وإنما العجب إبقاء مثل هذا الكفر والزندقة في مثل هذا الملتقى.
من لم يزل متعجباًمن كل ما تأتي به الأيام طال تعجبه.
ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 09 - 2011, 08:38 م]ـ
((وقُلْ جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقًا)).
لقد سرَّني أن يكونَ من بينِنا رِجالٌ يأمرونَ بالمعروفِ، وينهون عن المنكَرِ، ويجهرونَ بالحقِّ، لا يخافونَ في اللهِ لَوْمَةَ لائمٍ.
فجزاكم الله خيرَ الجزاءِ، وبارك فيكم، وكثَّرَ من أمثالِكم، وجعلَ ما كتبتُم في موازينِ حسناتكم.
وقد ساءَني -قبلُ- أن يبقَى هذا الحديثُ بلا تعليقٍ من أحدٍ، فكتبتُ في (مجلس الشُّورَى) تنبيهًا حَوْلَه، نسختُ فيه -من موقع (صيد الفوائد) - مقالةً تكشفُ عن حقيقةِ هذه الرِّوايةِ الأثيمةِ، وأُعيدُ نسخَها ههنا:
جوانيات الرموز المستعارة لكبار " أولاد حارتنا "
أو: نقض التاريخ الديني النبوي
تأليف: د/ عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني
القاهرة، مكتبة وهبة، ط:1، 1416هـ، 236 ص.
عرض وتحليل
محمد حسن يوسف
يعتبر كتاب جوانيات الرموز المستعارة لكبار " أولاد حارتنا " للدكتور/ عبد العظيم المطعني من أهم الكتب التي تصدت لتفنيد هذه الرواية سيئة السمعة لدى المسلمين، والتي كانت السبب الرئيسي في فوز الكاتب نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب كأول كاتب عربي يفوز بمثل هذه الجائزة. وكانت جريدة الأهرام القاهرية قد بدأت في نشر هذه الرواية على حلقات في عام 1959. ثم ظهرت القصة في كتاب عام 1962 عن دار الآداب ببيروت، وما زالت تطبع هناك حتى الآن.
وإذا كان الدكتور المطعني يقول: الأستاذ نجيب محفوظ، مهما اختلفنا معه حول هذه الرواية، كاتب قدير بحق، ومن أبرز خصائصه الأسلوبية إجادة فن " الرمز "، وروايته هذه " أولاد حارتنا " شهادة بأستاذيته ومهارته في الأدب الرمزي الحديث. إذا كان الدكتور المطعني يقول ذلك، فإننا نجزم بأستاذيته هو في فهم " جوانيات " رموز الرواية المذكورة فهما دقيقا وعميقا، ونشهد له بحرفيته في هذا الشأن.
ويرى الدكتور المطعني أنه لفهم المعاني الخبيثة في الرواية، وكذلك المقصود العام منها، فإن ذلك الفهم يتوقف على العناصر الثلاثة الآتية:
أولا: العلم بمادة الموضوع الذي صاغ روايته حوله.
ثانيا: فك الرموز التي شاعت في الرواية، ومعرفة مدلولاتها خارج الرواية.
ثالثا: التمكن من معرفة مواضع الفر بعد الكر، أو الإحجام بعد الإقدام، للتمويه على القارئ، وإثارة موجات من الضباب المعتم أمام ناظريه.
ويرى الدكتور المطعني أن الهدف من وضع أولاد حارتنا هو – باختصار شديد – تفشيل دور الدين بوجه عام في حلول مشكلات الحياة، وتحقيق السعادة للناس فيها. وبعد وقوع ذلك التفشيل، من خلال ما ورد في الرواية، يأذن الأستاذ " محفوظ " للعلم الحديث أن يطل برأسه إلى الوجود، ثم ينمو شيئا فشيئا حتى يصبح عملاقا لا يقاوم، وقادرا لا يعجز، ثم يتمكن من القضاء على الدين متمثلا في قتل أو موت الجبلاوي. ويهز مشاعر أولاد الحارة بمخترعاته المذهلة، فينحاز الناس أو أولاد الحارة إلى عرفة وحنش، اللذان يمثلان العلم الحديث، ويفضلونه على الدين عيانا جهارا، وينخلعون عن الإطار الديني النبوي في وضح النهار؟!
وبداية يقول الدكتور المطعني بأن أخطر رمز في رواية أولاد حارتنا هو رمز " الجبلاوي "، حيث رمز به المؤلف – سامحه الله – إلى معاني الألوهية، أي الله.
ويستطرد بالقول: أما أولئك الزاعمون بأن الجبلاوي في أولاد حارتنا ليس المقصود منه الله، فلا يخلو حالهم من الاحتمالات الآتية:
o إما أنهم لم يقرأوا الرواية، فراحوا يشهدون بما لا علم لهم به.
o وإما أنهم قرأوا ولم يفهموا.
o وإما أنهم قرأوا وفهموا، ثم عاندوا وكابروا، وراحوا يشهدون شهادة زور، ويصرون على الحنث العظيم، ويحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم.
وبعد استعراض شيق ومتابعة دقيقة وتوضيح فاضح لكل الرموز التي استخدمها الكاتب لتغطية الرموز التي استعارها في روايته، يخلص الدكتور المطعني في خاتمة كتابه (206 – 229) إلى تقرير موجز عن الرواية يلم فيها شعث ما تقدم من إثباتات وأدلة، ثم اقتراح رفعه إلى مؤلف الرواية من باب التواصي بالحق يطالبه فيه بالتوبة إلى الله مما كتبت يداه.
¥