ـ[تألق]ــــــــ[11 - 10 - 2011, 05:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي أسأل الله أن يبارك في الجميع
بالنسبة لقضية المجاز والاختلاف فيه
لدي إشكال أرجو أن أجد جوابا شافيا عند من يقول به:
وهو نقل لكلام العلامة صالح آل الشيخ يقول فضيلته:
(المجاز) لم يأتِ هذا اللفظ لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة ولا في كلام التابعين ولا في كلام تبع التابعين؛ يعني انقضت القرون الثلاثة المفضلة ولم يُستعمل هذا اللفظ فلفظه حادث، والألفاظ الحادثة بحسب الاصطلاح: إن كان هذا المصطلح أُستخدم في شيء سليم، في شيء مقبول شرعا، فلا بأس به إذ لا مُشاحة في الاصطلاح، مثل ما قال التأويل هو كذا وكذا فعرفوه، ومثل ما تعارفوا على أشياء كثيرة في العلوم، ولهذا استعمل لفظ المجاز بعض العلماء في معاني صحيحة؛ فكتب أبو عبيدة مَعمر بن مثنى كتابا سماه مجاز القرآن، وتجد في ألفاظ لابن قتيبة أيضا تجد ذكرا للمجاز -للمجاز العام-؛ يعني المجاز المقبول؛ وله هو نظر في المجاز لا نعرض له الآن.
إذن هذا تاريخ اللفظ أن اللفظ حادثة ما كانت مستعملة، ماذا يقصد بلفظ المجاز من حيث اللغة؟
المجاز يعني: ما يجوز. في اللغة.
يعني هذا قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، (65) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ [المؤمنون:28]، قال: مجازه علا على العرش، وهذا يعني أنه معناه في اللغة؛ يعني ما تجيزه اللغة يعني هذا مجازه اللفظي في اللغة وما أجازته العرب من المعنى، إذا نظرت لذلك وجدت أن استعمال من استعمل لفظ المجاز غير استعمال المحرّفين.
لهذا نقول: المجاز عند أهل التّحريف عرفوه بما يلي:
قالوا: المجاز هو نقل اللفظ من الوضع الأول إلى وضع ثانٍ لعلاقة بينهما.
وعرفه آخرون بقولهم: المجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وُضع له.
مثاله عندهم تقول مثلا: ألقى فلان علي جناحه. فمجاز الجناح هنا قالوا: الجناح يعني كنفه ورعايته ويده إلى آخره. قالوا: أصل الجناح للطائر جناح الطائر، فلما استعمل في الإنسان صار استعمال للفظ لغير ما وضع له، لهذا سموه مجازا.
إذا تبين لك ذلك فنقول:
أولا قولهم في التعريف -في تعريف المجاز- المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له. مبني على أنّ الألفاظ موضوعة لمعاني، ومن الذي وضع المعنى أو اللفظ للمعنى؟ من الذي وضع؟ يقولون العرب وضعت.
التعريف الأول -وهو مشهور عند الأصوليين- المجاز نقْلُ اللفظ من وضع أول إلى وضع ثاني، يعني أن العرب وضعت للألفاظ شيئا ثم نقلته من الوضع الأول إلى الوضع الثاني.
هذا التصور مبني على خيال في أصله؛ وهو أنه يطالَب من عبَّر هذا التعبير بأن يقال له: من الذي وضع الوضع الأول؟ أولا في التعريف، لهذا لا تدخل مع الذين يبحثون في المجاز أصلا، يعني في الغيبيات أما في الأمور الأدبية، هذا الأمر سهل؛ يعني الخلاف الأدبي سهل، لكن إذا أتى المجاز في الأمور الغيبية والصفات فناقشه في التعريف.
الآن التعريف ما هو تعريف المجاز؟ استعمال اللفظ في غير ما وضع له، نقل اللفظ من الوضع الأول إلى الوضع الثاني، هذا الوضع الأول والوضع الثاني كيف عرفنا أن هذا هو الوضع الأول؟ الجواب: لا سبيل إلى الجواب.
ليس ثَم أحد يمكن أن يقول هذا اللفظ وُضع لكذا، إذْ معنى ذلك أن العرب اتفقت، عقدت مؤتمرا، اجتمعت جميعا، وقالت: الآن نحدد لغتنا في الوضع الأول هذا السقف السماء وضعها الأول ما علا، الأرض هي هذه هذا الوضع الأول، السير جرى مشى معناه كذا، جناح هو لهذا الطائر، حمام هو لهذا الطائر، وهكذا.
فيتصور من التعريف أن العرب اجتمعت وجعلت لكل لفظ معنى في لغتها، وهذا خيال؛ لأنّ من عرف ودرس نشأة اللغات لا يمكن أن يتصوّر أن اللغة العربية نشأت على هذا النّحو.
لهذا نقول: أولا التعريف غير صحيح؛ لأن الوضع الأول يحتاج في إثبات أنه وضعٌ أول إلى برهان، أثبت لي أن هذا هو الوضع الأول ولا بأس؛ لكن لا سبيل إلى الإثبات.
¥