ملتقي اهل اللغه (صفحة 2536)

هـ- اختار الكاتب لعمله الأدبي الحبكة الفنية التي تقوم على جهل الشخصية الرئيسة بحقيقة الأمر، وتدفع الأحداث تلك الشخصية إلى اكتشاف الحقيقة شيئا فشيئا حتى نصل لحظة الذورة التي تمثل قمة العقدة التي تنحدر الأحداث بعدها إلى الحل.

وكانت العقدة في علاقة "عصمت" بأبيها التي رسمتها أمها بدءا صورة ذهنية بغيضة ثم جعلت الأحداث تتكشف شيئا فشيئا حتى انجلت الحقيقة عن افتراء الأم على الأب.

و- اعتمد الكاتب النهاية المفتوحة.

كيف؟

على الرغم من تعرض "عصمت" لمؤثرات زلزلت معتقدها التي كانت تحارب من أجله بخصوص حقوق المرأة محليا بلقائها بابنة "كيداهم" وبابنة عمها، وخارجيا بلقائها المسلمات الجدد في فرنسا- فإنها لم تغير خطها، وانتهت الرواية وواقعها كما هو وإن كان مهتزا.

فهل ترك الكاتب النهاية مفتوحة ليترك فرصة لجزء آخر؟ أم هل تراه جعلها مفتوحة تعبيرا عن صعوبة توبة مَن في قلب الأضواء؟ أم هل تراه جعلها كذلك ليجعل القارئ يتخيل ويتخيل ويعيش مع الرواية أثرا كما عاش معها أحداثا؟

والنهاية المفتوحة لا تجعل عملية التطهير الفني في نفس القارئ تتم؛ فهو ينتظر عقاب المخطئ عقابا يلائم جرمه. لكنها لم تكن مفتوحة على مستوى الشخصية الثانية ذِكرا الأولى تأثيرا وتوجيها ألا وهي شخصية الأم التي فقدت أسباب سيطرتها بتدخل عماد وعصمت؛ مما يجعل التطهير يتم جزئيا؛ لأن عقابها جاء تصحيحا وجزاءا على جرمها مع الأب، وترك جرمها الأعظم في حق الوطن والدين.

ز- ...

(3)

وقد يكون هناك لقاء ثان أكمل فيه تناول بقية الفنيات، مثل ذكر دلالة شبكة العلاقات الفنية في الرواية وإسقاطاتها، ودلالة اختيار أسماء الشخصيات وتوظيفها، والحديث عن زمن الرواية، والتوظيف اللغوي الذي يظهر في العنوان – مثالا لا حصرا - من إيثار الكاتب تذكير الفعل مطابقة بين التذكير وسيطرة النساء على الرغم من جودة التأنيث ليطابق الفعل فاعله، وثنائيات الصراع مثل تقوقع غير الصالحين حول أنفسهم كعماد وعصمت وليلى وبطاناتهم وتابعيهم مما يحدث ازدواجا بين واقعهم وفِطرهم وانفتاح الصالحين إلى الحقيقة وعليها كالفتيات الملتزمات محليا وخارجيا مما يحدث اتحادا بين واقعهم وفِطرهم، والإسقاط السياسي الواقعي للرواية مثل انفصال الشعب عما يسمون أنفسهم بالنخب؛ فـ"كيداهم" التي أراها تمثل الشعب تلتحم بهذه النخب في صراعها بعضها مع بعض لكنها واقعا تعيش ضدهم وتعمل على ترك اثنتين من نشيطات العمل النسوي ذلك العمل إلى بيت الزوجية كزوجتين ثالثة ورابعة مثيرة قضية تعدد الزوجات، والاستدعاءات الثقافية التي تثار في الذهن في أثناء القراءة من مشابهات تراثية وآنية عربية وعالمية، والرواية بين المباشرة التي تلمس الواقع المعاش وتقترب من أدب المناسبات وبين كونها تعرض نموذجا إنسانيا مما يبعدها عن المباشرة وأدب المناسبات، و ... إلخ.

ـ[حنان]ــــــــ[10 - 09 - 2011, 10:13 م]ـ

بوركتَ

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[23 - 09 - 2011, 05:22 م]ـ

أكرمت!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015