل غير بيضاء ... وأخرج يدكَ
((تَخرجْ بيضاء))، فهل يدخلُ هذا البيتُ ونحوه في باب الاحتِباكِ أصلاً؟
والله يحفظكم.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[15 - 03 - 2011, 08:04 ص]ـ
ومن ذلك أيضًا قول أبي صخرٍ الهذليّ:
وإني لتعروني لذكراك هِزَّةٌ * كما انتفضَ العصفورُ بلَّلَهُ القطرُ
والتقدير: وإني لتعروني لذكراك هزة وانتفاضٌ، كما انتفض العصفور واهتزّ.
[ذكره السجاعي في حاشيته على القطر عن السيوطي، وقال: إنه ذكره في شرح بديعيته]
أعتذر من أخي الفاضل اللبيب المجد المالكي، وهو إنما نقل هذا عن غيره، وأرى عدَّه من الباب المذكور تكلفا، لأن الانتفاض هو الاهتزاز تقريبا، فلا داعي لهذه التأويلات المتكلفة.
وإذا أقررنا هذا دخل في هذا الباب شيء كثير لا ينحصر، من ذلك قول أبي كبير الهذلي:
وإذا نبذت له الحصاة رأيته ** ينزو لوقعتها طمور الأخيل
فنقول على قولكم: التقدير: ينزو لوقعتها ويطمر نزو وطمور الأخيل.
وهذا ليس بشيء، بل هو مصدر معنوي، لأن النزو في معنى الطمور، وكذلك قول أبي صخر الهذلي، الاهتزاز فيه هو الانتفاض، لما قال: " .. هزة كما انتفض العصفور"، كأنه قال: " ... انتفاضة كما انتفض العصفور"، فلا داعي للتأويل المذكور.
ويلزم على هذا أيضا في قول من قال: فرح زيد سرورا شديدا، أن يقال: تقديره: فرح زيد وسُرَّ فرحا وسرورا شديدا، وهذا بيّن البطلان.
وقد نظرت في كثير من شواهد البلاغيين فرأيت كثيرا منها متكلفا، ولا يصدق على القواعد التي قعدوها، وهذا يحتاج إلى إطالة نظر وتأمل قبل الكلام فيه.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[15 - 03 - 2011, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وأنتم-حفظكم الله-أهل النظر والمعرفة، على أنه قد يفهم من قوله: (لذكراك هزة) أن معناه أريحيةٌ ونشوةٌ، لكن ما ذكرتم هو الأولى والأحسن، لأن الهزة تعني الأريحية والحركة، وكذلك فإن العصفور لا تعتريه الأريحية أو سرور النفس المعروف عند بني آدم.
والله أعلم.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[26 - 04 - 2011, 07:19 ص]ـ
"لا يظهر لي أنّ في هذا الشاهد احتباكًا، لأن الحذف هنا من مكان واحدٍ"! وليسَ هنا متقابِلانِ حُذِفَ من أحدِهما ما أُثبِتَ نظيره في الثاني، وحذِف من الثاني ما أثبِتَ نظيره في الأوَّل، فما الوصف الذي حُذِف من الخالةِ وأثُبِتَ هوَ أو نظيرُه للعمَّةِ؟! بارك الله فيك أديبنا الأريب,
قالوا: إن الأصل: (كم عمة لك فدعاء ... , وكم خالة لك فدعاء ...)
قال الشيخ محمد محيي الدين: فحذف من الأول كلمة (فدعاء) , وأثبتها في الثاني, وحذف من الثاني كلمة (لك) , وأثبتها في الأول, فحذف من كل مثل الذي أثبته في الآخر. اهـ
[منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل لمحمد محيي الدين]
والإشكالُ الثَّاني: أنَّ الوصفَ هنا ليسَ نظيراً للمحذوفِ بل هو عينُهُ، بخلاف الآية: ((وأدخِل يدك في جيبِكَ)) تدخل غير بيضاء ... وأخرج يدكَ
((تَخرجْ بيضاء))، فهل يدخلُ هذا البيتُ ونحوه في باب الاحتِباكِ أصلاً؟ والإشكال كذلك في كون الجملتين غير متقابلتين, إلا إذا قيل: إن حقيقة التقابل غير مقصودة.
ـ[أبومعاذ]ــــــــ[30 - 04 - 2011, 09:36 م]ـ
سلمت يمينك، وبارك فيكم.
ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 10 - 2011, 11:32 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
.............................
للفائدة:
هذا بحث بعنوان: (الاحتباك في " نظم الدرر " للبقاعي)
تأليف: أ. د. يوسف بن عبد الله الأنصاري
http://uqu.edu.sa/page/ar/82686
¥