ملتقي اهل اللغه (صفحة 2554)

ما البلاغة في قول الله تعالى: (الله يستهزئ بهم)؟

ـ[مفضل زين الدين]ــــــــ[15 - 06 - 2011, 11:23 م]ـ

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون

ما البلاغة في ما تحته خط من حيث المشاكلة والصيغة

وفي فصل قوله تعالى "الله يستهزئ بهم" عما قبله؟

ـ[عائشة]ــــــــ[25 - 06 - 2011, 08:54 ص]ـ

،،، المشاكلة اللفظيَّة:

قال الشوكاني -رحمه الله- في " فتح القدير ":

(وقد كانت العربُ إذا وضعت لفظًا بإزاء لفظٍ جوابًا له وجزاءً؛ ذكرته بمثل ذلك اللفظِ، وإن كان مخالفًا له في معناه. ووردَ ذلك في القرآن كثيرًا، ومنه: ((وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا)) [الشورى: 40]، ((فَمَنِ ?عْتَدَى? عَلَيْكُمْ فَ?عْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ?عْتَدَى? عَلَيْكُمْ)) [البقرة: 194]، والجزاء لا يكون سيئةً، والقصاص لا يكون اعتداءً؛ لأنَّه حقٌّ ...) انتهى.

،،، الفصل:

قال ابن عاشور -رحمه الله- في " التحرير والتنوير ":

(لم تعطف هاته الجملة على ما قبلها؛ لأنَّها جملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا جوابًا لسؤال مقدَّر، وذلك أنَّ السامع لحكاية قولهم للمؤمنين: ((آمنا)) [البقرة: 14]، وقولهم لشياطينهم: ((إنا معكم)) [البقرة: 14] إلخ؛ يقول: لقد راجت حيلتهم على المسلمين الغافلين عن كيدهم، وهل يتفطَّن متفطن في المسلمين لأحوالهم، فيجازيهم على استهزائهم، أو هل يرد لهم ما راموا من المسلمين، ومَن الَّذي يتولَّى مقابلة صنعهم؛ فكان للاستئناف بقوله: ((الله يستهزىء بهم)) غاية الفخامة والجزالة. وهو -أيضًا- واقع موقع الاعتراضِ، والأكثر في الاعتراض ترك العاطف) انتهى.

والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015